‘);
}

الشاعر الذي هجا نفسه وأمه وزوجته

شكّل الشعر بالنسبة للعرب أيّام الجاهليّة، صنعةً يمجّدون بها ويتفاخرون بها، إلاَّ أنَّ الأمر لم يخلُ من وجود بعض الشعراء الذين امتهنوا الشّعر كوسيلة للعيش، يسترزقون منه ويبنون أمجادهم، على حساب هجاء الناس ومدحهم، فعُرف الكثير من الشعراء بإتقانهم لهذا الفنّ المُفرح تارة والمُحزن تارةً أخرى، والذي كان يُشكّل قلقاً للممدوح خوفاً من انقلاب الشّاعر عليه وهجائه لاحقاً.

الحطيئة

لعلَّ من أبرز تلك الزمرة من الهجّائين بشّار بن برد وجرير والحطيئة الذي لم يتوانَ عن هجاء نفسه ووالدته وزوجته بقصائد مدهشة في التعابير، برغم عدم تفوّهه بكلام دنيء أو قذر. الحطيئة هو الشّاعر جرول بن أوس بن مالك العبسي ويُكنّى بأبي مُلَيْكة، أمّا لقبه بالحطيئة فإنّه يعود لقصر قامته الملفت وتقزّمه.