‘);
}

من هم السَّلف الصالح

بيان تعريف السَّلف في اللغة والاصطلاح الشرعيّ فيما يأتي:[١][٢]

  • السَّلف في اللغة: لفظٌ يُطلق على ما انقضى ومضى، يُقال: الأزمنة السالفة؛ أي الماضية، ويُقال: السّالف؛ أي المُتقدّم والسابق، قال -تعالى-: (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ*فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ)،[٣] وسلف العمل؛ أي الصالح منه، ويُطلق لفظ السلف على الأقارب والآباء ممّن سبق.
  • السَّلف الصالح في الاصطلاح الشرعيّ: هم مَن اقتدوا وانتهجوا نَهْج النبيّ محمّدٍ -عليه السلام-، وساروا عليه، وطبّقوه بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، تطبيقاً لقَوْله -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا)،[٤] ويتمثّل السَّلف الصالح بأهل الأزمنة الثلاث الأولى؛ التي تبدأ بعهد النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ثمّ عهد الصحابة -رضي الله عنهم-، وتنتهي بعهد التابعين، كما ثبت في صحيح الإمام البخاريّ عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ: تَسْبِقُ شَهَادَةُ أحَدِهِمْ يَمِينَهُ ويَمِينُهُ شَهَادَتَهُ. قَالَ إبْرَاهِيمُ: وكانَ أصْحَابُنَا يَنْهَوْنَا – ونَحْنُ غِلْمَانٌ – أنْ نَحْلِفَ بالشَّهَادَةِ والعَهْدِ)،[٥] وهم مَن يحتكمون إلى القرآن الكريم، وسنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، امتثالاً لأمر الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)،[٦] وقد أقرّ الرّسول -عليه الصلاة والسلام- وشَهِدَ لأصحابه بالخيريّة والصلاح، فأوصى باتّباعهم، وامتثال أوامرهم، بقَوْله: (وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإنها ضلالةٌ فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنَّتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدِين المهديِّين عَضوا عليها بالنواجذِ)،[٧] كما وصفهم الله -تعالى- في كتابه قائلاً: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)،[٨] فهم الأقرب للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- منزلةً ومكاناً، سليمي السريرة والخُلق، تمسّكوا بتعاليمه بحذافيرها، ويليهم بالأفضليّة التابعين الذين أدركوهم، وأخذوا عنهم كما علّمهم رسول الله، فأُطلق عليهم جميعاً السَّلف الصالح.