‘);
}

الغراب علّم الإنسان الدّفن

لمَّا قَتَلَ قابيل أخاه هابيل -حيث كان هابيل هو أوَّل قتيلٍ من البشر على الأرض-؛ لم يدرِ قابيل ما يفعله بجثَّة أخيه،[١] فبعث الله -عزَّ وجل- غرابين أمامه فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر، ثمَّ قام الغراب بحفر حفرةٍ في التُّراب ودَفَن الغراب المقتول فيها،[٢][٣] فقال ابن آدم الذي قتل أخاه كما ورد في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)،[٤] ففعل مثلما فعل الغراب ودفن أخاه، ثمَّ صار الدَّفن بعد ذلك سُنَّةً في بني آدم.[٥][٣]

قصة قتل هابيل

القصة الثابتة في القرآن الكريم

الوارد في القرآن الكريم أنّ كلٍّ من قابيل وهابيل قدّما صدقة للتقرّب من الله، فتقبّلها الله من هابيل لصدقه وحسن نيّته، ولم يتقبّلها من قابيل لسوء نيّته، فغضب قابيل وقابل أخاه بالحسد، وقال له إنّه سيقتله، فوعظه هابيل وقال له: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)،[٦] وأرشده ونَصَحه عن سوء عاقبة ذلك، لكنّ قابيل لم يتّعظ بقول أخيه وقتله، والآيات التي تحدّثت عن قصة قتل هابيل هي في قوله -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ* فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ).[٧][٨]