‘);
}

فضل صحابة رسول الله

يحتلّ صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منزلةً وفضلاً عظيمين في الإسلام؛ كونهم الأسبق للإيمان ومساندة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما واجهه من شدائد، فكانوا هم النّواة التي بدأ منها الإسلام وانتشر وعلا شأنه في أنحاء الأرض، وإنّ حبّهم وتوقيرهم من عقيدة أهل السنّة والجماعة، وهو كذلك قُربةٌ يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى، وينال بها محبة رسوله الكريم، ويدرك المسلم أنّهم -رضوان الله عليهم- خير النّاس بعد الأنبياء؛ فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (خيرُ الناسِ قَرْنِي، ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهم، ثم الَّذِينَ يَلُونَهم)،[١] وإنّ على المسلم حبّ الصّحابة -رضوان الله عليهم- كذلك؛ لأنّهم الواسطة بين رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن بعده من الأمم، فهم أوّل من عمل واجتهد لنشر الدّين وتفسير القرآن وتوضيحه، وغير ذلك من الأمور العظيمة؛ كفتح العديد من البلاد ونشر الإسلام فيها، والتّمهيد لفتح غيرها.[٢]

ولقد ورد في فضل الصّحابة -رضوان الله عليهم- آياتٌ كريمةٌ وأحاديث شريفةٌ؛ فقد قال تعالى ذاكراً إيّاهم في قوله سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)،[٣] وقال تعالى: (لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)،[٤] وقال صلّى الله عليه وسلّم: (لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيدِه: لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مدَّ أحدِهم، ولا نصيفَه)،[٥] فهذا دليلٌ على فضل الصّحابة وعظيم أجر ما قدّموا في ميزان الله تعالى.[٢]