موضوع عن الامانه ، إذا ضُيعت الامانه فانتظر الساعة، فالامانه عنوان على صلاح المجتمع وسلامته من الامراض الاجتماعية، فهي دليل على سلامته من الطمع والجشع والغل والحقد، وعلى اتباع الناس لدينهم، وتفضيلهم الآخرة على الأولى، فإذا ضاعت الامانه كان ذلك دليلًا على قرب قيام القيامة، لأنها لا تقوم إلا على شرار الناس، ولمزيد من التفاصيل حول موضوع عن الامانه تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.
مقدمة موضوع عن الامانه
الامانه من الأخلاق التي يعد التحلي بها واجبًا على كل مسلم ومسلمة، فالامانه تعني الثقة، والاطمئنان، فماذا يحدث إذا استغل شخص ما ثقة إنسان فيه، فقام بما فيه ضرره رجاء مصلحته الشخصية، لا بد أن عقاب ذلك أليم عند الله تعالى، لذلك كانت الامانه من أثقل ما قد يحمله الإنسان، يقول تعالى: “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”{الأحزاب- 72}.
أهمية الأمانة
- صفة من صفات المؤمن الحق، وعلامة على كمال الإيمان، يقول تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُوْنَ”{المؤمنون- 8}، والأمانة تشمل كل ما في حياة المسلم، فلها صور عديدة نشير إليها، وقد كانت صفةً من الصفات التي اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت دليلًا على صدقه، وهي وسيلة لحفظ الحقوق دون الحاجة إلى ضمانات في علاقات أساسها الثقة والمحبة والمودة.
- وهي وسيلة لضمان بقاء المجتمع واستمراريته، فلو ضاعت، لما استطاع أي شخص أن يتم أي معاملة مع غيره، لانعدام الثقة التي هي أساس المعاملة.
- كما تُعد وسيلة لنيل رضا الله، ورضا الناس وحبهم، ورضا النفس، وإحساسها بالراحة إذا ما هي أدت الأمانة، فلا يمكن إرضاء الضمير إلا بإرضاء الله تعالى.
أنواع الأمانة
- الأمانة تدخل في كل أمر من أمور الحياة عند المسلم، فهناك أمانة مع الله تعالى، بأداء العبادات، واتباع الأوامر واجتناب النواهي.
- وهناك أمانة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكون بإحياء سنته، وفعل ما يرغبه، والصلاة عليه والدفاع عنه، والصدق في التبليغ عنه.
- وهناك أمانة مع العباد، وتكون بحفظ أموالهم، وأعراضهم، في المعاملات المادية والمعنوية، وتكون ذلك بالنصح لهم بما يرضي الله ورسوله، وأمانة معهم في كل المعاملات كالشهادة والقضاء.
- وهناك أمانة مع النفس، وتكون بحفظ النفس من كل مكروه وسوء، ومن المعاصي وما يغضب الله تعالى.
الامانه في الاسلام
الأمانة من الصفات المحمودة في الإسلام، كذلك هي من الأشياء الثقيلة، وقد وردت فيها آيات كثيرة، وأحاديث شريفة، حيث:
آيات عن الأمانة
هناك العديد من الآيات التي تحدثت عن الأمانة، إذ يقول الله تعالى:
- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ {النساء:58}.
- ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 8 – 11].
- ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26].
- “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”{الأحزاب- 72}
- ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾ [المعارج: 32 – 35].
حديث عن الامانه
ووردت كذلك العديد من الأحاديث، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:
- “لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ”.
- “أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ ، فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا : حِفْظُ أَمَانَةٍ ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ”.
- “مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا ، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا ، أَتْلَفَهُ اللهُ”.
- “ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ ، وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ”.
خاتمة عن الامانه
إن الأمانه خلق عظيم بل هي من أصل الأخلاق، فهي تتعلق بأمور العباد الدينية والدنيوية، لذلك كانت مما وصى به الله تعالى ورسوله، وهي ثقيلة لا بد أن يأخذها المرء بحقها، ولكن كلما ثقل العمل زادت المكافأة، فاتقوا الله عباد الله، وكونوا من عباده المخلصين.
كان ذلك حديثنا على موسوعة. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.