تعتبر حركة المقاومة الإسلامية – حماس – أهم حركة إسلامية داخل الأراضي الفلسطينية ، بالرغم من أنها ولدت فقط عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية السابقة في عام سبعة وثمانين
ولا تخفي حماس معارضتها لاتفاقات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، كما يتمثل هدف الحركة على المدى القصير في انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية
ولا تعترف حماس بحق إسرائيل في الوجود، أما هدفها على المدى البعيد فيتمثل في إقامة دولة إسلامية على أرض فلسطين التاريخية التي كانت تحت الانتداب البريطاني والتي أقيم على معظمها دولة إسرائيل في عام ثمانية وأربعين
ولا يعرف حتى الآن العدد الحقيقي لأعضاء الحركة التي تنتشر وسط الطبقات الشعبية الفلسطينية ، ولديها جناحان سياسي وعسكري . وتحظى حماس بدعم آلاف المؤيدين والمتعاطفين، لكن لها قيادة رئيسية غير معروفة علنيا .
تنافس مع السلطةsize=3>
وتنشط الحركة في مجالين رئيسيين : الأول مدني يتمثل في بناء المدارس والمستشفيات في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومساعدة المجتمع عبر وسائل اجتماعية ودينية .
والثاني عسكري تقوم به كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، وهو الذي قام بتنفيذ سلسلة من الهجمات الدامية على أهداف إسرائيلية
في شهري فبراير، ومارس من عام ستة وتسعين نفذت حماس عدة هجمات استهدفت حافلات إسرائيلية مما أدى لمقتل ستين شخصا، كما حملت مسؤولية هجوم وقع بالقدس أدى لمقتل خمسة عشر شخصا وأدى لتجميد عملية السلام
وتنظر السلطة الوطنية الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات إلى حركة حماس باعتبارها منافسا جديا لها، لكن عرفات فضل التعاون مع الحركة فيما يتعلق بالخطوط السياسية العريضة
لكن إصرار عرفات على أن تعترف حماس باتفاقات أوسلو وبسلطته الوطنية وأن توقف عملياتها المسلحة لقيا مقاومة قوية من جانب حماس .
وترى الحركة أن القبول بالسلطة الوطنية يعني الاعتراف باتفاقات أوسلو التي تعتبرها الحركات الإسلامية مجرد اتفاق أمني بين السلطة وإسرائيل والولايات المتحدة بهدف القضاء عليها.
وقد شنت السلطة الوطنية هجوما قويا على الحركة في عام ستة وتسعين، تمثل في اعتقال أكثر من ألف من أنصارها وإخضاع مساجد قطاع غزة لسيطرة السلطة، ومع ذلك لم تذهب إلى حد دفعها إلى التحول إلى العمل السري .
لا للحرب الأهليةsize=3>
وقد ثارت مخاوف من أن يغذي هجوم السلطة على حماس موجة من العنف قد تسفر بدورها عن عقاب جماعي إسرائيلي للفلسطينيين مثلما حدث في السابق .
كما أبدى عرفات حرصا على ألا يبدو في صورة الرجل الذي يتبع أوامر إسرائيل الهادفة إلى تدمير الحركة .
وقد ظهرت بوادر على وجود خلاف منذ وقت طويل ، خاصة مع تأكيد البعض على ضرورة استيعاب حماس في نهاية المطاف
ضمن المشهد السياسي الفلسطيني لتصبح حزب معارضة شرعيا
وقد سعت حماس إلى الحصول على إجماع من مؤيدي الحركة على اتباع سياسة الردود الانتقامية ضد الهجمات الإسرائيلية، والقبول بمبدأ التعايش مع السلطة الفلسطينية .
وأكدت الحركة أنها لن تنجر إلى حرب أهلية مع السلطة حرصا على الوحدة الوطنية الفلسطينية .
تأييد شعبيsize=3>
وتتمتع حماس بقوة ملحوظة في قطاع غزة حيث الظروف الاقتصادية أكثر تدهورا من مثيلتها في الضفة الغربية
ويعتبر الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي للحركة من الوجوه الإسلامية المعتدلة بالرغم من خطابه السياسي الساخن في معظم الأحيان .
وقد ظل الشيخ ياسين في السجون الإسرائيلية حتى عام سبعة وتسعين، ولم يطلق سراحه إلا بجهود من العاهل الأردني الراحل الملك حسين مقابل إطلاق عملاء الموساد الذين ضبطوا في عمان أثناء محاولتهم الفاشلة لاغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة .
وقد عكف الشيخ ياسين عقب إطلاق سراحه على إنقاذ الأنشطة الخيرية والتربوية للحركة، والتي كانت قد أضيرت بشدة من جراء حملة ستة وتسعين .
وبالرغم من أن حماس حركة فلسطينية حسب المفهوم النظري فقد سمح لها بالعمل في الأردن حيث كان قادتها في الأراضي الأردنية يعتبرون الأكثر تأثيرا في مجريات نشاطها العسكري