قضت الحكمة والإرادة الإلهية، والفطرة التي فطر الله الناس عليها بضرورة الاجتماع والاتصال بين الرجل والمراة حتى يكون من ذلك ذرية تتوالد وتتناسل وتعبد الله، وتعمل في عمارة الكون واستغلال ثرواته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
وكرم الله الإنسان، فلم يترك ذكره وانثاه يجتمعان كما يجتمع ذكر الحيوان بأنثاه، بل شرع الزواج وسيلة إلى ذلك ورتب عليه حقوقاً وواجبات ليتحقق من الاجتماع بينهما مودة ورحمة واعفاف، وليكون من ذلك ذرية طيبة وقوية تجد في كنف الوالدين الرعاية الكاملة ولو أن أمر الإنسان في ذلك ترك بلا ضابط ولا نظام لترتبت مفاسد لا تحصى، ولما وجدت الذرية المشتركة الشائعة التي تتوالد عن هذه الفوضى كامل الرعاية والعناية، فشأن الاشتراك ضعف الشعور بالمسؤولية ومحاولة كل شريك إلقاء العبء على غيره وتقصير كل منهم اعتمادًا على قيام الآخر بواجبه مما يترتب عليه الضياع والفساد، فضلاً عن تفكك المجتمع واختلاله، وانعدام العواطف وروح التعاون التي ينميها نداء القرابة ووحدة الدم في نظام الأسرة.
يقول الشيخ شلتوت رحمه الله: “وما الزواج في واقعه إلا ظاهرة من ظواهر التنظيم لفطرة أودعت في الإنسان كما أودعت في غيره من أنواع الحيوان، ولولا الزواج الذي هو تنظيم لتلك الفطرة المشتركة بين الإنسان والحيوان لتساوى الإنسان مع غيره من أنواع الحيوان في سبيل تلبية هذه الفطرة عن طريق الفوضى والشيوع، وعندئذ لا يكون الإنسان ذلك المخلوق الذي سواه الله ونفخ فيه من روحه، ثم منحه العقل والتفكير وفضله على كثير من خلقه، واستخلفه في أرضه، وسخر له عوالم كونه، ثم هيأ له مبادئ الروابط السامية التي يرتفع بها عن حضيض الحيوانية البحتة، وتدعوه إلى التعاون مع بني نوعه في عمارة الكون وتدبير المصالح وتبادل المنافع”.
ويمكن أن نلخص أهداف الزواج في الإسلام ومقاصده بالأمور الآتية:
1- **إشباع الغريزة الجنسية على نحو يحقق العفة*** والحفاظ على الأعراض، والسكن النفسي ، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)[الروم:21]. فالسكون النفسي الجنسي هو تعبير بليغ عن شعور الشوق واللذة والحب يجده كل منهما باتصالهما والملابسة بإفضاء أحدهما إلى الآخر، الذي به تتم إنسانيتهما وتكون نتيجته أناسًا مثلهما، وبه يزول أعظم اضطراب فطري في القلب والعقل، ولا ترتاح النفس وتطمئن في سريرتها بدونه، وإنما تكون المحافظة على هذا الركن بما أرشد كتاب الله تعالى إليه من قصد الإحصان في النكاح، وهو أن يقصد به كل من الزوجين إحصان الآخر، أي إعفافه وحفظه من صرف داعية النسل الطبيعية إلى المسافحة أو اتخاذ الأخدان لأجل اللذة فقط. وقصارى هذا الإحصان أن يقصر كل منهما هذا الاستمتاع على الآخر، ويقصد حكمته كوسيلة للنسل وحفظ النوع البشري على أسلم وجه وأفضله.
2- **نقاء النسل وصيانة الأنساب من الاختلاط.***
3- **إيجاد جو صالح لضمان النشأة السوية للكائن الإنساني.***
4- **صيانة المجتمع من التحلل والفساد.***
5- **المودة والرحمة*** ، أي المحبة التي يظهر أثرها في التعامل والتعاون، وهو مشترك بين الزوجين وأسرة كل منهما، والرحمة التي لا تكمل للإنسان إلا بعواطف الأمومة والأبوة ورحمتهما لأولادهما.
هذه المقاصد الخمسة متداخلة ومتلازمة، ولعلنا إذا أدركنا حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة أو بأسلوب آخر الطريق الذي يسلكه كل منهما في إشباع غريزته الجنسية، ونظرة كل منهما للآخر، تحقق أمامنا الاتجاه الذي سينتهي إليه المطاف وتتبعه نتائجه، فأما أن يكون الطريق سليمًا بأن يؤدي إلى نقاء النسل والحفاظ على العرض والأنساب، وإما أن يكون الطريق معوجًا ومنحرفًا فيؤدي إلى الزنا، ومن ثم يقود سالكيه إلى إيلاد اللقطاء والأبناء غير الشرعيين، وما يستتبع ذلك من النشأة غير السوية والانحراف الخلقي، إلى غير ذلك من الثمرات المُرَّة والنتائج المفجعة التي حدثت وتحدث في الغرب .
من كتاب ” تنظيم الإسلام للمجتمع “
وكرم الله الإنسان، فلم يترك ذكره وانثاه يجتمعان كما يجتمع ذكر الحيوان بأنثاه، بل شرع الزواج وسيلة إلى ذلك ورتب عليه حقوقاً وواجبات ليتحقق من الاجتماع بينهما مودة ورحمة واعفاف، وليكون من ذلك ذرية طيبة وقوية تجد في كنف الوالدين الرعاية الكاملة ولو أن أمر الإنسان في ذلك ترك بلا ضابط ولا نظام لترتبت مفاسد لا تحصى، ولما وجدت الذرية المشتركة الشائعة التي تتوالد عن هذه الفوضى كامل الرعاية والعناية، فشأن الاشتراك ضعف الشعور بالمسؤولية ومحاولة كل شريك إلقاء العبء على غيره وتقصير كل منهم اعتمادًا على قيام الآخر بواجبه مما يترتب عليه الضياع والفساد، فضلاً عن تفكك المجتمع واختلاله، وانعدام العواطف وروح التعاون التي ينميها نداء القرابة ووحدة الدم في نظام الأسرة.
يقول الشيخ شلتوت رحمه الله: “وما الزواج في واقعه إلا ظاهرة من ظواهر التنظيم لفطرة أودعت في الإنسان كما أودعت في غيره من أنواع الحيوان، ولولا الزواج الذي هو تنظيم لتلك الفطرة المشتركة بين الإنسان والحيوان لتساوى الإنسان مع غيره من أنواع الحيوان في سبيل تلبية هذه الفطرة عن طريق الفوضى والشيوع، وعندئذ لا يكون الإنسان ذلك المخلوق الذي سواه الله ونفخ فيه من روحه، ثم منحه العقل والتفكير وفضله على كثير من خلقه، واستخلفه في أرضه، وسخر له عوالم كونه، ثم هيأ له مبادئ الروابط السامية التي يرتفع بها عن حضيض الحيوانية البحتة، وتدعوه إلى التعاون مع بني نوعه في عمارة الكون وتدبير المصالح وتبادل المنافع”.
ويمكن أن نلخص أهداف الزواج في الإسلام ومقاصده بالأمور الآتية:
1- **إشباع الغريزة الجنسية على نحو يحقق العفة*** والحفاظ على الأعراض، والسكن النفسي ، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)[الروم:21]. فالسكون النفسي الجنسي هو تعبير بليغ عن شعور الشوق واللذة والحب يجده كل منهما باتصالهما والملابسة بإفضاء أحدهما إلى الآخر، الذي به تتم إنسانيتهما وتكون نتيجته أناسًا مثلهما، وبه يزول أعظم اضطراب فطري في القلب والعقل، ولا ترتاح النفس وتطمئن في سريرتها بدونه، وإنما تكون المحافظة على هذا الركن بما أرشد كتاب الله تعالى إليه من قصد الإحصان في النكاح، وهو أن يقصد به كل من الزوجين إحصان الآخر، أي إعفافه وحفظه من صرف داعية النسل الطبيعية إلى المسافحة أو اتخاذ الأخدان لأجل اللذة فقط. وقصارى هذا الإحصان أن يقصر كل منهما هذا الاستمتاع على الآخر، ويقصد حكمته كوسيلة للنسل وحفظ النوع البشري على أسلم وجه وأفضله.
2- **نقاء النسل وصيانة الأنساب من الاختلاط.***
3- **إيجاد جو صالح لضمان النشأة السوية للكائن الإنساني.***
4- **صيانة المجتمع من التحلل والفساد.***
5- **المودة والرحمة*** ، أي المحبة التي يظهر أثرها في التعامل والتعاون، وهو مشترك بين الزوجين وأسرة كل منهما، والرحمة التي لا تكمل للإنسان إلا بعواطف الأمومة والأبوة ورحمتهما لأولادهما.
هذه المقاصد الخمسة متداخلة ومتلازمة، ولعلنا إذا أدركنا حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة أو بأسلوب آخر الطريق الذي يسلكه كل منهما في إشباع غريزته الجنسية، ونظرة كل منهما للآخر، تحقق أمامنا الاتجاه الذي سينتهي إليه المطاف وتتبعه نتائجه، فأما أن يكون الطريق سليمًا بأن يؤدي إلى نقاء النسل والحفاظ على العرض والأنساب، وإما أن يكون الطريق معوجًا ومنحرفًا فيؤدي إلى الزنا، ومن ثم يقود سالكيه إلى إيلاد اللقطاء والأبناء غير الشرعيين، وما يستتبع ذلك من النشأة غير السوية والانحراف الخلقي، إلى غير ذلك من الثمرات المُرَّة والنتائج المفجعة التي حدثت وتحدث في الغرب .
من كتاب ” تنظيم الإسلام للمجتمع “
Source: islamweb.net