
نقدم لكم اليوم معلومات عن الشاعر ابن زريق البغدادي وهو أحد الشعراء العباسيين، وهذا الشاعر له قصة مؤثرة جدًا، وكان يكتسب رزقه من إلقاء الشعر بين يدي الملوك والأمراء فيُعجبون بشعره كثيرًا، ويجزلون له العطايا والهبات، وعبر السطور القادمة من موقع موسوعة نتعرف على قصة حياة هذا الشاعر وأبرز قصائده فتابعوا معنا.
من هو ابن زريق البغدادي
هو أبو الحسن علي بن زريق البغدادي، كان شاعرًا عباسيًا، يرتحل بين البلاد لإلقاء الشعر على الأمر حتى يكسب رزقه، وروي أنه كان يحب فتاة من بغداد تسمى “ورقاء”، يقال أنها ابنة عمه وكانت شديدة الحسن، والجمال، وكانت تبادله الحب، وترفض الزواج من أجله. وفي إحدى مرات سفره غاب طويلًا، ولكنه عاد محملًا بالأموال الكثيرة نتيجة إعجاب الملوك بشعره العذب الفصيح، فعاد وهو يفكر في حبيبته ويُمنِّي نفسه أنها هي أيضًا تنتظره، ولكن ساورته الشكوك في أنها لن تنتظره هذه المدة الطويلة. ولما عاد إلى بغداد وجدها في انتظاره بالفعل، وتزوجا وعاشا حياة سعيدة يحيط بها العشق والهيام، وتكسو لياليها السعادة والسرور.
قصيدة ابن زريق البغدادي لا تعذليه
يقول ابن رزيق في القصيدة التي تحمل عنوان “لا تعذليه فإن العذل يولعه”
قصة ابن رزيق البغدادي لا تعذليه
هذه القصيدة قصتها مؤثرة جدًا، فهي القصيدة الوحيدة التي وصلتنا من ميراث ابن زريق، وكان بعد أن تزوّج حبيبته وعاشا معًا أيامًا تملأها السعادة والحب، نفدت أمواله، وعاشا معًا أيامًا شديدة الصعوبة، فأراد أن يرتحل إلى الأندلس ليُلقي فيها الشعر على أمرائها ليغدقوا له العطايا والهدايا، لكن زوجته تشبثت به ورجته كثيرًا ألا يبتعد عنها، وأنهما يستطيعان أن يتدبرا أمرهما في بغداد، ولا حاجة بهما للذهاب إلى الأندلس، فهما لا حاجة لهما بالمال، وإنما يحتاجان إلى جوار بعضهما، لكنه أنكر شظف العيش، وقسوة الفقر وارتحل إلى هناك، ولما وصل ألقى الشعر على أحد ملوك الأندلس، وأعطاه هذا الملك مبلغًا قليلًا من المال، لا يغطي حتى نفقات السفر التي أنفقها للوصول إلى الأندلس من بغداد، فأصابه الحزن الشديد، وبقي طول الليل يفكر في كلام زوجته، وكيف أن الشفر الذي قطعه لم يستفيد منه بشيء، حتى الأموال التي معه لن تكفي للعودة إليها، وحار أمره ماذا يفعل، وأصابه الحزن الشديد، وفي الصباح وجدوه ميتًا من شدة الحزن، وتحت رأسه هذه القصيدة التي كتبها مخاطبًا فيها زوجته.
