== الزعيم الروحي لحماس ، لم يمنعه الشلل وكبر السن من اشعال المقاومة الاسلامية ضد اسرائيل ، لكنه يواجه وحركته وضعا هو الأسوأ منذ انطلاقتها.
__________________________
غزة – يعتبر الشيخ احمد ياسين الذي قررت السلطة وضعه قيد الاقامة الجبرية، مثيرة احتجاج مئات الناشطين، المؤسس والمرشد الروحي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس).
والشيخ ياسين ( 65 عاما)، المريض منذ اعوام عدة، هو رمز للإسلاميين الفلسطينيين ترفع صوره في جميع انحاء قطاع غزة.
أكد ياسين، الذي تبنت حركته العمليات الاستشهادية نهاية الاسبوع الماضي في اسرائيل، في مقابلة مع صحيفة “ا ب ث” الاسبانية، معارضته وقف العمليات ما استمر احتلال الاراضي الفلسطينية.
ويعاني ياسين، القصير القامة من شلل في الساقين منذ كان في الثامنة عشرة عندما اصيب في العمود الفقري اثناء لعب كرة القدم في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة ، ويتنقل ياسين بواسطة كرسي متحرك . وتتعارض نظرته الثاقبة والمتقدة وصوته الذي تعتريه البحة مع جسده النحيل .
وقد طرد ياسين الاب لـ11 ولدا، من الاراضي التي صارت اليوم اسرائيل ابان الحرب بين العرب واسرائيل العام 1948.
ولد ياسين العام 1936 في قرية المجدل قرب عسقلان، وقد هدمت القوات اليهودية العام 1948 قريته فانتقل الى قطاع غزة حيث انهى دراسته الثانوية.
وبالرغم من اصابته بالشلل ، توجه ياسين الى القاهرة حيث أمضى عاما في جامعة عين شمس ، لكنه اضطر الى التوقف عن الدراسة بسبب النقص في الاموال. لكن السنة التي امضاها في القاهرة غيرت مجرى حياته تماما بعد لقائه الاخوان المسلمين
وفي السبعينيات ، أسس ياسين المجمع الاسلامي ، وبدأ بتجنيد شبان تغمرهم الحماسة.
وفي تلك الفترة ، لم تعترض اسرائيل لا بل حتى شجعت بشكل خفي الإسلاميين الذين وسعوا نفوذهم في قطاع غزة ، لمواجهة حركة فتح بزعامة ياسر عرفات.
وفي مطلع الثمانينيات ، وفي خضم الثورة الإيرانية ، أسس ياسين منظمة باسم “مجد المجاهدين” لكنه اعتقل العام 1984 وادين بتهمة حيازة اسلحة ومتفجرات، لكنه لم يبق في السجن سوى عام واحد بعد أن شملته عملية تبادل للأسرى .
وعمد بعدها الى تشكيل منظمة جديدة هي حماس التي اعلنت انطلاقتها في 14 ديسمبر 1987 بعد ايام على اندلاع الانتفاضة الاولى ضد الاحتلال الاسرائيلي .
واعتقلت اسرائيل الشيخ ياسين في مايو العام 1989 وحكمت عليه بالسجن المؤبد في اكتوبر 1991 لكنه حافظ على رباطة جأشه لدى النطق بالحكم وتوجه الى القضاة قائلا ” لقد ذاق الشعب اليهودي المعاناة وعاش مشتتا في العالم ويسعى هذا الشعب ذاته اليوم الى ارغام الفلسطينيين على التذوق من الكأس ذاته. ان التاريخ لن يغفر لكم ، وسيحاكمنا الله على افعالنا جميعا”.
واطلق سراح الشيخ ياسين في اكتوبر 1997 وابعد الى الاردن بعد ثمانية اعوام ونصف من الاعتقال ، بتدخل شخصي من العاهل الاردني الراحل الملك حسين .
وكانت عملية فاشلة قام بها الموساد لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عمان أثارت غضب الحسين الذي طالب بالإفراج عن الشيخ مقابل اطلاق العميلين الاسرائيليين اللذين اوقفا في الاردن.
وبعد فترة نقاهة امضاها في احد مستشفيات عمان، عاد الشيخ الى غزة حيث يشوب التوتر علاقاته مع سلطة الرئيس الفلسطيني عرفات.
size=3>