موضوع عن السلام من أكثر الموضوعات الشائكة والهامة في عصرنا المعاصر، ذلك بسبب الأحداث الكثيرة التي أضحينا نراها بسبب التعصبات الطائفية والعدوانات البشرية ضد فئات وأقليات تخالفها في حرية الاعتقاد والتدين والمسكن وغيرها.
السلام العالمي والإنساني، هو موضوع يمس أمن و ضرورة قصوى للمعيشة البشرية صغيرها وكبيرها، فبدون سلام يتزعزع الامنن وبدونه لا تنميات ولا تطويرات.
وكل ما سيوجد هو عبارة عن خراب وتدمير لأي إنجاز وبالتالي تظل الصراعات قائمة ولا يخفى على أحد ان هذا سيهلك الحرث والنسل بل يعني إبادة شاملة لهبة الله للناس على الأرض من أسباب سعادة الدارين.
السلام أن يعني تأقلم وتوزافق، سكينة وأمان لكل الطائفة البشرية بمختلف أصنافها، لا يحارب فيها أحدا أحد، ولا يظلم فيها شخص غيره مهما كان صغيرا أو كبيرا، ولكن هذا لا يعني أن ستنعدم الاحتكاكات البسيطة، فقد قدر الله تعالى أشياءا وأمورًا من أجل معاقبة الطغاة دنيويا وأخرويا، و قدر أمورا حتى يختبر فيها المؤمنين والصابرين، فلطائفة عقابا أليم، وللأخرى النعيم بعد المشقة والخلود بعد الفناء والسعد الأبدي بعد الصبر على الابتلاء.
عندما نكتب موضوع عن السلام:
ينبغي أن نفهم طبيعة السلام، ومتطلباته التي تنبغي أحيانا التعامل الغليظ مع الطامعين والشدة عليهم ومنعهم من الطغيان، وكذلك وأد الفتن ومصدريها ومثيريها، حتى تخمد نيران العداوات و الحروب و بالتالي نتقدم خطوة كبيرة في طريق السلام، ونحن في ذلك لا ينبغي النظر إلى مجرد البشر المتواجدن حاليا، فالأمر أعمق من هذا ويمتد لأجيال تنشأ بذورها بين أيدينا في صغارهم شعلى البناء المستقبلي.
يضاد السلام الحرب، وعلى التناقض منه على الدوام، فالحروب مخربة مهلكة مفسدة ومسيئة وزاهقة أرواح و طاغية أنفس، ولا يمكن أن يكون بها استقرار أو أمن يمكن به التعمير وإنجاز أي شيء بخلاف السلام الذي هو أساس حياة وبناء وتكامل وأرباح على كافة المستويات.
لا يشجع الحروب إلا ذوي الأنفس غير المستقرة الفاسدة التي مرضت وعجزت عن الشفاء فارتأت تعذيب الغير لعدم حصولها على سلام ذاتي يسمح بترك السلام يهنأ به الأخرين كذلك، والحق إن السلام ليس هبة شخصية من إنسان لأخيه مهما كانت سلطته أو اقتصادياته ونفوذه، بل هو هبة إلاهية للجميع بلا استثناء يتساوى فيه المخلوقات جميعها إنسيها وحيوانها وجمادها،عاقلها وغير عاقلها.
والسلام أضحى أنواعا رغم أنه بالأصل كل متكامل يتوغل داخل الأجزاء، ويشعر به كل من وجد بهذا العالم، فأصبحنا نرى مصطلحات عن السلام النفسي أو الذاتي، السلام الاجتماعي، السلام الدولي، جائزة السلام وغيرها.
لا ينبغي إهمال أسباب الحروب عند كتابة موضوع عن السلام أو تعبير عنه، فهو العنصر الذي إذا غاب حل بغيابه السلام، وأسبابها أمور تتنوع بين ما هو ضروري لأجل السلام وما هو غير ضروري ولا يعد مبررا للعدوان الحربي على الغير، من هذه الأسباب مثلا:
- الحرب غير ضرورية ومستقبحة بل ومحرمة في حالات الاعتداء على الحريات العقائدية غير المتدخلة بالشئون الخاصة لغيرها، ولا المعذبة للطوائف الأخرى.
- كذلك هي محط تحريم وتجريم شديد في حالات العدوان على الاقتصادات الخاصة بالشعوب ومقدراتهم الموهوبة لهم ربانيا في مناطق عيشهم الجغرافية والتضاريسية.
- الحرب تباح في حالة نصرة التحالف القائم على حفظ الحقوق الإنسانية لجميع الأطراف البشرية، كما في حالة التوازن بين الأديان والحريات الفكرية والحق في الوطن والتعايش الأمن مع الغير وعلى الأرض، وهذا يعني ان تحالفات الظالمين المعتدين على غيرهم لأيي سبب لا تعد مباحة بل هي الإجرام بعينه الذي ينبغي التصدي له.
- الحرب للضرورة مباحة لمن يريدون استقرارهم وحريتهم، أي دفاعا عن استقلالهم وكرامتهم وحقهم الإنساني المفطورين عليه.
- الحرب مهمة لإزالة الطغيان والفساد وليس لنشرهما، كما أنها ينبغي أن تضبط بضوابط لا تطال منها الأبرياء تحت أي مسمى.
- الفتن المؤدية للحروب تعد حربا بحد ذاتها وهي جريمة أيضا سواء كان هذا على قطاع عالمي بين الدول، أو بين طوائف أو بين قبائل أو بين أسرأو بين أفراد.
- غياب التربية القائمة على الحق والتدين وحفظ الحقوق ومعرفة الواجبات بلا تحيز ولا عنصرية ولا تفكير تطرفي من أسباب زيادة العنف في المجتمع، وهو بذرة الصراع والحرب داخليا وخارجيا.
- الأفكر المرضية المادية البحتة، والنزعات السيطرية والقهر المنتشرة داخليا مع ثقافات القوي والضعيف والخرافة عناصرمتداخلة مع غياب السلام في أي مجتمع، ولهذا تلحظ أن بعض المجتمعات تسهل انقساماتها بسبب أفكار قد لاتكون ذات صلة بواقع معيشتهم على الأرض، أو بسبب رغبات انتقامية ولدتها الفكروالتربية المحطمة بسبب المشكلات الداخلية للدول والهيمنة العالمية الطبقية لدول الأموال المنهوبة.
- ثقافة السباب وأسلوب الاعتقال والقهر يخلق مواطنين عدوانيين وإجرامييين، وكذلك الفقر والتقسيمات الرأسمالية، وتصنيع السلاح، وانعدام التكافؤ في فرص العمل والوساطة النفوذية في التوظيف وإرهاق الشباب وفساد وغياب التعليم
- تراجع التدين الإسلامي الصحيح والتربية عليه بل ومحاربته في أرضه وأهله الزاعمين الانتماء له أكبر أسباب الأمراض النفسية المؤدية للبذور المنبتة للحروب الداخلية وإن كانت بلا سلاح ظاهر.
- رغبة الدول التسلحية العسكرية في عدم تنافس أي دول أخرى لها في موضع الهيمنة العالميةن وبالتالي تبدأ بالهجوم العسكري كوسيلة لإفقار وإخضاع وتدمير الخصوم بغض النظر عن طبيعة ديانتهم أو أشكالهم، ويساعد في ذلك االمسئولين الجبناء محبي السلطة في بلاد الخصوم.
كيف نجعل السلام ينتشر في الثقافة العامة للشعوب؟
- ترك الحرية للدعاة والمناقشة القائمة على العدالة في التوقيت لكل المتناقشين لإثبات وجهات النظر دون تطرف، مع حرية التساؤل دون تخويف عسكري أوأمني أواعتقالات أوما شابه للأطراف المتناقشة أومن يتبنى وجهة نظر أي منهم.
- ترك الحرية لكل دولة لوضع مناهج التعليم فيها وفق الدين الأساسي للدولة بلا تدخل خارجي خفي أوظاهر.
- إصلاح التعليم بهدف توفير كفاءات بشرية تستحق العمل المرتفع الآجر، وعدم وضع عراقيل عليه بأي شكل.
- محاربة الخرافة وترك مساحات حرة للكتاب والمفكريين المستندين على قواعد دينية وأخلاقية فطرية سليمة غيرهادمة ولا تؤدي لإفساد صحي أومجتمعي لتوعية الناس ومحاربتهم للخرافة المنتشرة بينهم.
- نشرأهمية السلام في التعليم وتطبيقه سلوكيا بين الكباروالصغاربإشراف متخصص أسري وتعليمي بين الأسروفي المدارس.
- ومحاربة الخرافة والجهل والأمية التعليمية بإنشاء فصول لتعليم الكبارمع توظيف الخريجين المؤهلين في هذه الفصول وإجراء اختبارات حقيقيةغير مزيفة للمتعلمين الكبار فيها، وكذلك فصول معالجة التسرب المدرسي بأسعار مخففة أومجانية.
- إصلاح الإعلام المرئي الرسمي وحيادته بعيدا عن سيطرة السلطة وتهديداتها وجعلها مستقلة وفق قانون حماية الحريات والتشريع الحواري الإسلامي السليم بين الرأي والرأي الآخر.
- إظهار قيمة السلام في الأمن والحياة والتحضر، وأثر الحرب الداخلية والخارجيةعلى الأسروالدول.
السلام كقيمة حضارية لها مزايا:
فوائد السلام كثيرة منها:
- الأمن في المنزل والأسرة والمجتمع في العلاقات والعمل والترفيه.
- التمتع بمزايا المواطنة والتدين وحرية الرأي والحقوق الإنسانية.
- أداء الدورالعبادي والتعميري والتكاثر البشري في التحضر ونشر الحق.
- التعليم الأمن، وحق تطوير الذات، والمشاركة الحرة في الرأي بكل حوال الدولة وإبداء الاقتراحات لتطويرية.
- حرية وحق الابتكاريات والإبداعات العقلية وإخراجها للعالم بشكل فعال.
- انتشار الصناعات والتعامل التجاري الاستثماري المربح بأمان.
- التمتع بكونك كائن اجتماعي والاستفادة بالمخلوقات المسيرة لك، وتحقيق أعمال تطوعية للفقراء.
- السلام الذاتي ينبع من الشعور بالسلام الخارجي،والاطمئنان للعدالة بين الناس، مع عوامل أخرى لا يمكن تأديتها في ظل الخوف من التهديد.
- التعاون الأمن بين الدول في الصناعات والاستثمارات والتسويق والربح وتبادل الثقافات وغيرها.
- الحرية الابتكارية في حل مشكلات العطالة المنتشرة عالميا، والتواصل مع الغيربدون حد مكاني كماحدث مع الثقافة المريكية العولمية المنتشرة حاليا.
- التبادل الصحي ومعالجة مشكلات المجتمع الفقير في أي مكان
متطلبات السلام :
** الحق المطلق أساس التعامل
** ضرورة اختفاء المصالح الخاصة في ضوء المصلحة العامة للإنسانية.
** عدم التحيز لفئة أو دين أوجنسية أو دولة
** تقليل تصنيع السلاح المدمر والتهديد به
** تقعيد استخدام السلاح في التعامل العسكري لحماية المنشآت والحدود فحسب.
**القضاء على الجهل التعليمي والتقني تماما لدى كبار السن ومن يليهم حتى الصغار.
** القضاء على مروجي الفتن وإصلاح الإعلام إصلاحا جذريا واستقلاليته.
** التربية الأسرية المبنية على قواعد توجيهية دينية ونفسية
** تقليل نفقات الزواج وعدم إجبار البنات على زواج من لا يصلح لهن.
** معالجة المشكلات الداخلية للدول بدون تدخل خارجي لأي سبب وتحت أي ظروف.