نادية سعد الدين

عمان- طالبت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، الأمم المتحدة وهيئاتها المختصة بحقوق الانسان، بالمباشرة بتحقيق دولي بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان والقوانين والأعراف الدولية، والعمل على توفير حماية دولية لسكان دولة فلسطين المحتلة.
ودعت إلى تشكيل لجنة دولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه في الأراضي المحتلة، وذلك في أعقاب تداول فيديو يظهر فيه جنود الاحتلال برفقة المستوطنين المتطرفين، وهم يعذبون وينكلون بعمال فلسطينيين، ويسرقون أموالهم جنوب الخليل، بالضفة الغربية المحتلة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، رئيس دائرة حقوق الانسان والمجتمع، أحمد التميمي، إن “المجتمع الدولي ملزم بتطبيق وتنفيذ ما تم التوقيع عليه من وقوانين واتفاقيات دولية، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة، والقاضية، في الحالة الفلسطينية، بتجريم الاحتلال ومحاسبته على جرائمه اليومية بحق الفلسطينيين؛ أرضاً وشعباً ومقدسات”.
وأضاف التميمي إن “هذا الفيديو يعدّ نموذجاً للعنصرية الصهيونية والفاشية التي تمارس بحق الفلسطينيين في ظل صمت المجتمع الدولي والدعم الأميركي وانشغال الدول العربية والإسلامية بقضاياها الداخلية على حساب تقديم الدعم الفعلي للقضية الفلسطينية”.
وأوضح بأن “مئات المستوطنات والحواجز الصهيونية في أنحاء الأرض المحتلة، تمارس عليها وفي محيطها عمليات إعدام ميداني وتعذيب وتنكيل يطال المواطنين الفلسطينيين، كما حصل (أمس) مع مواطن فلسطيني أصم أطلقت عليه النار على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة”.
وحذر التميمي من أن “السكوت عن جرائم الاحتلال وتطبيع العلاقات معه في ظل صفقات ومخططات تصفية القضية الفلسطينية، سيدفع الأوضاع في الأرض المحتلة الى مآلات لن تحمد عقباها، بسبب تصاعد العنف والإجرام الصهيوني”.
وأظهرت لقطات فيديو ارتكاب مجموعة بقوات “حرس الحدود” الإسرائيلي جريمة مروعة بحق عمال فلسطينيين اعتقلوا عند أحد الحواجز العسكرية قرب مدينة الخليل أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 للعمل هناك.
وأظهر الفيديو تعرض العمال لتعذيب وحشي على أيدي جنود الاحتلال الذين ضربوهم بالعصي بشكل قاسٍ ومستمر وذلك بعد أن جردوهم من ملابسهم.
كما قيَّد جنود الاحتلال العمال الفلسطينيين وطرحوهم أرضاً، وركلوهم في رؤوسهم حتى نزفوا الدماء وسط صرخات الألم التي قابلها جنود الاحتلال بالضحك والسخرية.
وكانت قوات الاحتلال، اعترفت بقيام 5 من عناصر “حرس الحدود”، قبل نحو شهر بالسطو المسلح، وسرقة فلسطينيين، والتنكيل بهم، وارتكاب جرائم أخرى، ووجهت لهم لائحة اتهام.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي، أنباء حول إقدام أفراد من “حرس الحدود” خلال الشهر الماضي، بالقرب من معبر “ميتار” العسكري بالسطو على فلسطينيين أرادوا قطع الحاجز، وسرقوا منهم الأموال، وقاموا بتعذيبهم والتنكيل بهم.
يأتي ذلك على وقع إصابة مواطن فلسطيني (60 عاماً)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، برصاص الاحتلال، أمس، عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة.
وزعمت الإذاعة الإسرائيلية العامة، عبر موقعها الإلكتروني، إن جنود الاحتلال “أطلقوا النار على فلسطيني لم يستجب لأوامرهم بالتوقف، عندما عبر الفلسطيني من خلال المسار المخصص للسيارات وليس المخصص للمشاة”، وفق ادعائها.
ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن جنود الاحتلال، “تبينوا خلال التحقيق مع الفلسطيني المصاب، أنه يعاني من ضعف في السمع والنطق”، مبينّة أنه “أصيب بجروح ما بين متوسطة وطفيفة في الجزء السفلي من جسده، وتم نقله إلى مستشفى في القدس المحتلة”.
وقد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجز قلنديا بالكامل، وأوقفت حركة مرور المواطنين الفلسطينيين عبره في أعقاب الحادث.
وفي غضون ذلك؛ شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت عدداً من المواطنين الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية المحتلة.
فقد اقتحمت قوات الاحتلال مدينة الخليل، واعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها وتخريب محتوياتها، أسوة بما ارتكبته من عدوان في بيت لحم، بعدما داهمت منازل ذويهم وفتشتها.
وشنت قوات الاحتلال جملة مداهمات واعتقالات واسعة في كل من قلقيلية وسلفيت وبلدة عناتا، شمال شرق القدس، والتي طالت عدداً من الشبان الفلسطينيين إثر مداهمة منازلهم.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الاثنين، أحد عشر فلسطينيا من مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إن قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت مناطق متفرقة في مدن الخليل وبيت لحم ونابلس وقلقيلية وأحياء عدة بالقدس الشرقية المحتلة واعتقلت المواطنين الأحد عشر.
وعلى صعيد متصل، أحرق مستوطنون متطرفون من عصابة “تدفيع الثمن” الارهابية اليهودية، فجر أمس، 13 مركبة فلسطينية في حي بيت صفافا جنوب مدينة القدس المحتلة، وخطوا شعارات عنصرية وتحريضية تدعو لقتل الفلسطينيين وطردهم.
وأفادت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت صفافا، في بيان، بأن أصحاب المركبات فوجئوا ساعات الصباح بمركباتهم وقد احترقت بشكل كامل على يد المستوطنين المتطرفين الذين خطوا على منازل المواطنين أيضا شعارات عنصرية.
إلى ذلك قصفت طائرات ودبابات إسرائيلية مواقع في قطاع غزة فجر أمس، بحسب جيش الاحتلال ومصادر أمنية فلسطينية، في إطار ما تحوّل إلى رد يومي على “إطلاق بالونات حارقة وصواريخ على مناطق في جنوب إسرائيل”.
وقال الجيش في بيان إن “الدبابات الاسرائيلية استهدفت عددا من نقاط المراقبة العسكرية التابعة لحماس الارهابية في قطاع غزة”.
وأضاف بيان لجيش الاحتلال أن عشرات الأشخاص قاموا مساء أول من أمس “بإثارة أعمال شغب على طول السياج الأمني لقطاع غزة”.
ولم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا جراء القصف.
وأكد مصدر أمني في غزة “نفذت طائرات الاحتلال ودباباته عدوانا جديدا على قطاع غزة واستهدفت عددا من المواقع ونقاط الرصد تابعة للمقاومة قرب السياج” الفاصل بين الجيب الفلسطيني وإسرائيل “ما أحدث أضرارا متفاوتة”.
واعتبر الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم القصف الإسرائيلي “استمرارا للعدوان على شعبنا بهدف تصدير أزمات قادة الاحتلال الداخلية”.
ومنذ أسبوع يشهد القطاع توترا متصاعدا، إذ يشن الجيش غارات يومية ردا على إطلاق بالونات محملة بمواد حارقة أو متفجرة والتي أدت مرات عديدة إلى حرائق في أراض زراعية إسرائيلية قريبة من حدود القطاع، وفق شهود العيان.
وفرضت إسرائيل مزيدا من القيود على القطاع الذي تحصاره منذ أكثر من عقد.
وأغلقت معبر كرم أبو سالم التجاري مع القطاع كخطوة عقابية ضمن موجة التصعيد المتبادلة، كما أغلقت أول من أمس منطقة الصيد الساحلية المسموح بها في غزة.
وذكرت طواقم الإطفاء الإسرائيلية أن “البالونات الحارقة أسفرت عن 28 حريقًا في المناطق الحدودية أول من أمس”.
وقال مزارعون إسرائيليون إن “أضرارًا جسيمة لحقت بحقل للأفوكادو”.
وتظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين في ساعات ليل أول من أمس قرب السياج الحدودي وأحرقوا إطارات سيارات وألقوا زجاجات حارقة باتجاه أبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية الحدودية. وأعقب ذلك غارات جوية إسرائيلية فجر أول من أمس على مواقع لـ “حماس”، بحسب شهود عيان.
وقال أحد النشطاء الفلسطينيين إن “فصائل المقاومة قررت إعادة فعاليات الإرباك الليلي ردا على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني”.
وبحسب مصدر في حماس فإن “وفدا أمنيا مصريا وصل أمس إلى قطاع غزة لإجراء مناقشات مع قادة الحركة الإسلامية لإحتواء التوتر وتثبيت التهدئة”.
وأوضح المصدر أن حركة حماس “ستطلب من الوفد المصري الضغط على حكومة الاحتلال لوقف العدوان وإلغاء اجراءات الخنق وتخفيف الحصار المفروض”.
ومنذ حرب 2014 توصلت حماس والفصائل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى لتهدئة، على حدود قطاع غزة، لكن بقيت هذه التهدئة هشة إذ تم اختراقها عدة مرات بتبادل لإطلاق النار بين الجانبين.-(وكالات)