يعانيالرجالعادةمنمتاعبالكرشالناجمةعنتراكمالشحمفيالبطنالذييحدثعندالذكور،فيحينتعانيالنساءمن «لاجمالية» الكرشوالمؤخرةوالفخذينالناجمةعنتراكمالشحمعندالإناثفيهذهالمناطقالحساسة. وإذاكانالإنسانيعرفمضارتراكمالشحومفيهذهالمناطق،وخصوصامنطقةالبطن،فإنهمازاليعرفالقليلعنمضارهاعلىالدماغوالأعصاب.

 

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الجينات تلعب دورها في توزيع الشحوم لدى النساء، فيما كشفت دراسات نشرت مؤخرا في ألمانيا والولايات المتحدة عن جانب آخر من مضار البدانة على الصحة يتمثل في خطر شحم الكرش على كتلة الدماغ. إذ أصبح من الواضح، منذ فترة، أن الشحم المتراكم عميقا حول الأعضاء الحيوية في الجسم يزيد من مخاطر الإصابة بالسكري، ويضاعف مخاطر أمراض القلب والدورة الدموية، ويضعف القدرات الجنسية ويرفع احتمالات التعرض للسكتات الدماغية.

والنتيجة الأخرى التي أثبتتها الدراسات هي أن شحم الكرش أخطر على الصحة من شحم الفخذين والمؤخرة، ما معناه أن خطر البدانة على الرجال أكثر منه على النساء. هذا في حالة خضوع الرجال والنساء إلى قاعدة توزيع الشحم جنسيا، والقائلة إن الشحم يتراكم في الكرش عند الذكور، وفي الفخذين والمؤخرة عند الإناث.

البروفسور مارتن هالة، رئيس قسم الصحة الوقائية في جامعة ميونيخ التقنية (غرب)، الذي يميل أساسا إلى ربط مخاطر البدانة في الرجال بمحيط الكرش، توصل إلى علاقة عكسية بين الكرش والدماغ. وكتب هالة في مجلةالطبيب الألماني“: “إن محيط الكرش أهم بكثير من مؤشر كتلة الجسم (BMI) في تقرير المخاطر الداهمة التي تحيط بالإنسان“. وتكشف الدراسة عن أن المخاطر تظهر على الإنسان حالما يتعدى محيط كرشه 108 سم وتزداد تدريجيا مع زيادة هذا المحيط.

الكرشوالدماغ

أجرى هالة الدراسة على 500 متطوع في أعمار 60 سنة، كمعدل في محاولة لكشف العلاقة بين محيط الكرش وكتلة الدماغ. واستخدم الباحث أجهزة المسح الإلكترونية لقياس كتلة الدماغ للمتطوعين، وهم بسن 60، ثم قارنها بمحيطات كروشهم وكتل أدمغتهم حينما كان معدل أعمارهم 40 سنة.

عدا عن ذلك فقد أخذت الدراسة بعين الاعتبار مؤشرات كتلة الجسم، وكمية الشحم المتراكمة في الكرش والمؤخرة والفخذين وانتشار الدم في الدماغ.

وقال هالة: “إن العلاقة بين محيط الكرش وكتلة الدماغ كانت واضحة، إذ كانت كتلة الدماغ عند الذكور تقل كلما زاد محيط الكرش“.

الكرشوالخرف

وأدت زيادة محيط الكرش أيضا إلى تقليل انتشار الدم في الدماغ وهذا ما جعل أصحاب الكروش الكبيرة أكثر عرضة من غيرهم للنسيان و«العته» الملازم للشيخوخة. وكان أصحاب الكروش الكبيرة يعجزون عن تذكر الماضي البعيد، والماضي القريب إلى حد ما، كما انخفض معدل الذكاء لديهم وكانوا يسيرون بخطى حثيثة نحو «الخرف».

الدكتورة سودها شيشادري، من جامعة بوسطن الأميركية، توصلت إلى نفس النتائج من خلال تجاربها على 733 رجلاً من أصحاب الكروش.

واستخدمت الباحثة التوموغراف (جهاز التصوير الطبقي) الكومبيوتري لقياس كتلة الشحم في البطن، ومن ثم لقياس كتلة الدماغ ومقارنة التغيرات في الكتلة. وذكرت شيشادري أن كتلة الدماغ تتضاءل كلما زاد حجم الشحم في البطن، وأن ذلك يؤدي إلى العته المبكر.

البروفيسور الألماني هالة نصح البدناء بمراقبة محيطات كروشهم بدلا من قياس مؤشر كتلة الجسم، ومحاولة العودة إلى محيط كرش قدره 88 سم لدى النساء و102 لدى الرجال. وأشار إلى أن كثرة الشحم في الجسم تبعث على الاضطراب في عملية الأيض (التمثيل الغذائي) وتؤدي إلى إفراز الكثير من الدهون السيئة. وينخفض مستوى هرمون اديبونيكتين في الجسم كلما زادت كتلة الأنسجة الشحمية فيه، وهو ما يؤدي إلى نقص الإنسولين، وبالتالي الإصابة بمرض السكري، لأن اديبونيكتين ينظم نشاط الإنسولين في الدم.

شحومالنساء

الباحث ماتياس فاسهاور، من مركز معالجة البدانة المفرطة في مدينة لايبزغ الألمانية (شرق) سلط بعض الضوء على عملية توزيع الشحم في جسم المرأة، فقال إن توزيع الشحم في جسم المرأة بين المؤخرة والفخذين والبطن يقرره العامل الجنسي في البداية، لكن القرار ينتقل إلى الهرمونات بعد سن اليأس.

وكتبت الباحثة الأميركية ديبورا كليغ، في جامعة تكساس، في «مجلة البدانة العالمية» أنها توصلت إلى وجود اختلاف ظاهر بين الجينات في شحوم الكرش وشحوم المؤخرة عند الرجال والنساء. وتوصلت إلى هذه النتيجة بعد ثمانية أسابيع من التجارب على ثلاث مجموعات من الفئران، مجموعة ذكرية، وأخرى أنثوية، وثالثة لإناث أزيلت لديهن المبايض. وكشف البحث على 40 ألف جين مستمد من هذه الأنسجة، عن أن 138 جينا فقط ينطبق بين الرجال والنساء.

ويكشف هذا العامل الجيني سر الاختلاف بتوزيع الشحوم بين مناطق أجسام الذكور والإناث. وأشارت الباحثة إلى أن هذه العملية لا تختلف في جسم الإنسان، وأن للفئران أيضا دهونا مفيدة وأخرى سيئة.