الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله ، وآله وصحبه
أيتها الأم النبيلة ، سلام الله عليك ورحمته وبركاته ، أنت حفيدة عائشة وأسماء وزينب ، أنت أم الأجيال ، أنت مدرسة الوعي
الأم مدرسة إذا أعددتهـــــا size=3> أعـددت شعباً طيب الأعراق
والأم نبت إن تعاهده الحـيا size=3> بالــري أورق أيمــــا إيراق
size=3>
فيا أيتها الأم المسلمة ، إن مسؤوليتك أمام الله عظيمة ، إنها تكمن في ثلاثة أمور :
أولها : أن تملئي قلبك بالإيمان وبطاعة الواحد الديان وبالقرآن.
وثانيها : أن تتقي الله في رعيتك ، فإنك مسؤولة عن هذه الرعية فاغرسي في قلوبهم الإيمان والحب والطموح
وثالثها : أن تحذري هذه الفتن التي ماجت وراجت في سوق المسلمين ، وأن تكفيها عن بيتك المسلم لتكوني حارسة أمينة على الجيل مربية لهم .
أيتها الأم : إن أطفالك يتأثرون بك فأنت إذا أرضعتهم إنما ترضعينهم مع اللبن العقيدة الإسلامية ، فينشؤون أئمة وعلماء وقادة للخير
أيتها الأم المسلمة : أما لك في الخنساء النخعية قدوة يوم أن قدمت أربعة من أبنائها في سبيل الله فماتوا شهداء ؟ ولما أُخبرت بذلك تبسمت وقالت الحمد لله الذي أقر عيني بقتلهم في سبيل الله .
أليست هذه بحق هي الأم المثالية .
أما لك قدوة في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي ربت بيتها على تقوى من الله عز وجل ، وكانت بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم تردد كتاب الله ، وتبكي آناء الليل وأطراف النهار؟
أما لك في أسماء ذات النطاقين التي ربت عبدالله بن الزبير إماماً وزعيماً وقائداً وشجاعاً وخطيباً ومفسراً وسائساً عبقرياً ، وشهيداً في سبيل الله ؟ أتاها يقول : أخشى يا أماه أن يمثل بي أعدائي بعد القتل قالت : وما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ، تقدم إلى الموت شجاعاً
يا أيتها الأم المسلمة : إن بعض الأمهات أخفقن في حسن تربية أبنائهن في البيوت ، وفشلن في توجيه هذا البيت المسلم الوجهة الصحيحة
خرجت الأم من بيتها وتركت أطفالها وراءها فعاثوا في البيت فساداً لأنهم لم يجدوا في البيت إلا شغالة لا تعرف عن الإسلام شيئاً ، وإما فراغاً قاتلاً ليس فيه ما يغذيه من الفائدة .
وامرأة أخرى عصت الله عز وجل في بيتها فخرجت متكشفة متبرجة فضاع دينها ، وضاع قلبها ، وضاع بيتها
وامرأة ثالثة أميّة تظن أن الحياة أكل وشرب ونوم ، فغفلت عن رسالتها ومن ثم ضاع أبناؤها
هذا الصنف من الأمهات لا نريده ، ونسأل الله أن يصلح منه
نريد أمّاً تعلم وتعرف طريقها إلى الله عز وجل ، أمّاً تحفظ أبناءها من الفتن ، أمّاً ترعى بيتها لأن الأم في الإسلام مسئوليتها بيتها ، ووظيفتها بيتها ، ورسالتها في بيتها ، وهكذا أراد الإسلام للأم أن تكون وإلا فلا
أما الذين نادوا بخروج المرأة، وعمل المرأة واشتغالها ، فهؤلاء أبلسوا في الحياة الدنيا وضل سعيهم، لقد زجوا بها في المصانع فما أنتجت ، وأدخلوها في الجيش فما انتصرت ، وقلدوها الوظائف ففشلت ، لأن ضميمتها وبيئتها من تقدير الله لها إنما هي ملكة مملكة البيت ولتربية الأطفال ولتنشئة الجيل وصنع الرجال.. والله المستعان ، وإلى اللقاء .size=3>