قالت لي صديقتي: كنت أنتظر مولودي الأول، وذات يوم اصطحبني زوجي في نزهة، وفي النادي لمحنا رجلا جاثيا على ركبتيه في حديقة الأطفال يلاعب طفله الذي مازال يحبو.
انتقد زوجي ما يفعله هذا الأب، وتغيرت ملامح وجهه، وكأنه يشفق عليه من تعليقات رواد الحديقة، وقتها قلت له مداعبة: الأيام بيننا، وستفعل مثلما يفعل عندما يأتي طفلنا، فرد علي باستنكار: أنا محال.
ومرت شهور الحمل، وجاءت طفلتي الأولى، وكبرت، وحَبَت، وحملها زوجي على ظهره، وانحني أمامها ليلاطفها وجها لوجه، وتنازل لها عن ركبتيه لتستخدمهما كأرجوحة.
وحين ذكرته بالموقف القديم ضحك وقال: صحيح.. من سمع ليس كمن رأى.
فبادلته الضحك وقلت: بل من كان له صبي فليتصابى له، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ولأن هذا الحديث يتفق مع الفطرة الإنسانية السليمة، فقد فعلت يا زوجي ما اعتبرته منذ عامين محالا.
ويشرح د. علي الحمادي – مؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز التفكير الإبداعي بدولة الإمارات المتحدة – بعض دلالات هذا الحديث النبوي الشريف فيقول: إن كل إنسان يمر في حياته بمراحل متعددة، ولكل مرحلة طبيعتها المميزة، فالطفل له طبيعة تختلف عن طبيعة الشاب، وطبيعة الشاب تختلف عن طبيعة الشيخ المسن، والرجل تختلف طبيعته عن طبيعة المرأة، وهكذا. ولذا يجب علي الإنسان أن يتعامل مع الآخرين بما يتناسب وطبيعة مرحلتهم، بل يجب عليه أن يترك الآخرين يعيشون مرحلتهم، فالطفل يحتاج إلى إشباع حاجة اللهو واللعب، والمرأة تحتاج إلى التدليل، والوالدان يحتاجان إلى البر..إلخ.
من الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس أنهم يريدون من الطفل أن يكون رجلا فيترك اللعب واللهو، ومن المرأة أن تتعامل بخشونة وكأنها رجل، وكل ذلك لا يصح؛ لأنه مخالف للطبيعة والفطرة البشرية، وقد يتسبب في نشأة الإنسان نشأة غير سوية، وربما لا يظهر ذلك إلا بعد حين، وصدق المتنبي:
فإن الجرح ينغر بعد حين …. إذا كان البناء على فساد
لقد كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يلعب مع الأطفال، ويمازحهم، فقد ثبت في الصحاح أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قبل ابنه إبراهيم وشمه، وأنه تأخر في السجود تأخرًا ملحوظا، فلما سئل عن السبب بعد الصلاة قال: ((إن ابني ارتحلني وأنا ساجد فكرهت أن أعجله))، وكان الذي فعل ذلك هو الحسن ابن ابنته فاطمة رضي الله عنهم أجمعين.
كما ثبت أنه كان يضع الطفل في حجره حتي ربما يبول عليه، فكان يرش موضع البول بالماء، وثبت أنه حمل أميمة بنت ابنته زينب على عاتقه وهو يصلي.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: أقبل النبي (صلي الله عليه وسلم) وقد حمل الحسن على رقبته، فلقيه رجل فقال: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): ((ونعم الراكب هو)).
وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يدلع لسانه – أي يخرجه – للحسن بن علي، فإذا رأي الصبي حمرة اللسان يهش إليه، أي يسر، وتنبسط أساريره.
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير (رضي الله عنهما) قال: أشبه أهل النبي (صلي الله عليه وسلم) وأحبهم إليه الحسن بن علي، رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته – أو قال ظهره – فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، ولقد رأيته وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
ويروي ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن جبلة بن سحيم قال: دخلت على معاوية بن أبي سفيان – وهو في خلافته – وفي عنقه حبل، وصبي يقوده، فقلت له: يا أمير المؤمنين، أتفعل هذا؟ قال: يا لكع، اسكت، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ((من كان له صبي فليتصاب له))، وقال ابن عساكر: غريب جدا.
انتقد زوجي ما يفعله هذا الأب، وتغيرت ملامح وجهه، وكأنه يشفق عليه من تعليقات رواد الحديقة، وقتها قلت له مداعبة: الأيام بيننا، وستفعل مثلما يفعل عندما يأتي طفلنا، فرد علي باستنكار: أنا محال.
ومرت شهور الحمل، وجاءت طفلتي الأولى، وكبرت، وحَبَت، وحملها زوجي على ظهره، وانحني أمامها ليلاطفها وجها لوجه، وتنازل لها عن ركبتيه لتستخدمهما كأرجوحة.
وحين ذكرته بالموقف القديم ضحك وقال: صحيح.. من سمع ليس كمن رأى.
فبادلته الضحك وقلت: بل من كان له صبي فليتصابى له، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ولأن هذا الحديث يتفق مع الفطرة الإنسانية السليمة، فقد فعلت يا زوجي ما اعتبرته منذ عامين محالا.
ويشرح د. علي الحمادي – مؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز التفكير الإبداعي بدولة الإمارات المتحدة – بعض دلالات هذا الحديث النبوي الشريف فيقول: إن كل إنسان يمر في حياته بمراحل متعددة، ولكل مرحلة طبيعتها المميزة، فالطفل له طبيعة تختلف عن طبيعة الشاب، وطبيعة الشاب تختلف عن طبيعة الشيخ المسن، والرجل تختلف طبيعته عن طبيعة المرأة، وهكذا. ولذا يجب علي الإنسان أن يتعامل مع الآخرين بما يتناسب وطبيعة مرحلتهم، بل يجب عليه أن يترك الآخرين يعيشون مرحلتهم، فالطفل يحتاج إلى إشباع حاجة اللهو واللعب، والمرأة تحتاج إلى التدليل، والوالدان يحتاجان إلى البر..إلخ.
من الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس أنهم يريدون من الطفل أن يكون رجلا فيترك اللعب واللهو، ومن المرأة أن تتعامل بخشونة وكأنها رجل، وكل ذلك لا يصح؛ لأنه مخالف للطبيعة والفطرة البشرية، وقد يتسبب في نشأة الإنسان نشأة غير سوية، وربما لا يظهر ذلك إلا بعد حين، وصدق المتنبي:
فإن الجرح ينغر بعد حين …. إذا كان البناء على فساد
لقد كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يلعب مع الأطفال، ويمازحهم، فقد ثبت في الصحاح أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قبل ابنه إبراهيم وشمه، وأنه تأخر في السجود تأخرًا ملحوظا، فلما سئل عن السبب بعد الصلاة قال: ((إن ابني ارتحلني وأنا ساجد فكرهت أن أعجله))، وكان الذي فعل ذلك هو الحسن ابن ابنته فاطمة رضي الله عنهم أجمعين.
كما ثبت أنه كان يضع الطفل في حجره حتي ربما يبول عليه، فكان يرش موضع البول بالماء، وثبت أنه حمل أميمة بنت ابنته زينب على عاتقه وهو يصلي.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: أقبل النبي (صلي الله عليه وسلم) وقد حمل الحسن على رقبته، فلقيه رجل فقال: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): ((ونعم الراكب هو)).
وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يدلع لسانه – أي يخرجه – للحسن بن علي، فإذا رأي الصبي حمرة اللسان يهش إليه، أي يسر، وتنبسط أساريره.
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير (رضي الله عنهما) قال: أشبه أهل النبي (صلي الله عليه وسلم) وأحبهم إليه الحسن بن علي، رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته – أو قال ظهره – فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، ولقد رأيته وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
ويروي ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن جبلة بن سحيم قال: دخلت على معاوية بن أبي سفيان – وهو في خلافته – وفي عنقه حبل، وصبي يقوده، فقلت له: يا أمير المؤمنين، أتفعل هذا؟ قال: يا لكع، اسكت، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ((من كان له صبي فليتصاب له))، وقال ابن عساكر: غريب جدا.
Source: islamweb.net