‘);
}

البلد الحرام

يُقصَد بالبلد الحرام مكّة المُكرَّمة، أو الحَرَم المكّي، وقد يُقصَد به في بعض الأحيان المسجد الحرام، ونستدلُّ على ذلك من قول ابن القيِّم -رحمه الله-: “المسجد الحرام يُراد به في كتاب الله ثلاثة أشياء: نفس البيت، والمسجد الذي حوله، والحرم كُلّه”.[١] وهي البُقعة التي وُلِد فيها أشرف الخَلق، وخاتم النبيّين، محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي أحد جبالها نَزَل عليه الوحي، كما أنّها تضمُّ أعظم مسجد في الإسلام، وهو المسجد الحرام، والذي يضمُّ في وسطه الكعبة المُشرَّفة، قِبلة المسلمين في صلاتهم، ومن الجدير بالذكر أنّ البلد الحرام يحتلُّ مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 850كم²، منها مساحة مأهولة بالسكّان تُقدَّر بحوالي 88كم²،[٢] ويُقدَّر عدد سُكّان المدينة وِفق إحصائيّات عام 2018م بحوالي 1,967,094 نسمة،[٣]

الموقع الجغرافيّ للبلد الحرام وأهمّيته

تقع مكّة المُكرَّمة، أو البلد الحرام في المنطقة الغربيّة من المملكة العربيّة السعوديّة، على منطقة يصل مُتوسّط ارتفاعها نحو 277م عن مستوى سطح البحر، وهي مُحاطة بعدد من القِمَم الجبليّة المُشكِّلة لسلسلة جبال السراة التي تُطِلُّ مباشرة على ساحل البحر الأحمر، وهذه القِمَم هي: جبل أبي قُبيس، ويبلغ ارتفاع أعلى قِمّة فيه نحو 1220 قَدَماً، وجبل أجياد، ويرتفع نحو 1332 قَدَماً، وجبل قعيقعان بارتفاع نحو 1401 قَدَماً، وجبل حِراء الذي يضمُّ غار حِراء الذي كان يَقصِدُه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل أن يُصبح نبيّاً، ويبلغ ارتفاع هذا الجبل نحو 2080 قَدَماً، وفي الجنوب يقع جبل ثور الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 2490 قَدَماً. وقد حَظِيَ البلد الحرام بأهمّية، ومكانة عظيمة عَبر تاريخه العريق؛ وذلك بحُكم موقعه الجغرافيّ المُتميِّز؛ فقد كانت مكّة المُكرَّمة مَحطّة رئيسيّة على طريق القوافل القديم الذي يصل بين جنوب الجزيرة العربيّة، والشرق الأوسط، وشرق أفريقيا، ومناطق جنوب آسيا، كما مَثّلت مكّة المُكرَّمة أيضاً مَحطّة في منتصف الطريق بين مَأرِب في الجَنوب، وعاصِمة الأنْباط (البتراء) في الشمال.[٤]