من المعروف أن السالكين هم الأشخاص المحبون لله عز وجل والساعون لرضا الله عز وجل، والباحثون عن الجنة، والهاربون من دخول النار، والذين يقومون باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، ومن خلال هذا المقال على الموسوعة سوف نتعرف على السالكين وتعريفهم وأيضًا الصفات التي يجب أن تكون متوافرة فيهم.
من هم السالكين ؟
السالكون هم الأشخاص العابدون إلى الله عز وجل وحده، وهم من المحبين لله، لجميع الأعمال الصالحة التي تقربهم من الله عز وجل، وللسالكين العديد من الصفات التي يتحلون بها، إذ يتبعون نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحاولون دائما فعل الخيرات من أجل الفوز بالجنة والحصول على محبة الله، ويقومون بإتباع نهج الصحابة والمقربين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتشرت في الفترات الأخيرة الكثير من المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالسالكين وصفاتهم، وذلك بالنسبة للصوفيين، وتم تقسيمهم لفرق وجماعات، كل هذا ما هو إلا بدع ليس لها أساس من الصحة، ولكن السالكين هم المسلمين الذين تتوافر فيهم الكثير من الصفات المأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
صفات السالكين:
هناك منهج يقوم السالكون بإتباعه دائما في العديد من أمور حياتهم، فهم يتبعون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضًا نهج الصحابة رضي الله عنهم جميعًا والتابعين، وذلك تقربًا من الله عز وجل وحبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكون لهم أي هدف أو غاية من تلك الصفات أو الأمور التي يقومون بعملها ولا يبحثون عن شهرة أو مال مثلا من أجل ذلك فتكون أعمالهم خالصة لله عز وجل، ومن أهم تلك الصفات التي يتمتع بها السالكين الآتي:
الرحمة:
وهي من أهم صفات السالكين، حيث إن الرحمة من الصفات التي كانت معروفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والرحمة هنا تكون شاملة للكثير من الأمور، فليس الرحمة فقط مع الأهل أو الأقارب، ولكن الرحمة مع الفقراء، والمساكين، والضعيف، ومع جميع المسلمين، وتشمل الرحمة الكثير من الأمور المختلفة، والتي من بينها العطف على الفقير، والطفل اليتيم، من خلال تقديم المعاملة الحسنة لهم، كما أنة الرحمة لن تكون مع الإنسان فقط وحسب، ولكن مع جميع مخلوقات الله عز وجل، مثل الرحمة مع الحيوانات أيضًا، والعطف عليهم.
الصبر على الأذى:
فتحمل الأذى والضرر الواقع عليه، والصبر عليه، والتحلي بالصبر على الإيذاء، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس صبرًا على الأذى من قبل المشركين، ولكنه كان دائما يتحلى بالصبر عليهم، ومحاولة رد الإساءة بالحسنى والصبر على الأذى دائما، والصبر على الأذى له الكثير من النواحي المختلفة، ولا يعني هنا الصبر على الأذى بالضعف والسكوت عن الحق، أو أن يهون على المرء نفسه، ولكنه يعني الصبر والتحمل للأذى من أجل نشر الإسلام أو من أجل نشر كلمة الله عز وجل، ومن أجل تحبيب الآخرين في الدين الإسلامي فهو دين اليسر والسلام.
التعاون مع المسلمين:
فمن ضمن صفات السالكين هي التعاون مع المسلمين الآخرين والوقوف بجانبهم في الشدائد والنوائب، فليس من صفات المسلم الحق أن يتخلى عن أخوه المسلم، ولكن لابد أن يكون المسلم من المتعاونون مع أخوته المسلمين والوقوف بجانبهم من أجل الوحدة، من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل، ومن أحل اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد كان النبي يهتم لأمور المسلمين ويتعاون معهم ويقوم بأخذ مشورتهم في الكثير من الأمور.
الاهتمام بأمور المسلمين:
فالمسلم الحق مهتم دائما لأمور المسلم أخيه، فإذا رأى أخيه المسلم في ضيق أو كرب، يسعى من أجل مساعدته والتخفيف عنه، حيث كان عمر رضي الله عنه لا ينام وبيت من بيوت المسلمين جائع، وكان يفعل ذلك خوفا من الله عز وجل ومن عقابه، فلابد أن يتحلى كل مسلم بنفس الأخلاق التي كان يتحلى بها عمر رضي الله عنه، وذلك من خلال الاهتمام بأمور المسلمين كافة، والغيرة على الإسلام، ومحاولة تحقيق الوحدة والترابط مع أخيه المسلم من أجل رفع راية الإسلام والمسلمين.