‘);
}

شعراء النقائض

النقائض وهي عبارة عن قصائد هجاء حدثت في العصر الأموي بين شاعران وهم الشاعر التميمي جرير والفرزدق، حيث كان كُلاً منهما يقوم بمدح نفسه بالشعر ويقوم بذم الآخر، وكٌلاً الشاعران ينتمي إلى قبيلة تميم ولكنها من فخذين مُختلفتين ممّا أدّى إلى نشوء عداوة فيما بينها وقد كان الشاعر جرير يحب تدمير الشعراء في عصره من خلال نفس الأسلوب حيث أدّى بذلك إلى القضاء على ثمانية شعار وذلك في كتابه البداية والنهاية، ولم يستطع التخلص من كتاباته سوى الشاعران : الشاعر الفرزدق والشاعر الأخطل وسوف نتناول نبذة عن كل منهما.[١]

الشاعر الفرزدق

هو شاعر يعود إلى العصر الأموي وإسمه هو (همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي)، ويطلق عليه كنية (أبو فراس) وسبب تسميته بالفرزدق وذلك لتجهم وضخامة وجهه ومعنى الفرزدق هو الرغيف، ولد الفرزدق في بلدة كاظمة بني تميم في العراق، اشتهر الفرزدق بشعر الفخر وشعرالمدح وشعر الهجاء، الفرزدق هو شاعر من شعراء العراق من الطبقة الأولى، ويعد من نبلاء قومه وأسيادهم من بني تميم، الفرزدق إشتهر بالنقائض التي دارت بينه وبين جرير طوال نصف قرن، وكان يتنقل بين الولاة والأمراء ليقول بهم شعر المدح ويهجوهم ثم يمدحهم، وتوفي عن عمر 110 عام فرثاه جرير.[٢]
يقال أنه لولا الفرزدق لذهبت ثلث العربية، حيث قام بإحياء الكثير من كلمات اللغة العربية التي إندثرت مع مر الزمان، ويتميز الفرزدق بالجرأة والصراحة، هناك قصة حدثت مع الفرزدق وهي عندما ذهب هشام بن عبد الملك إلى الحج هو وحاشيته، ومعهم الفرزدق، حيث كان البيت الحرام يزدحم بالحجيج، فلم يستطع هشام على الطواف فجلس ينتظر دوره، وخلال ذلك جاء علي بن الحسين بن على بن أبي طالب ( زين العابدين) حيث فسح له الحجاج الصفوف حتى وصل إلى الحجر الأسود، وذلك لم يعجب هشام بن عبد الملك فسأل من هذا؟ فرد عليه الفرزدق بقصيدته المشهورة وهي:
هَذا الذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ : وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُ وَالحَرَمُ