‘);
}

مجاهدة النفس

خلق الله -عزّ وجلّ- الخلق، وشاءت إرادته أن يجعل الإنسان خليفته في الأرض، وفطر الله تعالى عباده من البشر على الطاعة، ولكنّ حكمته البالغة شاءت أن يبتلي ثبات عباده، ويختبرهم في طريق الاستقامة، فوضع لهم الهوى، ونزوح النفس الأمّارة بالسوء للمعصية؛ فتدعو صاحبها إلى الانحراف عن الدين، ووسوسة الشياطين التي تُزيّن للإنسان المعصية وتجمّلها في قلبه؛ فيرتكبها، وقد يستديم عملها،[١] ويبتليه كذلك بمُغرَيات الدنيا وملذّاتها التي من شأنها أن تُعظّم زينة الدنيا في قلب الإنسان، وكذلك الفتن والابتلاءات التي يواجهها العبد بشتّى أنواعها في حياته من الأسباب التي قد تأخذ به إلى النّكوص عن شرع الله، ومن هنا كان العبد في طريق الثبات على الطريق المستقيم أمام أعداء كُثرٍ، ويحتاج في هذا الطريق إلى إيمانٍ عميق بأنّه ما يتركه من عمل أو قول يبتغي بذلك وجه الله تعالى إلا أبدله الله خيراً منه، وعوّضه بما يفرح قلبه، فما هو فهم الإسلام وتطبيقاته لمقولة: “من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه”؟

من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه

تحمل هذه العبارة معنىً فيه حثّ على التّرك ابتغاء مرضاة الله، كما تحمل البشرى بالمثوبة على هذا الفعل، وتنتشر هذه الصيغة على ألسنة الكثيرين، ويستخدمها الدّعاة ويستشهدون بها في مواطن كثيرةٍ، ولكن ما نسبة هذه الصيغة إلى الحديث الشريف، وما دلالاتها؟