من ينسى صبرا وشاتيلا؟

من ينسى صبرا وشاتيلا علق فلسطيني بالقول من كثرة المذابح نسينا تواريخها وكان يشير إلى الذكرى الحادية والثلاثين لمذبحة مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان صبرا وشاتيلالبناني عجوز سأل بلهجة من لا يعرف هل جرى بشأن تلك المذبحة تحقيق دولي وبطبيعة الحال كان يمزح وإلا لاتهمه السامعون بالجنون أو لقذفوا في وجهه..

Share your love

من ينسى صبرا وشاتيلا؟

علّق فلسطيني بالقول: “من كثرة المذابح نسينا تواريخها”، وكان يشير إلى الذكرى الحادية والثلاثين لمذبحة مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، صبرا وشاتيلا.
 لبناني عجوز سأل بلهجة من لا يعرف: هل جرى بشأن تلك المذبحة تحقيق دولي؟

وبطبيعة الحال كان “يمزح”، وإلا لاتهمه السامعون بالجنون أو لقذفوا في وجهه حكمة أجدادنا العبقرية “إذا كان غريمك القاضي، فلمن تشكو؟”.

وطالما أن التاريخ لن يطوي صفحة تلك المذبحة التي ارتكبها الصهاينة وعملاؤهم على مدى ثلاثة أيام، من دون أن يحرّك العالم ساكناً، فإن دماء الضحايا ستبقى بانتظار انتزاع حقوقها من أفواه الوحوش، مهما طال الزمن.

قبل عشر سنوات تقريباً، أحيا حقوقيون في بروكسل القضية ورفعوا دعوى ضد رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرييل شارون، الذي كان وزيراً للحرب في الكيان عند اجتياح لبنان وارتكاب المذبحة، حيث أدانته، ورئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن، لجنة تحقيق “إسرائيلية” بالمسؤولية السياسية عن المذبحة، واستقال الاثنان في تخريجة تتقنها “إسرائيل” لعلّها تنهي الملف عند تلك النقطة.
في ذلك الوقت، أبدى القيادي اللبناني إيلي حبيقة استعداده للذهاب إلى بروكسل لتبرئة نفسه والشهادة ضد شارون، لكنه فقد حياته في تفجير سيارته بعد فترة وجيزة.

لكن جولة بروكسل تلك، انتهت بعد ضغوط “إسرائيلية” وغربية فرضت على بلجيكا تعديل قوانينها وإخراج قضية المذبحة من دائرة اختصاص قضائها.

القضاء الدولي خارج نطاق الاختصاص أيضاً طالما أن الضحايا عرب والجلادون صهاينة.
وهو يصبح قيد الاختصاص حين يتعلق الأمر بشخص واحد يمكن توظيف دمائه في تحقيق أهداف سياسية. الشخص الواحد المعني بالاختصاص لم يكن الرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي اغتيل بالرصاص وما زالت قضية اغتياله “لغزاً”، ولم يكن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي تؤكد معطيات كثيرة اغتياله، ولا هو الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين أو ياسر عرفات أو الزعيمة الباكستانية بنازير بوتو، وهؤلاء كلّهم وغيرهم رحلوا بطريقة تثير شكوكاً كثيرة بوجود وقائع اغتيال سياسي.

“صبرا وشاتيلا” في ذكراها الحادية والثلاثين ستبقى قنديلاً تضيئه دماء آلاف الشهداء، فالدماء لا تعترف بالزمن ولا يجففها التقادم إلا إذا فرّط “أولياء الدم” بحقوق الضحايا.
الدماء التي تروي أشجار الذكرى هي ذاتها التي ترسم وصمة خزي وعار على جبين الأدوات الإجرامية المنفّذة والحماة والداعمين.

المذابح لا تبدّد قضية شعب مناضل، طالما أن أبناءه بقوا موحّدين ومتمسّكين بقضيتهم ولم يتنازلوا عن حقوقهم. لكن الفلسطينيين في هذه المرحلة يستبد بهم انقسام معيب ومهين لتاريخهم، وخادم لعدوّهم المتربص، ومدمر لأحلامهم ومحطم للبوصلة التي تشير إلى أهدافهم الوطنية والقومية.

إذا كان الجلادون يريدوننا أن ننسى فما علينا سوى أن نتذكّر، ليس لأن الذكرى نغم تعزفه أنامل الحياة على أوتار القلوب، بل لأن الذكرى هي الشرط الوحيد لكي تروي الدماء شجرة حقوق الضحايا، وما دام الزمن دوّاراً وعلى الباغي تدور الدوائر، يجب أن يبقى الدم زاداً للذكرى، حتى إذا دارت الدائرة وجد الضحايا من يستعيد حقوقهم.

وفي هذه المناسبة ينبغي على أبناء الشعب الفلسطيني نبذ الانقساميين واستعادة وحدتهم الوطنية حتى يكونوا جاهزين لقطف ثمار الدورة الوشيكة للزمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخليج الإماراتية
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!