نعرض لكم اليوم موضوع تعبير عن الامانة وهي واحدة من أهم الصفات التي يجب اكتسابها، وإكسابها لجميع الأجيال القادمة؛ فهي أصل جميع الفضائل الإنسانية، والصفات الأخلاقية المحمودة التي وصى بها الإسلام، ويكتسب الإنسان هذه الصفة من خلال مراقبة الله سبحانه وتعالى في جميع الأفعال، والأقوال التي تصدر عنه، كما أن تربية الأسرة لها أكبر الدور في ظهور صفة الأمانة لدى الأطفال، وتعاملهم مع جميع الأشخاص خارج إطار أسرتهم، وفي جميع المواقف المختلفة التي تطرأ عليهم في حياتهم فيما بعد، فالتنشئة القويمة هي أساس الأخلاق الحسنة، وعلى موسوعة نُقدم موضوع عن الأمانة، تابعونا.
موضوع تعبير عن الامانة
الأمانة تأتي من أَمُنَ، وهي تشمل العديد من المعاني المعنوية، والدلالات؛ فتُعطي معنى الثقة، والصدق، والصراحة، والكثير من القيم الإنسانية الأخلاقية النبيلة، فهي من الصفات المحمودة التي يجب أن يتحلى بها الفرد.
هذا بالإضافة إلى وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمانة في عدد كبير من أحاديثه الشريفة التي وردت في سنته.
وللأمانة أنواع عدة، منها الأمانة العلمية، والأمانة العملية، وأمانة المال، وأمانة العلاقات الإنسانية، والأمانة الدينية، والأمانة التربوية، وغيرها.
فالأمانة من صفات المتقين القريبين من الله تعالى الذين يُرقبونه في جميع أفعالهم، وحتى في تفكيرهم؛ وعلى عكس هذه الصفة يكون المنافقين الذين يدعون الفضيلة، وهم لا يملكونها في الأساس، والذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ويقولون عكس ما يفعلون؛ وهؤلاء تجتمع فيهم جميع الصفات المذمومة من الخيانة، والكذب، والرياء، والاعتداء، والغرور، والظلم؛ فهؤلاء من طمس الله تعالى قلوبهم، وزين لهم أعمالهم التي يتجبرون بها على من حولهم، وهؤلاء من يرون الباطل حقًا ويتبعونه.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ”. حديث صحيح ورد في صحيح البخاري.
وفي هذا الحديث يوضح النبي صفات الشخص المنافق فهو خائن لا أمانة له، وحديثه كاذب، ولا وعهد له، وفي خصامه فجور واعتداء.
وقد أظهر الحديث أن خيانة الأمانة من صفات المنافقين المذمومة التي نهانا عنها الدين الإسلامي.
موضوع الامانة في الاسلام
حذر القرآن الكريم في العديد من الآيات من العدول عن اتباع الأمانة؛ فالأمانة تنشر السلام في المجتمع الذي تتواجد به؛ لأنها توضع الأمان في العلاقات بين الناس، وتُنشئ الثقة فيهم فيُصبح الطالب واثق من أنه سوف يتلقى العلم الصحيح، وفي أنه سيجد ثمار ما قدم من بذل ومجهود، ويُصبح العامل آمن على عمله، ويُصبح صاحب العمل آمن على إنتاجه، ويتلاشى التشاحن، والكراهية بين الناس لوجود الثقة، والإخلاص في علاقاتهم.
وعلى النقيض تمامًا فإن غياب الأمانة بين الناس في أي مجتمع يشيع بينهم الأعمال الخبيثة الدنيئة، ويشيع أيضًا المكر، والضغائن، والمكائد؛ مما يُدمر المجتمع الذي تتواجد به هذه الصفات، وينهار لعدم قدرته على ردع هذه الصفات، واستئصالها من المجتمع.
قال الله تعالى:”وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)”. سورة البقرة.
في الآية السابقة أمر من الله تعالى لعباده بضرورة اتباع الأمانة، كما ربطت الآية وجود صفة الأمانة بتقوى الله تعالى، وأن من يؤدي الأمانة فقد التزم بتقوى الله سبحانه وتعالى، كما ربطتها بالشهادة، وقول الحق أيضًا، وعدم كتمانها.
ويرجع أيضًا سلوك الأمانة، والتقوى، ومراقبة الله تعالى إلى التنشئة السليمة من الأسرة، وتربيتها للفرد؛ فالشخص الذي يتربى على ضرورة التصرف بسلوك الأمانة، والصدق يُصبح شخصًا أمينًا في جميع المواقف التي يُوضع بها، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعرف بلقب “الصادق الأمين” قبل البعثة؛ الأمر الذي سهل بعض الشيء في دخول الناس في الدين الإسلامي؛ فكيف لهذا الشخص الأمين الصادق أن يكذب، أو يدعي أنه نبي.
وعلى هذا يكتسب الشخص الصادق صفة الأمانة فهما مقترنتان متلازمتان ببعضهما البعض؛ فالصادق لا يخون، والأمين لا يكذب، وباكتساب هذه الصفات يُصبح العالم مكانًا هادئ يشيع فيه الأمن، والأمان على النفس، والمال، والعمل، والمجهود.



