لعل من أهم الأمور والأكثر ضرورية في حياة الإنسان لضمان استمرار حياته متناسقة قوية، هي المسؤولية والإلتزام، فهي أساس الحياة الإنسانية لكل من الفرد والجماعة، وتكون متمثلة في المهام المنوطة به سواءاً جهة معينة أو شخصٍ ما أو المجتمع ككل.

للقيام بكل الواجبات التي تكون مطلوبة منا نحن الأفراد أهمية كبيرة في حياتنا، وأهم ما هو مطلوب من الأشخاص أمام الله في هذه الأرض التعمير في الأرض بالعبادة والتكاثر وعمل ما هو جيد ومفيد لهذه الأرض، فقد قال تعالى” وما خلقت الجسن إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون”، فلكل منا مسؤوليته في كل نواحي الحياة سواء أمام الله عز وجل أم أمام رب العمل أ العائلة والأصدقاء، لكي ينال كل ذي حقٍ حقه.

ومن خلال مقالنا لابد لنا أن نتعرف على مفهوم المسؤولية والإلتزام والتعهد، وما هي الفوائد التي تعود علينا من تحمل المسؤولية والإلتزام بها، وما هي أنواع المسؤولية،وما الأركان التي تقوم عليها.

مفهوم التعهد والإلتزام والمسؤولية

المسؤولية والإلتزام هي مقدرة الإنسان على تحمل كل النتائج من الأفعال التي يقوم بها، مع علمه السابق بالنتائج التي قد تصل لها، فهي الشعور الأخلاقي الذي يجعل الإنسان يتحمل نتائج أفعاله، سواءاً أفعال جيدة أم سيئة.

وفي معجم اللغة المسؤولية هي المعنى الجامع لكل لأنواع الإلتزام من الشخص بما يصدر عنه من الأقوال، والأفعال، وقد قسمها العلماء إلى أنواع المسؤولية الدينية والمسؤولية الأخلاقية، والمسؤولية الإجتماعية.

وقيل فيها أيضاً هي صفة الشخص الملازمة له، فيكون واعياً ومدركاً ومسؤولاً، عن تصرفاته سواءاً كانت أفعال أو أقوال، ويتحمل نتائجها، ويحاسب عليها خيراً كانت أم شراً، ويتحمل نتائج الإلتزامات كشخص مسؤول.

أنواع المسؤولية

تنقسم لثلاثة أنواع حسب ما وصل له العلماء

  • المسؤولية الدينية، وهي تُعبر عن إلتزام الإنسان بفعله للأوامر واجتناب النواهي، وتحمله العواقب الدينية من جزاء ومصير.
  • المسؤولية الأخلاقية: وهي شعور الشخص في ضميره تحمل آثار ما قد يصدر عنه.
  • المسؤولية الإجتماعية: تكون متمثلة في قبول المرء التقاليد والعادات للمجتمع والإلتزام بها، وهي تُشكل نوعاً من الإهتمام والمشاركة والتفاهم من قبل الفرد لشؤون مجتمعه.

فوائد التحمل للمسؤولية

لعل من أهم ما يعود على الفرد من نتائج مفيدة له جراء تحمله للمسؤولية ما يلي:

  • يكتسب الفرد الإحترام الذاتي، من خلال قبوله تحمل المسؤولية تجاه الأمور التي يقوم بها، فيؤدي به إلى الشعور الجيد.
  • يحصل على إحترام الآخرين، من خلال عدم إلقاء اللوم أو المسؤولية عليهم، في أمور كثيرة.
  • يحصل على مزيد من العمل والمهمات، يقبل أن يتمل المسؤولية في عمله، وفي منزله، ويعود ذلك عليه بثقة الآخرين به.
  • يكتسب مهرة في القدرة على صنع التغير، من قبوله للمسؤولية التي تؤدي به لإكتسابه القدرة على تمييز الأمور الجيدة له من الأمور السيئة، فيؤدي به لإحداث تغييرات إيجابية في سلوكه، وفي حياته ككل.
  • تُشعر بتحمل الأمانة أمام الخالق أولاً، والناس ثانياً.
  • يحرص على الإخلاص في عمله، ويستمر فيه.
  • تُقوي البنيان للدولة وتحميها من التصدع.
  • تخلق القيم الذاتية للإنسان في مجتمعه.

أركان الإلتزام والتعهد والمسؤولية

تقوم المسؤولية على العديد من الركائز الرئيسية ومنها:

  • الرعاية: وهي الإهتمام بالآخرين،وإظهار الرحمة لهم، والحَنان تِجاهُهُم، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، كما حال الحاكم والمحكوم، والرجل والمرأة، وأيضاً الوالد والولد، وغيرهم الكثير.
  • الهداية: من الأجزاء المهمة التي تقوم عليها المسؤولية، فهي جزء من تحمل المسؤولية تجاه الآخرين، فهي عبارة عن تقديم النصائح والإرشاد نحو قيم اجتماعية سليمة، ودعوتهم للخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويكون الأنبياء- عليهم السلام – هم القدوة المثلى.
  • الإتقان: فهو أروع الصور للتعبد والتقرب لله، يحب الله عباده متقنين لأعمالهم، على أفضل وجه، وإنهائها على أكمل وجه وصورة، ومراعاة مراقبة الله أولاً، والضمير ثانياً.

فالمسؤولية والتعهد والإلتزام بالواجبات المنوطة بنا، هي السبب الرئيسي في امتلاك الشخص السيطرة على نفسه ومن حوله، سيطرة سليمة وفي إطار اختيار القرارات السليمة، ويكتسب من خلالها احترام وتقدير الذات، وأيضاً يصبح متحلياً بالشجاعة والثقة بالنفس.