‘);
}

المرأة في الإسلام

عُني الإسلام بالمرأة وكرّمها حقّ التكريم؛ فكرّمها وليدةً، وكرّمها بنتاً، وزوجة، وأمّاً، وأختاً، وقد ذكر القرآن الكريم في آياته عدداً من النّساء ممّا كان لهنّ الدور البارز في تاريخ البشريّة؛ كحوّاء، وأمّ موسى، ومريم بنت عمران وغيرهنّ، كما أنّ القرآن ذكر إجابات عن أسئلة النّساء، أو حلّاً لمشاكلهنّ، وقد نزلت آيات في عدد من النساء كما نزلت آيات أخرى في عدد من الرّجال، وقد تمّ تخصيص سور من القرآن الكريم في النّساء؛ منها سورة النّساء، وسورة الطّلاق، وقد أقرّ الإسلام للمرأة حقوقاً لم تكن تعرفها من قبل، كما أنّه احترم رأيها واستمع إليه، وفي التاريخ الإسلاميّ هناك نماذج لنساء كنّ خير قدوة حَسَنة، وخير أُسوة طيّبة لغيرهنّ من النّساء، فكان منهنّ خطيبة النّساء، فمن هي خطيبة النّساء؟

أسماء بنت يزيد خطيبة النّساء

إنّ خطيبة النّساء هي الصحابيّة الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصاريّة الأوسيّة ثمّ الأشهليّة،[١] وتُكنّى بأمّ سلمة، وقيل: بأمّ عامر، ابنة عمّ الصحابيّ الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، أمّا أبوها يزيد بن السكن فقد استشهد في غزوة أُحد، واستُشهد أيضاً أخوها عامر بن يزيد الذي جعل جسمه ترساً يدافع به عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الغزوة نفسها، فلما بلغها استشهادهم خرجت تسأل عن حال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا رأته سالماً قالت: (كلّ مصيبة بعدك يا رسول الله هيّنة)، وعُرفت بحُسْن نُطقها، وبفصاحتها، وقوّة البيان والحُجّة والخِطابة لديها، وكانت ذات عقل ودين؛ فقد كانت تذهب إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأسئلة النّساء ليجيب عنها.[٢]