تعرف على مهنة النبي ابراهيم ومهنه والده ، في الذكر الحكيم جزء كبير عن حرف ومهن الأنبياء، حياتهم، ونصيبهم من الزواج، رسالاتهم، ومعجزاتهم، وكيف كانت خاتمتهم. ومن أبرز ما يتم قصه هو العمل في حياة الأنبياء، وما امتهنه كل نبي في حياته، وكيف كان لمهنته نصيب من دعوته لعبادة الله الواحد الأحد وفي مقالنا الآتي من موسوعة نتحدث عن حرفة ومهنة النبي إبراهيم .
مهنة الأنبياء
لم يخلق الله البشر في هذه الحياة الدنيا إلا لعبادته، وللعمل لتعمير هذا الكون. ولكي تكون لله كلمة على أهل الأرض بُعث الأنبياء والرسل بكلمة الله ورسالاته من البشر أنفسهم، وكذا أتوا بالمعجزات لتوكيد إرادة الله، وسن قوانينه، والإيمان به وتوحيده والامتثال له.
ومن رحمة الله عز وجل أن أرسل الأنبياء والرسل بشراً يدعون لوحدانيته، وُلدوا بأُسر، وامتهنوا عملاً، وكون أغلبهم الأسر، وتعرض أغلبهم لهجرة قومه، أو السفر إلى أرض أخرى.
وكان للعمل نصيب بحياة كل منهم، فنجد منهم من عمل برعاية الغنم، ومن عمل بالحدادة، ومن عمل بالنجارة، ومن عمل بالحياكة أو الخياطة، وهناك من عمل بالتجارة.
وكان من الحديث الشريف ما ورد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال”ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم” فقد كانت المهنة الوحيدة التي عمل بها كل الأنبياء.
مهنة والد سيدنا ابراهيم
كما ذكر الله عز وجل في محكم آياته، أن (آزر) والد سيدنا إبراهيم عليه السلام قد امتهن صناعة الأصنام، فكان هو نقطة البداية بالنسبة لدعوة إبراهيم بترك عبادة الأصنام وعبادة الله الواحد الأحد.
يقول الله تعالى في محكم آياته بسورة مريم ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) )
اعمال سيدنا ابراهيم عليه السلام
بدأ الأمر مع نبي الله وخليل الله إبراهيم عليه السلام برفع الفأس وتحطيم الأصنام تحدياً في قومه، خاصة بعد أن توقر الإيمان بوحدانية الله في قلبه.
يقول الله تعالي في محكم آياته بسورة الأنبياء ( وتا الله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين، فجعلهم جذاذاً)
وبعد الزواج والسعي مع السيدة هاجر وابنهما نبي الله إسماعيل، عملا معاً في بناء الكعبة، وهذا ما ذكره الله عز وجل في سورة البقرة بقوله عز وجل (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).
ثم رفع إبراهيم عليه السلام الآذان لجميع البشر يأتون من كل حدب وصوب للحج ببيت الله الحرام ، وهذا ما ورد ذكره في سورة الحج فقال الله عز وجل (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
إذن فقد عمل سيدنا إبراهيم علي السلام بناءً، يشاطره في ذلك ولده إسماعيل عليه السلام، ثم كان أول من رفع الآذان من الكعبة.
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام قد طلب أن يُدفن بمغارة المكيفلية هو وعائلته، وهذه المغارة موجودة بقطعة أرض زراعية في قرية حبرون بمنطقة الخليل بفلسطين. وبالفعل قد دُفن فيها جسد النبي الشريف هو وزوجته سارة وابنه اسحق، والنبي يعقوب وزوجته.



