من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام

وصايا الرسول ، الحمد لله الذي له ما في السماوات والأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور والصلاة والسلام على سيدنا محمد البشير النذير والسراج المنير رحمة الله المهداة للعالمين ورضي الله عن صحابة رسول الله وآل بيته أجمعين وبعد،،

فعن عمر ابن أبي سلبة رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا غلام سمي الله وكل بيمينك وكل من ما يليك

ينشأ ناشئ الولدان فينا على ما كان عوده أبوه

وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

بتربية الأبناء عظيمة إن في دقيق الأمور وكبيرها إن في صغيرها وعظيمها ذلك أن الطفل يستقبل النصح والإرشاد وأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر وأن مراعاة سلوك الأبناء وتوجيههم وتهذيبهم أمراً حث عليه الإسلام وأكده نبي الإسلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حيث يقول صلى الله عليه وسلم

(( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ))

قد ينفع الأدب الأطفال في الصغر وليس ينفع عند الشيبة الأدب إن الغصون إذا قومتها إعتدلت ولن تلين إذا قومتها خشب

أرشد طفلك أدبه بأدب رسول الله عليه الصلاة والسلام وجهه إلى الطعام الحلال الطيب الذي ينبغي أن يتناوله وجهه إلى إجتناب الطعام الحرام الخبيث الذي ينبغي أن لا يقرب منه وأعلمه أن الله تعالى يحبه وأن الله تعالى أوصاك أن تقي نفسك وأهل بيتك النار

يقول جل جلاله ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ))

وصايا الرسول

تقول السيدة رابعة العدوية رحمها الله إني لأصبر على جوع الدنيا ولكني لا أصبر على حر نار جهنم يوم القيامه

ها هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تعلموا من مدرسة رسول الله كيف يربون أطفالهم على حب الله وعلى حب رسوله وعلى الإلتزام بالعبادات وكيف يقضون أوقات فراغهم فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم وكيف يشجعونهم على ذلك ولا يقبلون منهم ضياع أوقاتهم لأنهم إن خسروا فسيخسرون جميعا ً

إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامه فليس من التربية أن تدع بيد ولدك هاتفاً يعيث به يمنه ويسره ينظر فيه إلى ما لا يحل قبل أن ينظر فيه إلى ما يحل إن كان ينظر فيه إلى ذلك

ها هو إبراهيم بن أدهم رحمه الله يقول له أبوه يابني اطلب الحديث فكلما سمعت حديث وحفظته فلك درهم يقول فطلبت الحديث على هذا شجع ولدك على حفظ القرأن على حفظ الثنة شجعة على الحفاظ على الصلوات وأعطه على ذلك أجرة وإعلم أن الأجرة التي تعطيه إياها هي أجراً ومثوبة لك عند الله تعالى

شريح القاضي رحمه الله كان له ابن صبياً في نحو العاشرة من عمره وكان ذلك الصبي يحب اللهو واللعب إفتقده يوماً فإذا هو تارك للصلاة تارك للمعلم الذي يحفظه القرأن لأجل أن يتفرج على لعبة كلاب فكتب شريح إلى المعلم رسالته يحثه فيها على تعليم ولده يقول : ترك الصلاة والكلب يسعى لها يبغي الهراشة مع الغواة الرجس فليأتينك غدوة بصحيفة كتبت له كصحيفة المتلمس فإذا أتاك فداويه بملامة أو عظه موعظة الأديب بكيس وإذا هممت بضربة فبضرة وإذا بلغت ثلاثة لك فأحبسه وإعلم بأنك ما أتيت فنفسه معنى يجرعنى أعز الأنفس

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يحثنا على تعليم الأطفال الأداب وعلى تحفيظهم كلام الله وكلامه عليه الصلاة والسلام ولا مانع من أن يكون لولدك مدرس خاص ولو كان ذلك بمقابل فما يأخذه ولدك من علم لا يقدر بثمن وهو في ميزان حسناتك يوم القيامة لذلك حث نبينا صلى الله عليه وسلم على تأديب الأطفال بأدب الإسلام إجتماعياً وسلوكياً وعبادياً لذلك قال يا غلام سمي الله لأن التسمية طاردة للشيطان ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان ليستحل الطعام الذي لم يذكر إسم الله عليه ولا مانع من أن تجهر بالتسمية أمام الأبناء تعليماً لهم

وها هي السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أكل أحدكم الطعام فليقل بسم الله فإن نسي في أوله فليقل بسم الله أوله وأخره ياغلام كل بيمينك ها هي ثنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يأكل بيمينه لذلك لما قال النبي لرجل كل بيمينك فقال لا أستطيع قال النبي صلى الله عليه وسلم لأستطعت فما رفعها إلى فيع بعد لأنه لم يأكل بيمينه من باب الكبر أما إن كان لا يستطيع الأكل بيمينه فإنه بذلك تكون اليد الأخرى هي تبع وليست الأصل

العلة في الأكل باليد اليمنى أن الشيطان يأكل ويشرب بشماله ومن أكل بشماله أو شرب بشماله أكل وشرب معه الشيطان

وصايا الرسول ، ياغلام كل من ما يليك أدب إجتماعياً نبوياً عظيم أن يأكل من ما يليه وأن لا تطيش يده في الصحيفة لأن ذلك يتنافى والمروءه لكن ذلك الأمر يختلف بإختلاف الأحوال فها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما دعي إلى طعام وقدم له الدباء كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الدباء فكان يتتبع الدباء من حول القصعة وكان الصحابة يطلبون بركة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا ضير فيه

الأداب الإسلامية كثيرة إما عن الأطفال أو مع الكبار لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على غسل اليدين قبل الطعام وبعده لأن ذلك بركه وحث عليه الصلاة والسلام على أن يتقي الشبه في الطعام لأن في ذلك استبراء لدينه وعرضه وحث كذلك على أن لا يسرف في الأكل لأن الله لا يحب المسرفين وحث كذلك أن يحسن في جلسته أثناء الأكل وأن يعظم الأكل وأن لا يذم مأكولاً قدم إليه وأن لا ينفخ في الطعام الحار أو الشراب الحر وأن لا يأكل منفرداً بل أن يكون الإجتماع على الطعام لأن في ذلك بركة عظيمة وأنه إذا أراد أن يأكل فعليه أن يأكل وفي نيته أن يتقوى على طاعة الله وأن يشكر الله تعالى بعد الطعام وأن يشكر صاحب الطعام ومن صنع الطعام ومن قدم الطعام وأن يدعو الله تعالى بعد الفراغ من الطعام وكذلك أن لا يعبث عند الأكل بفمه وأن لا يقدم إزعاجاً عند إستخدام الأطباق وأن لا يطيل في الجلوس على المائدة من غير حاجة

وصايا الرسول ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم من أكل طعاماً فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقني من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه أو يقول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين أو يقول الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفور ولا مودع ولا مستغناً عن ربنا إنها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأطفالنا أن نعلمهم ونأدبهم الآداب الإسلامية لكي يكون كل منا متأدب بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم

ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *