‘);
}

أصلهم وموطنهم

تنوّعت الأطروحات التي تبيّن أصل الطوارق ومن أين بدأت نشأتهم، فقد ذكرهم ابن خلدون في كتابه تاريخ ابن خلدون وبيّن أن أصل الطوارق يرجع إلى صنهاجة وهي قبيلة أمازيغية كبرى، ويستثنيها من نسبتها إلى الأمازيغ ويرجِّح نسبة صنهاجة إلى اليمن. ويؤكد ذلك عدد من المؤرخين إذ يروي بعض كبار السن من الطوارق اليوم أن أجدادهم رحلوا إلى أفريقيا بعد خراب سد مأرب، وبعضهم الآخر يحتفظ بشجرة نسبه التي ترجع إلى قريش وإلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم، وإلى أبو بكر الصدّيق، وعمر ابن الخطاب، وغيرهم.[١]

فهم من الأمازيغ وفي حياتهم الكثير من سمات حياة بدو العرب من تنقل وترحال موسمي، إلا أنهم يفضلون الانعزال في الصحراء الكبرى بالرغم من المصاهرات التي بينهم وبين العرب في الشمال الأفريقي وبين الأفارقة الزنوج في جنوب القارة، وبذلك أصبحت أعراقهم اليوم تجمع العرب والأفارقة في قبيلة الطوارق ولذلك تأثير على ألوان بشرتهم ولغاتهم المحكية. ويظل الطوارق يفضلون أن يطلق عليهم كلمة “إيماجغن” وتعني أمازيغ ومرادفها أيضاً كلمة “تماشق” التي تعني ذات المعنى أي الرجال الأحرار.[٢]

تعددت واختلفت الآراء التي تثبت أصل سبب تسمية الطوارق بهذا الاسم، فهناك من يقول بأن اسمهم نسبة للقائد المسلم طارق بن زياد، وهناك من يرى أن اسمهم نسبة إلى إحدى القبائل التي قطنت الصحراء وكانت تُدعى قبيلة تارغا، وهناك من ينفي هذه الآراء ويرجّح أن تسميتهم تعود بسبب سكنهم بوادي الآجال في الجنوب الليبي وهو بلغة الطوارق يقال له وادي “تارقا” وبذلك تعارف الناس على تسميهم بالتوارق ونسبتهم لهذا الوادي، حيث لا تزال توجد فيه مجموعات من قبيلة الطوارق.[١]