من اول من سل سيفا في الاسلام
يحمل تاريخنا الإسلامي سير العديد من الأبطال المغاوير، وقد ذكر التاريخ الإسلامي سير هؤلاء الأبطال، وسطرت لهم الكتب والأشعار، ومن هؤلاء المغاوير أول من سل سيفاً في الإسلام، والسؤال هنا من اول من سل سيفا في الاسلام، هو القائد الإسلامي الزبير بن العوام، الذي كان له صولاته وجولاته في الغزوات والفتوحات الإسلامية، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، حواري رسول الله- ﷺ-فقد قال فيه رسولنا الكريم -ﷺ-: (لكُلِّ نَبيٍّ حَوارِيٌّ، والزُّبَيرُ حَوارِيَّ، وابنُ عَمَّتي) (حديث صحيح)، وكان أحد أصحاب الشورى الذين حددهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- ليختاروا الخليفة من بعده.
الزبير بن العوام
عندما نتحدث عن الزبير بن العوام- رضي الله عنه- يطول الحديث فهذا الصحابي الجليل كان من المسلمين الأوائل، وشارك في كل الغزوات، وحتى بعد وفاة رسول الله- ﷺ- كان له أثر عظيم في فتوحات الدولة الإسلامية وتوسعاتها في الشام، وحروبها ضد الفرس، وسنعرض لكم بسيط البسيط عن سيرة الزبير بن العوام فيما يلي.
مولده وبداياته
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، وهو ابن العوام بن خويلد أخو زوجة رسول الله- ﷺ- وأحبهم إلى قلبه خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها-، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله- ﷺ-، نشأ الزبير في مكة يتيماً بعد قتل أبيه في حرب الفجار، وعرف بالشجاعة منذ صغره، فقد قاتل وهو صغير في السن رجلاً بمكة، فتسبب له بالضرر، إشارة إلى براعته وشجاعته منذ صغره.
إسلام الزبير بن العوام
أسلم الزبير في سن صغير، وكان من أوائل المسلمين، فقد أسلم الزبير بن العوام على يد أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- وكان يجتمع الزبير بن العوام مع النبي- ﷺ- مع المسلمين الأوائل في دار الأرقم بن أبي الأرقم؛ لأن دعوة الإسلام كانت سرية حينئذ، وعند بداية الجهر بالدعوة بدا الزبير بن العوام يتعرض للأذى من عمه نوفل، فيعذبه ليرده عن الإسلام، ولكنه لم يرتد أبداً.
هجرة الزبير بن العوام إلى الحبشة والمدينة المنورة
عندما اشتد وزاد أذى المشركين على المسلمين في مكة، أذن الرسول- ﷺ- للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة، فخرج الزبير للهجرة، وبعدها عاد الزبير إلى مكة مع من رجعوا،وتزوج أسماء بنت أبي بكر، ولم يكن يملك مالاً ولا ملكاً ولا شيء غير فرسه، وظل فيها حتى هاجر إلى يثرب في الهجرة الثانية، وعندما وصل يثرب نزل مع محمد بن عقبة، وهاجرت أسماء بنت أبي بكر إلى المدينة وهي ما زالت في مراحل الحمل الأخيرة منها، وولدت عبد الله في قباء، وكان أول مولود للمهاجرين في يثرب،
موقف الزبير بن العوام في غزوات النبي- ﷺ-
- شارك الزبير بن العوام في غزوة بدر، وكان قائد الميمنة حينها، وكان هو والمقداد بن عمرو الفارسان الوحيدان في الجيش، وقد قتل الزبير في غزوة بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، وأصيب بضربتين في غزوة بدر.
- انتدب النبي- ﷺ- الزبير بن العوام مع من انتدبهم لتتبع جيش قريش بعد المعركة، وعندما عاد المسلمون إلى المدينة المنورة ومعهم الأسرى، أمره النبي- ﷺ- بضرب عنق أبي عزة الجمحي.
- قام الزبير بالمشاركة في غزوة الخندق، وقتل فيها نوفل بن المغيرة المخزومي.
- شارك الزبير بن العوام في غزوة خيبر، وقتل فيها ياسر بن أبي زينب اليهودي.
- كان الزبير بن العوام حامل أحد رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، حيث كان الزبير على قائداً على ميسرة الجيش.
موقف الزبير بن العوام في عصر الخلفاء الراشدين
- شارك الزبير بن العوام في حرس المدينة المنورة بعد وفاة رسول الله- ﷺ-؛ فبسبب حروب الردة التي انتشرت في بداية خلافة أبي بكر الصديق، طمعت العديد من القبائل العربية في الوصول للمدينة وإسقاطها، فعين أبو بكر الصديق حرساً لحماية المدينة، وشارك الزبير أبي بكر الصديق في حروب الردة، وبعدها خرج للقتال في الشام.
- شهد الزبير بن العوام معركة اليرموك، وأصيب فيها إصابة قوية.
- شارك الزبير قي جيش عمرو بن العاص الذي توجه لفتح مصر، فعندما قرب وصول عمرو بن العاص إلى مصر طلب المدد من عمر بن الخطاب، فأرسل له المدد بقيادة الزبير بن العوام.
- اعتلى الزبير بن العوام مع نفر من المسلمين سور حصن بابليون، فظنت حامية الحصن أن المسلمين دخلوا الحصن، فهربوا وقام الزبير بن العوام بفتح باب الحصن لأفراد الجيش الإسلامي ليدخلوه، وتم فتح حصن بابليون.
- علم عمر بن الخطاب بعد طعنه بدنو أجله، فأمر باجتماع ست من كبار صحابة رسول الله- ﷺ- وكان من بينهم الزبير بن العوام، ومعهم عبد الله بن عمر، ليتشاوروا بينهم ويختاروا منهم من يكون خليفة لعمر، ولكن عبد الله بن عمر لا يكون له من الأمر إلا الشورى، فاجتمعوا على عثمان بن عفان.
- ندم الزبير بن العوام بعد وفاة عثمان بن عفان؛ لأنه لم يساعد عثمان وقت الفتنة، وقرر الأخذ بثأر عثمان، فبايع علي بن أبي طالب، وعندها طلب الزبير من علي بن أبي طالب التعجيل بالقصاص لعثمان بن عفان، ولقي مصرعه على يد ابن جرموز بوادي السباع عندما كان يصلي، بعدما قرر الابتعاد عن الفتنة والعودة إلى المدينة المنورة.
رثاء أخت الزبير بن العوام أخيها
قتَلْتُمْ حــــَوَارِيَّ النَّبِيِّ وَصِـــــــــهْرَهُ | وَصَاحِبَهُ فَاسْتَبشرُوا بجَحِيــــــــمِ |
وَقَدْ هَدَّنِي قَتْلُ ابْن عــــَفَانَ قَــبْلَهُ | وَجَادَتْ عَلَيهِ عَبْرَتِي بِسَجُـــــــومِ |
أعَيْنَيَّ جُودا بِالدُّمُوعِ وَأْفـــــــــــرِغَا | عَلَى رَجُلٍٍ طَلْقِ اليَدَينِ كَرِيــــــــــمِ |
وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الله يُدْعَى بِحَارِثٍ | وَذِي خَلَّةٍ مِنَّا وَحَــــــــــــــــمْلِ يَتِيمِ |
فَكَيْفَ بِنَا أمْ كَيْفَ بالدِّينِ بَعْدَمـــَا | أصِيبَ ابْنُ أرْوَى وابْنُ أمِّ حَكِيمِ |
رأي أهل السنة والجماعة في الزبير بن العوام
يعتبر الزبير بن العوام من أهم الشخصيات تبجيلاً عند أهل السنة والجماعة، فهو من العشرة المبشرين بالجنة، وأول من سل سيفه في الإسلام، هو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وكان حواري الرسول- ﷺ- وابن عمته.