‘);
}

فاتح جزيرة صقليّة

يُعتبر العالم الفقيه المجاهد أسد بن الفرات هو القائد الي تمكّن من فتح جزيرة صقليّة، وكان سبب الفتح هو ما كان يفعله الروم؛ إذ كانوا يهاجمون سواحل تونس من قواعدهم في جزيرة صقلية، وهذا الأمر أربك وأزعج المسلمين، حيث تسبَّب لهم بخسائر كبيرة في الأرواح والأموال والسبي، وكانت ردة فعل المسلمين الرد عليهم بغارات مماثلة، وينزلون إلى جهة البر الصقلي، ويقتُلون ويأسرون ويعودون بالغنائم، ولم يخطر على بالهم الإقامة فيها، وإنّما اعتبروا غاراتهم بأنها تأديبية للروم، وفي عام 212هـ أصبح زيادة الله بن الأغلب والياً على تونس، وجهز نفسه لغزو جزيرة صقلية، فأعد جيشًا وأسطولًا، وأعطى قيادة هذا الجيش والأسطول لأسد بن الفرات، وتوجه لغزو الأسطول الروميّ.[١]

الفتح الإسلامي لصقلية

تمكّن المسلمون من فتح جزيرة صقليّة، واستطاعوا تخليص أهالي صقليّة من الإقطاعيات الكبرى التي كانت تُشكل الجرح العميق للصقليين في فترة ما قبل الإسلام، حيث قضى نظام الإرث الإسلاميّ على إقطاع الملكية الكبيرة، وشهد القرن الثاني عشر وجود أسماء عربيّة كثيرة في ولاية مازر، ولكن يُشار إلى أنَّ النظم الإسلاميّة لم تستطع إنقاذ صقلية من الإقطاعية الكبيرة؛ إذ عادت هذه الإقطاعيات بعد سقوط المسلمين في الفتح النورمانيّ.[٢]