من هم الأشخاص الذين إن رافقتهم زادت سعادتك؟

هناك أوقات نرغب فيها جميعاً في عزل أنفسنا عن العالم وأن نكون وحدنا، بالطبع، على الأمد البعيد لا أحد يستطيع العيش بمفرده فنحن جميعاً نتوق بطبيعتنا إلى الروابط الاجتماعية والرومانسية وأن نكون برفقة العائلة، حتى لو رغبنا أحيانا أن نُترك وشأننا.

Share your love

لذا يتفق الجميع على أنَّ الدائرة المقربة من الأصدقاء والعائلة المحبة هما مكونان أساسيان نحو عيش حياة نشعر فيها بالرضا والاكتفاء، وعلى الرغم من ذلك، تقول دراسة جديدة أُجريت في جامعة ساذرن ميثوديست: (Southern Methodist) إنَّ قضاء الوقت مع إحدى هذه المجموعات يمنحك عادة مشاعر السعادة أكثر من الأخرى.

عموماً، وجد الباحثون في جامعة ساذرن ميثوديست (Southern Methodist) أنَّ الأشخاص يشعرون بالسعادة ومستويات أعلى من السلامة، عند قضاء الوقت مع الأصدقاء مقارنة بالأيام التي يقضونها مع الشريك أو الأطفال، من بين تلك المجموعات الثلاث المتميزة من الأشخاص في حياتنا – الأصدقاء والأزواج والأطفال – أفاد المشاركون في الدراسة أنَّهم شعروا بأدنى مستويات السعادة عند وجودهم بصحبة الأشخاص الأهم في حياتهم.

لا يبدو أنَّ هذه الدراسة تنعكس انعكاساً جيداً للغاية على الشركاء والأطفال، ولكن يقول مؤلف الدراسة الرئيس ناثان هدسون (Nathan Hudson)، أستاذ علم النفس في جامعة ساذرن ميثوديست (Southern Methodist) إنَّه من الهام النظر في النشاطات التي نشارك فيها عادة مع الأصدقاء مقارنة بوقت العائلة المعتاد، فعندما نلتقي بأصدقائنا، عادة ما تكون تجربة ترفيهية كالذهاب إلى المطاعم والحانات والتسوق وما إلى ذلك، وعلى العكس من ذلك؛ فإنَّ قدراً كبيراً من الوقت الذي يقضيه المرء في المنزل مع أسرته، يتركز على جهود أقل متعة مثل الأعمال المنزلية.

شاهد بالفديو: 10 أمور بسيطة تزيد من سعادتك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/HpDsESO85vc?rel=0&hd=0″]

يوضح هدسون (Hudson) في بيان ألقاه في الجامعة: “تشير دراستنا إلى أنَّ هذا لا يتعلق بالطبيعة الأساسية لعلاقات الأهل والأقارب، عندما نتحكم إحصائياً بالنشاطات، فإنَّ مجرد وجود الأطفال والأزواج والأصدقاء، يمنح مستويات مماثلة من السعادة، ومن ثمَّ يقدم هذا البحث نظرة متفائلة للأسرة، ويقترح أن يستمتع الناس حقاً بوجود أزواجهم وأطفالهم”.

الأمر ليس بهذه البساطة؛ حيث سيخبرك غالبية الآباء أنَّ أُسرهم تجلب لهم المزيد من السعادة أكثر من أي شيء آخر في حياتهم، ومع ذلك، فإنَّ كونك أباً فاضلاً وشريكاً للحياة ليس بالضرورة أمراً ممتعاً؛ حيث ستكون هناك حتماً أوقات عصيبة لأي عائلة، ومن ناحية أخرى، عندما يتعلق الأمر بالخروج مع الأصدقاء، فإنَّ معظم ذلك الوقت يقضيه في حالة أكثر استرخاء دون أن يجب عليه رعاية أحد.

جمع مؤلفو الدراسة أكثر من 400 شخص لهذا المشروع البحثي، طُلب من كل شخص أن يتذكر التجارب السابقة مع كل من الأصدقاء والعائلة، ولكل ذكرى، طُلب من المشاركين كتابة النشاط الذي شاركوا فيه مع أصدقائهم أو أفراد أسرتهم، وتقييم المشاعر التي شعروا بها من سعادة ورضا وشعور بالمعنى، وما إلى ذلك، وكان على المشاركين أيضاً تقييم قوة وتكرار كل عاطفة تم الإبلاغ عنها على مقياس من 0 إلى 6.

أبلغ معظم الناس عن الاسترخاء أو تناول الطعام أو التواصل الاجتماعي مع كل من شريكهم وأصدقائهم، وكان الاختلاف الرئيس بين هاتين الفئتين؛ هو أنَّ معظم الناس يقومون أيضاً بالكثير من أعمال التنظيف والأعمال المنزلية مع ذوي القيمة.

من الناحية الإحصائية، تضمنت 65% من تجارب الأصدقاء، التي ذكرها المشاركون، التواصل الاجتماعي، لكنَّ 28% فقط من الذكريات مع الشريك تضمنت التواصل الاجتماعي أيضاً.

ومع ذلك، تضمنت ذكريات معظم المشاركين عن الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم نشاطات غير ممتعة مثل التنظيف أو الأعمال المنزلية، ومع ذلك، قال المشاركون عموماً إنَّهم يربطون رعاية أطفالهم بالمشاعر السعيدة والذكريات الإيجابية.

هناك علاقة معقدة ودقيقة تلعب دوراً هنا، كما ذكر البروفيسور هدسون (Hudson) آنفاً، إذا كنا نتحدث عن مجرد وجود أشخاص آخرين، فإنَّ المستويات المبلغ عنها من السعادة والسلامة كانت عموماً هي نفسها بين الأزواج والأصدقاء والأطفال؛ حيث يتمتع الأصدقاء بميزة – على الرغم من ذلك – عند إضافة النشاطات المعتادة إلى المناقشة.

باختصار، يأمل مؤلفو الدراسة أن تشجع نتائجهم الآخرين على قضاء وقت عائلي ترفيهي أكثر؛ إذ لا بد أن يحدث التنظيف والأعمال الروتينية والجدال عند الحفاظ على المنزل والأسرة، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّه لا يمكن لعائلة الفرد أن تكون من أفضل أصدقائه أيضاً.

توصل البروفيسور هدسون (Hudson) إلى أنَّ: “من الهام خلق فرص للتجارب الإيجابية مع الأزواج والأطفال والاستمتاع بتلك الأوقات الإيجابية، على النقيض من ذلك؛ فإنَّ العلاقات الأسرية التي لا تتضمن شيئاً سوى الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، من المحتمل ألا تتنبأ بالكثير من السعادة”.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!