من هو ابن المقفع؟
١٤:٠٥ ، ٤ يونيو ٢٠٢٠
![من هو ابن المقفع؟ من هو ابن المقفع؟](https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d985d986_d987d988_d8a7d8a8d986_d8a7d984d985d982d981d8b9d89f-1.jpg)
}
من هو ابن المقفع؟
ولد روزبه بن ذادويه المسمى بابن المقفع سنة 106 هجري في فارس لعائلة مجوسية مانوية، وهو ابن روزبة بن ذادويه، وهو فارسي من قرية إيرانية تُسمى جور، قدم إلى العراق للعمل في ظل حكم الدولة العباسية، إذ عمل في ديوان الخراج التابع للحجاج، وأتقن روزبه اللغة العربية إلى جانب الفارسية، واستطاع الاندماج في المجتمع العربي لا سيما بعد اختلاطه مع مواليه آل الأهتم التميميين، لاحقًا اتهم بالخيانة وحوكم بتهمة اختلاس أموال الدولة، فعوقب بالضرب حتى تصلبت يداه أي يبست فلُقب بالمقفع، بعد ذلك عاش روزبه في مدينة البصرة ومات فيها على دينه مانويًا، وعليه نشأ ابنه الذي أسلم لاحقًا وسمي عبد الله بن المقفع، المكنى بأبو محمد[١].
‘);
}
نبذة عن حياة ابن المقفع
تأدب ابن المقفع على يد والده، فعلمه اللغتين العربية والفارسية، واستطاع أن يكتسب من والده أصول المهنة التي عمل بها ككاتب، فبدأ في العمل بدواوين العراق في نهاية الحكم الأموي، فعمل على الكتابة لعمر بن هبيرة والي العراق تحت ظل هشام بن عبد الملك، وبعدها لأبنائه يزيد في ولايته العراق لمروان بن محمد، ولابنه داود في ولايته على كرمان في بلاد فارس، وكان حاد الذكاء فعمل أيضًا مع العباسيين في العراق، فكتب لسليمان بن علي عم أبي جعفر المنصور وواليه في البصرة، كما خدم عند أخيه عيسى بن علي والي الأهواز، وأفاد منهم أموالًا جيدةً، ولم تقتصر حياة ابن المقفع على هذه الأعمال فهو اشتغل أيضًا بالتأليف والترجمة من الفارسية للعربية[١].
مؤلفات ابن المقفع
يبدو أن ابن المقفع كان رجلًا ذكيًا وعلى درجة علمية مرموقة، وقد أثبت في عدد من المؤلفات الخاصة به أنه كان ملمًا بالأدب الفارسي المتعلق بالقدماء من الأمراء والحكام، وأبرزها[٢]:
- الأدب الكبير والأدب الصغير: ينسب هذان العملان إلى ابن المقفع الذي كتبهما باللغة العربية، ويقسم هذا العمل إلى أربعة أجزاء، خصص أولهما للحديث عن أدب القدماء وأهميته الكبيرة، والجزء الثاني موجز من الحكم ونصائح للأمراء والدور المحوري للسلطة، أما الثالث فهو موسّع ويقدم فيه توجيهات للحكام مستشهدًا بمن سبقوهم من الطغاة الشرقيين وحاشيتهم غير معتمد على أي أسس دينية أو أخلاقية أو اجتماعية، والجزء الأخير الذي يتناول موضوعات عن العلاقات العامة، وينصح المرء بتجنب تشكيل عداوة مع الآخرين، كما أنه يميل إلى استخدام الأسلوب التعليمي في كتاباته.
- رسالة الصحابة: تُعدّ نصًا إداريًا قصيرًا كُتب في حوالي 5000 كلمة، يناقش فيها ابن المقفع المشاكل التي تواجه النظام العباسي الجديد، وأرسل هذا المؤلف إلى الخليفة المنصور، تبدأ هذه الرسالة بافتتاحية خالية من التكلف والمدح، بعدها يتحدث عن الجيش ويمدح الخرسانيين في العراق، وفي هذا الموضع يناقش وضع الأقليات العرقية المسلمة، كما يعبر عن قلقه إزاء أحوال الجيش المستقبلية ويقدم اقتراحات تقود للإصلاحات بما في ذلك إلغاء الواجبات المالية عن الجيش، وتجنيد الرتب على أساس الكفاءة، والتركيز على التربية الدينية والتهذيب والولاء والانتماء، بالإضافة إلى ذلك اقترح استحداث نظام استخبارات فعال في جميع أنحاء خرسان والمقاطعات الطرفية، وطالب أيضًا برفع العقوبات الاقتصادية والتوزيع العادل للمواد الغذائية في المناطق العسكرية الموجودة في سوريا، واقترح أخيرًا إعادة النظر في أنظمة التعيين التي تقوم بين الحاشية وأنه يوجد استبعاد لكثير من أصحاب الكفاءات لصالح أبناء العائلات.
ترجمات لابن المقفع
برز وعرف عبد الله ابن المقفع لنشاطه في الترجمة، وحظيت ترجماته بالشهرة الكبيرة؛ وذلك لأنها نقلت من اللغة البهلوية التي كانت منتشرةً في بلاد فارس قبل الإسلام، كما لاقت استحسانًا عند الخلفاء العباسيين؛ لأنها تحتوي على سِير الملوك السابقين، بالإضافة إلى ذلك كانت تحتوي على توجيهات للحكام وأدبيات أنظمة الحكم والتعامل معها، وكانت أبرز هذه الترجمات[٣]:
- كليلة ودمنة: عمل ابن المقفع على ترجمة سلسلة كليلة مدمنة من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، والمرجحة كتابتها بين 100- 500 قبل الميلاد، وهي مجموعة من الخرافات والأساطير الشرقية من أصل هندي، وهي مؤلفة باللغة السنسكريتية، كان لهذه الترجمة الأثر الأكبر في الأدب العربي؛ وهذا لأن الكتاب موضوع بالأساس لأجل الملوك، ولكن ترجمة السلسة كانت ذات قيمة أدبية عالية.
- نامه تنسر: يُعد هذا الكتاب من أقدم الوثائق التاريخية والتشريعية التي وصلتنا عن الفرس.
- التاج في سيرة أنوشروان: ينطوي هذا الكتاب ضمن نوع أدبي يدعى بتاجنامه، ويعني أنها كتب تدور حول سير الملوك.
وفاة ابن المقفع
توفي ابن المقفع سنة 145 هجريًا، وتختلف الروايات حول سبب وفاته والطريقة التي مات فيها، ولكن السبب الأعم أنه تورط بالصراع الدائر بين أبي جعفر المنصور وعمه الذي ثار عليه، إذ قُتل بأمر من الخليفة أبي جعفر المنصور عندما بالغ في كتابة الأمان لعمه عبد الله بن علي حين ثار عليه[١].
المراجع
- ^أبتثائر سمير حسن الشمري (4-1-2017)، “ابن المقفع ، الجاحظ”، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2020. بتصرّف.
- ↑“EBN AL-MOQAFFAʿ, ABŪ MOḤAMMAD ʿABD-ALLĀH RŌZBEH”, iranicaonline, Retrieved 4-6-2020. Edited.
- ↑خديجة يوسف جعفر (28-9-2014)، “عبد الله بن المقفع وأشهر مؤلفاته”، الأعلام، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2020. بتصرّف.