من لم يغفر له في رمضان
وُرِد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بينما يصعد المنبر “آمين ، آمين ، آمين”، وفي رواية أخرى صعد رسول الله المنبر فلما رقي عتبة قال: “آمين”. ثم رقي أخرى فقال” “آمين”. ثم رقي عتبة ثالثة فقال: “آمين”، قيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت : آمين ، آمين ، آمين، فقال: “إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان، فلم يغفر له، فدخل النار؛ فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما، فلم يبرهما، فمات، فدخل النار؛ فأبعده الله، قل: آمين. فقلت: آمين، ومن ذكرت عنده، فلم يصل عليك، فمات، فدخل النار؛ فأبعده الله، قل: آمين. فقلت: آمين”.
شرح حديث من لم يغفر له في رمضان
ومن الحديث السابق نجد أن سيدنا جبريل عليه السلام دعا على من يشهد شهر رمضان المبارك، ولم يغتنم من فضله لينال العفو والمغفرة من الله عز وجل. وكذلك أمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم على دعائه.
كما أنه يُمكننا ملاحظة أنه تم تقديم الغفلة عن إدراك العفو في رمضان على بر الوالدين، وكذلك على الصلاة على النبي. لأنه من الأمور البديهية أن ينتهز المسلم تلك الفرصة لينال من فضل الله وكرمه، فلا يجعل من الشهر الكريم محل للجوع والعطش فحسب. بل يزهد فيه عن الدنيا وما بها من ملذات ومُلهيات باغياً وجه الله عز وجل. ليخرج منه خالياً من الذنوب والآثام بإذن الله.
ومن هنا نجد أن تقديس هذا الشهر المبارك، بذكره في القرآن الكريم، وكذلك في العديد من الأحاديث النبوية لم يأتِ من الفراغ بينما لعظم ومكانة تلك الأيام التي على المسلم أن يستغلها بشكل صحيح، لينال منها الأجر العظيم، فرحمة الله ومغفرته في هذا الشهر ليس لها مثل، وعنها قال صلى الله عليه وسلم “إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين”.



