من هم الاعراب ؟ سؤال نجيبكم عليه في مقالنا اليوم، ذكر الله تعالى في كتابه العزيز في أكثر من سورة لفظ الأعراب، والكثير لا يعرف معناها بالتحديد، ويخلطون بينها وبين كلمة العرب، وقد تم ذكرها في القرآن الكريم من أجل الإشارة إلى فئة محددة من الناس، ولكن من هي هذه الفئة وما هي صفاتها، ولماذا ذُكرت في القرآن ؟ سنوضح كل ذلك بالتفصيل في هذا المقال على موقع موسوعة.
من هم الاعراب
معنى كلمة الأعراب
كلمة الأعراب واحدة من الكلمات العربية و مفردها أعرابي وجمعها أعاريب، وليس هناك قبيلة معينة تم إطلاق هذا اللفظ عليها، وإنما تم إطلاقها على مجموعة سنوضح أهم صفاتها في السطور القادمة.
من هم الأعراب
يتم إطلاق لفظ الأعراب على القوم الساكنين في المناطق البادية أو الصحراء الواسعة، حيث يعملوا رعاة للإبل والماشية، والذين ذهبوا لبلاد العرب من أجل أن يسكنوا الأماكن التي يتساقط فيها المطر وينبت فيها العشب، ولا يفضلون الإقامة في المدن ولا يذهبون إليها إلا لتحقيق مصلحة فقط.
وأهم ما اشتهر به الموطن الأصلي للأعراب (البادية) كان البلاغة والفصاحة، ولذلك حرص العرب على إرسال أولادهم هناك من أجل تعلم الفصاحة من أهل البادية.
صفات الأعراب
- نظراً لقضاء الأعراب حياتهم بالصحراء، فقد تأثرت طباعهم بطبيعة بيئتهم، حيث انغلقوا على أنفسهم اجتماعياً وقللوا من تواصلهم مع غيرهم.
- وقد وصف القرآن الكريم الأعراب بشدة نفاقهم وكفرهم، حيث تظاهروا بالإيمان عكس ما تبطن قلوبهم، كما وصفهم بجهلهم بتعاليم الدين وحدود الله عز وجل، فقد قال الله تعالى في سورة الفتح (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ. شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)، كما قال تعالى في سورة التوبة (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ).
- كما تميز الأعراب بجفاء معاملتهم وغلظتهم، وفقدان أهم المهارات الاجتماعية والذي أدى بدوره إلى صعوبة معشرهم.
- كانوا يمدون يد العون لأعداء الله، ويتمنون هزيمة المسلمين في معاركهم.
- كما اتسموا أيضاً بشدة تمسكهم بقيم آبائهم القديمة.
- وتخلف الأعراب عن القتال في سبيل الله والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لانشغالهم بأهلهم وأموالهم.
- على الرغم من صفاتهم السيئة، إلا أن هناك منهم من اتصف بصفات حسنة مثل الكرم والصراحة والشجاعة.
مدح الاعراب في القران
- وعلى الرغم من أن تلك الصفات سائدة في أغلبهم، إلا أن هناك القليل منهم من آمن بالله ورسوله وهم من عباد الله الصالحين، والذين قال الله تعالى عنهم في سورة التوبة (وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
- كما مدح الله الأعراب في سورة التوبة بقوله تعالى (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
سبب نزول الايه الاعراب اشد كفرا ونفاقا
وصف الله تعالى الأعراب بالنفاق والجحود بالله وآياته أكثر من الأقوام الأخرى من أهل القرى والأمصار، حيث قال عز وجل في سورة التوبة (اَلأَعَرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِه)، حيث ترجع قلة علمهم بحقوق الله وقسوة قلوبهم إلى غلظتهم وانغلاقهم على أنفسهم، وجهلهم بكتاب الله وسنة رسوله، فكانوا لا يشاهدون العلماء وأهل الخير ولم يتعلموا منهم أفضل الصفات.
