موضوع عن الالقاء والارتجال ، فنا الإلقاء والارتجال من أقدم الفنون التي عرفها البشر، ومن أبرز من اشتهروا ببراعتهم في هذين الفنين، هم العرب، فدائمًا ما تميزت شبه الجزيرة العربية قديمًا بإقامتها للأسواق الأدبية التي تستعرض فيها ما تمتلكه كل قبيلة من مهاراتها في الإلقاء، والارتجال فيما يُسمى “بفن الخطابة”، وفي هذا المقال تُوضح موسوعة علاقة هذين الفنين ببعضهما، وأهم مقوماتهما، ومقومات الشخص المتحدث، فتابعونا.
موضوع عن الالقاء والارتجال
العلاقة بين الإلقاء والارتجال
الإلقاء والارتجال هما فنان وثيقا الارتباط ببعضهما البعض؛ فالارتجال في الإلقاء يعد من أهم مقومات نجاح الخطبة التي يلقيها الشخص على الحضور.
والتحضير الجيد قبل إلقاء كلمة ما، أو خطاب على جمع من الناس يتنافى تمامًا مع فن الارتجال، فالارتجال يعتمد على حصيلة المعلومات التي يمتلكها الشخص المتكلم حول موضوع معين؛ ولذلك لا يمكن أن يقوم أي شخص بالتحدث أمام جمعٍ من الناس بدون الاختيار الدقيق له، والارتجال في الإلقاء ما هو إلا “فن الخطابة”؛ فالخطبة تُلقى ارتجالًا دون قصد، أو تحضير مُسبق لها.
أصل الإلقاء والارتجال
اشتهرت العرب في العصر الجاهلي بالتميز البارز في فن الخطابة، فكانت تُعقد سنويًا أسواق الأدب، والفكر؛ وذلك لاستعراض مهارات الارتجال، والإلقاء في شبه الجزيرة العربية في اثنين من أشهر أسواق الخطابة في الأدب العربي العظيم، وهما سوقيّ عكاظ، وذي المجاز.
وعندها كانت تتنافس القبائل العربية القديمة فيما بينها لاستعراض براعتهم في القيام بالإلقاء دون تحضير مُسبق لما سيقولونه، فكانت كل قبيلة تقدم أمهر الخطباء لديها للفخر به على جميع القبائل الأخرى، ومن أشهر خطباء العصر الجاهلي، هما: قص بن ساعدة الإيادي من قبيلة بني إياد، وأكثم بن صيفي التميمي من قبيلة بني تميم.
فكان لكل منهما ما يميزه من مقومات الإلقاء، والارتجال، ومن مقومات الخطيب البارع، والتي نحن بصددها الآن.
مقومات الإلقاء والارتجال
أركان الخطبة
تتكون الخطبة من عدة أركان رئيسة، وهي:
- المقدمة.
- فصل الخطاب بكلمة “أما بعد”.
- العرض، وهو عرض الموضوع.
- الخاتمة.
مقومات الخطبة
- يجب على أسلوب الخطبة أن تكون قريبة من المستوى الفكري والاجتماعي للمستمعين.
- أن تكون ألفاظ الخطبة واضحة، وتكون وسطية بين الجزالة، والسهولة، ولا يجب على ألفاظ الخطبة أن تكون ركيكة، أو قريبة من العامية.
- موضوع الخطبة يجب أن يأتي على قدر العلم، والثقافة الذي يتحلى به الحضور المستمع للخطبة.
- يجب أن تتميز مقدمة الخطبة بالتشويق، والترغيب في الاستماع إلى موضوع الخطبة.
- يجب عرض موضوع الخطبة بطريقة صحيحة تدفع الملل عن المتلقي.
- وفي الخاتمة يجب أن يتم الجمع بين جميع عناصر الخطبة، وأفكارها بشكل موجز من شأنه أن يذكر المستمعين بما تم إلقائه عليهم من الكلم؛ وذلك لأن الخاتمة هي آخر ما يعلق في أذهانهم.
مقومات الخطيب الناجح
- يجب أن يكون الخطيب على قدرٍ عالٍ من الثقافة، والمعرفة، والعلم؛ فالخطابة تعتمد على فني الارتجال، والإلقاء؛ ولذلك لا يمكن لأي شخص أن يقوم بإلقاء الخطبة بدون امتلاكه لقدر كافٍ من الثقافة، والعلم.
- على الخطيب أن يقوم بالتنويع بين الأسلوبين الخبري، والإنشائي؛ فمن شأنهما أن يدفعا الملل عن المستمع، وذلك بأن يقوم بطرح سؤال، أو استخدام أساليب التعجب باختلاف صياغتها، ومنها ينطلق إلى تقرير الفكرة التي يتحدث عنها؛ الأمر الذي يعمل على إثارة ذهن المستمع، وانتباهه؛ مما يحقق أهداف الخطبة.
- على الخطيب أن يسلم من أي عيب من عيوب النطق.
- الثراء اللغوي يعد من أهم مميزات الخطيب، فالتمتع بقدر وفير من المفردات اللغوية يعمل على دعم فِكَره، وتعزيزها، ويكتسب الخطيب هذا الثراء عن طريق كثرة قراءته في مختلف المجالات.
- على الخطيب أن يقوم بالتنويع بين درجات صوته؛ وذلك حتى يتمكن من إيصال الإحساس، وإقناع فكرته.