
من هو الحسن البصري
حياة الحسن البصري
مما ذُكر من معلومات عن الإمام حسن البصري، فهو الأمام الحسن بن أبي الحسن البصري، وكان يُطلق عليه أبي سعيد، وُلد الإمام في المدينة المنورة عندما كان الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفاً، وكان الخليفة يحبه ويدعوا له كثيراً، فقد قال عمر بن الخطاب عن الحسن البصري “اللهم فقّههُ في الدِّين وحبّبهُ إلى النَّاس”، كما عاش في فترة خلافة الصحابي الجليل عثمان رضي الله عنه وأرضاه، وعاش في فترة مقتل خليفة المسلمين آنذاك، فكان يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، ونشأ الإمام مُحباُ للعلم، حافظاً لكتاب المولى عز وجل.
نشأة الحسن البصري
صفات الحسن البصري
كان الحسن البصري فقيهاً في القول، وواثقاً في حجته، وأميناً في قوله وعمله، كما كان كثير التعبد إلى الله عز وجل، ويملك الكثير من العلم والفقه، بالإضافة إلى فصاحة اللسان ورجاحة العقل، وكانت له هيئة رزينة ووسمية بين الناس وشخصية لها هيبة ومقام كبير، وأخلاق فاضلة وراقية، ولم تقتصر صفاته على كثرة العلم والفقه، بل كان الإمام مقاتلاً شجاعاً، فقد ظهرت بسالته عندما شارك في فتح كابور تحت قيادة عبد الرحمن بن سمرة.
وقد قال قتادة عن الإمام الحسن البصري “ما جمعتُ علمَهُ إلى أحدِ العلماء إلا وجدتُ له فضلًا عليه، غير أنَّه إذا أشكلَ عليه كتبَ فيه إلى سعيد بن المسيب يسألُهُ، وما جالستُ فقيهًا قطّ إلا رأيتُ فضلَ الحَسَن”،وقد قال عنه الصحابي الجليل أنس بن مالك “إنِّي لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين: الحسن البصري ومحمد بن سيرين”.
وفاة الحسن البصري
عاش الإمام الحسن البصري حياته كلها يدرس تعاليم الدين الإسلامي، ويتعلم الفقه، وينقله للناس ويعلمه لهم، ويسافر البلاد ويقابل العلماء، حتى يأخذ عنهم الدين الصحيح، وبعد مرور ثمانية وثمانين عاماً من عمر الإمام، توفاه الله عز وجل في اليوم الأول من شهر رجب، وذلك في العام المائة وعشر من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يوم وفاته يوافق يوم الخميس، ففي اليوم التالي أدى المسلمون صلاة الجمعة، ومن ثم صلوا على الإمام صلاة الجنازة، فتبعه جميع المسلمين إلى مكان مدفنه، حتى خلى المسجد من الرجال.
وعندما أذن المؤذن لصلاة العصر في نفس اليوم، لم يجد من رجال المسلمين أحد في المسجد، لأنهم جميعاً قد لحقوا بمكان مدفن الإمام في مدينة البصرة بجنوب العراق، وقد وصف حميد الطويل جنازة الإمام وقال عنها “تُوفِّيَ الحسنُ عشيةَ الخميس، وأصبحنا يوم الجمعة ففرغنا من أمرِهِ، وحملناهُ بعد صلاة الجمعة، ودفنَّاه، فتبَعَ النَّاس كلُّهم جنازتَهُ واشتغلوا به فلم تقمْ صلاةُ العصر بالجامع، ولا أعلم أنَّها تُركت منذ كان الإسلام إلا يومئذ لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر”.
