‘);
}

صلاة التراويح جماعةً زمن النبيّ

يتبيّن ممّا سبق أنّ الجماعة في صلاة التراويح شُرِعت بدايةً زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، إلّا أنّه لم يُداوم على الجماعة فيها، وتُوفّي على ذلك الأمر، واستمرّ الحال على ما كان عليه في زمن خلافة أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، وزمناً من خلافة عمر بن الخطاّب -رضي الله عنه- أيضاً.[١][٢]

صلاة التراويح جماعةً زمن عمر بن الخطاب

كان عُمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أوّل من جمع المسلمين على إمامٍ واحدٍ في صلاة التراويح، بعد أن كانوا يُؤدّونها على أحوالٍ مختلفةٍ؛ فكان بعضهم يؤدّيها مُنفرداً، وآخرون جماعةً، وكان إمامهم الصحابيّ أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-، أخرج الإمام البخاريّ في الصحيح عن عبدالرحمن بن عبد القاري: (خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى، والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ).[٣][٤]