يكثر الحديث الآن عن مناسك الحج باختصار ، وذلك لاقتراب موسم الحج والذي يأتي كل عام في الأيام الأولى من شهر ي الحجة، والحج لغةً يعني القصد إلى مكانٍ ما،أما ما يتعارف عليه فالحج هو الفريضة الخامسة من فرائض الإسلام، التي فرضها الله على كل قادر بالغ من المسلمين سواء كان رجلاً أو امرأة، وللحج مناسك لابد من توافرها كي يكون الحج صحيحًا، ومن خلال موضوعنا اليوم على موقع موسوعة سنتناول بالتفصيل مناسك الحج وترتيبها الصحيح الواجب على كل مسلم اتباعها ليكون حجه سليمًا مقبولاً.
مناسك الحج باختصار
يبدأ كل منسك من مناسك الحج على ركن مهم وهو النية، فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى) فعزم النية منسكًا ضروريًا من مناسك الحج، غير أن الحج لا يكون ركنًا ضروريًا من أركان الإسلام إلا من إذا كان المسلم قادرًا مستطيعًا، سواء كانت القدرة مادية أو جسدية.
أولاً: الإحرام
ويدخل المسلم في مناسك الحج فور إحرامه، والإحرام هو المنسك الأول للحج، ويحرم الحاج فور وصوله للميقات المخصص لكل بلدٍ، وذلك بالاغتسال والوضوء كما يستحب أن يقص المحرم الحاج أظافره ويزيل الشعر الزائد فيه ويقصر شعر رأسه، وبعد ذلك يرتدي ملابس الإحرام، وينوي الحج بلسانه قائلاً لبيك اللهم حجًا أو لبيك اللهم حجًا وعمره، وذلك على حسب إن كان متمتعًا أو مفردًا.
ثانيًا: طواف القدوم
ويأتي بعد ذلك دور الحاج في الذهاب إلى مكة ليدخل الحرم طائفًا وملبيًا، وذلك بسبعة أشواط حول الكعبة، متخذًا الحجر الأسود كبداية لكل شوط من الأشواط، ومن المستحب تقبيل الحجر الأسود ولمسه ولكن لو تعذر ذلك لصعوبته في الزحام فيكفي الإشارة إليه وذلك تجنبًا للتزاحم وإيذاء الآخرين.
ثالثًا: السعي ما بين الصفا والمروة
وبعد الطواف بالكعبة لسبعة أشواط كاملة يأتي الدور على السعي، وذلك بسعي الحاج بين جبلي الصفا والمروة الموجودين بمكة سبعة أشواط، ويجب على الحج استقبال القبلة وذلك اقتداءً بما فعله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وللسعي في الإسلام رمزية خاصة حيث أنه تذكيرًا بقصة السيدة هاجر أم نبي الله إسماعيل التي أمرها نبي الله إبراهيم أن تمكث في مكة وهي أرض مقفرة ولم يكن بها ماء أو طعام ومعها رضيعها إسماعيل، فهرولت ساعية بين الصفا والمروة باحثةً عن طعام أو ماء إلى أن أنعم الله عليها وفجر لها بئر زمزم الذي لا يزال ينبض بالحياة إلى الآن.
رابعًا: الذهاب لمنى
ويتوجه الحجاج في المنسك الذي يلي الطواف إلى منى، وهو على مسافة ثلاثة أميال من مكة، ومنى هو المكان الذي يقوم الحجاج فيه برمي الجمرات في الثامن من ذي الحجة بعد طواف القدوم.
خامسًا: الوقوف بعرفة
روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحج عرفة)، إذ يعد الوقوف بعرفة هو أعظم ركن من أركان الحج، ويأتي ذلك في التاسع من ذي الحجة بوصول الحجاج إلى جبل عرفات وصعوده والمكوث فيه حتى غروب الشمس، ويُسن في الوقوف بعرفة أن تجمع صلاتي العصر والظهر معا.
سادسًا: الذهاب للمزدلفة
وينزل الحجاج من عرفة إلى مزدلفة بعد ذلك والمزدلفة هو وادٍ قريب، إذ يقع بين منى وعرفات حيث يبعد ميلين شرقًا عن منى، ويكون ذلك ليلة أول أيام عيد الأضحى المبارك أي في ليلة العاشر من ذي الحجة، ويبيت الحجاج هناك جامعين بين صلاتي المغرب والعشاء، ثم في صباح اليوم الأول للعيد يتوجه الحجاج إلى منى رمي جمرة العقبة، ومن ثم ذبح الأضاحي ويأتي ذلك في منى وكذلك حلق الرؤوس.
سابعًا: طواف الوداع
وبعد حلق الرأس يذهب الحاج إلى طواف الزيارة ثم العودة إلى منى مرة أخرى، وذلك لرمي الجمرات في أيام التشريق ماكثًا في منى، وبعد ذلك يعود الحج لمكة ليؤدي طواف الوداع حول الكعبة الشريفة، وينهل ما يستطيع من ماء زمزم المبارك قبل عودته إلى بلده مغفور الذنب بالكامل.



