نطرح لكم اليوم موضوع عن الصدقة الجارية ، سنتحدث عنها بشكل عام، لأن البعض يرى إن فعل الصدقة إذا كان للغريب أو القريب أو الأهل سينقص من ماله، ولكن هذا خطأ، لأن إحسان الصدقة له فضل كبير عند الله، وأقل ما فيها إنها تجعلك سعيداً ومُبتهج، إلى جانب إنها تجعلك راضياً بما يكتبه الله لك، بالإضافة إلى الفوز برضاء الله، وهذا يكفي لفعل الصدقة، وأجرها دُنيا وأخرة عند الله عظيماً، ولكن ليس كل مال أو طعام أو شراب يُمكن أن نتصدق به، فإن لم يكن حلالاً فلا داعي للتصدق به، وأن يكون بنية الفوز برضاء الله ليس التعالي والفخر بما تفعله، والأهم من ذلك أن تكون حسناً مع من تتصدق عليهم، وكي تكون الصدقة كاملة؛ من اللازم أن تفعلها سراً وليس أمام الجميع لعدم إحراج من تتصدق عليه، ومن خلال موسوعة نقدم لكم مفهوم الصدقة، وأهميتها إلى جانب فوائدها العظيمة.
موضوع عن الصدقة الجارية
يفنى بني أدم ويبقى له ثلاث أعمال في دُنياه وهم: العلم الذي ينتفع به، والولد الصالح الذي يدعو له، والصدقة الجارية، فهي شئ يدوم لك في حياتك ويبقى بعد وفاتك.
تعريف الصدقة
الصدقة ليست كما الزكاة؛ فالزكاة فرض، أما الصدقة حفزنا الإسلام عليها لمساعدة المحتاجين، بل يفعلها المُسلم من باب طاعة ربه، ولزيادة حسناته عند الله عز وجل، ولا تُعني الصدقة أن نتصدق بالمال فقط، فسواء كانت مادية أو معنوية أو مساعدة المساكين فهذا لا يُغير من أجرها شيئاً بل يزيده.
صفة فعل الصدقة
فالصدقة لا تكمن فيما سبق فقط، بل الكلمة الطيبة صدقة، والحمد والتسبيح، والمسح على رأس اليتيم والأخذ بيده، وإلقاء السلام والتحية على من تقابله صدقة، بالإضافة إلي إماطة الأذى عن الطريق، والابتسامة في وجه أخيك.
أهمية فعل الصدقة
للصدقة أهمية كبيرة لأن فوائدها عظيمة، فهي تقدم للفاعل أكثر ما يقدمه المال له، ففعل الصدقة يُزيد مالك من حيث لا تدري، فهي لا تنقص المال إطلاقاً، وهى من أهم أعمال الإنسان في الدنيا دليلاً على إيمانه لأنه يعلم أن للمسكين حق في ماله، كما وعد الله تعالى فاعل الصدقة بأن يوم حسابه سيكون هادئاً ويتمتع باطمئنان جليل، وتقوم برفع المصائب عن صاحبها لأنها تنتمي لأفعال الخير ومن يفعل الخير يُنجيه الله من أي سوء قريباً منه قبل أن يحدث له.
فوائد الصدقة
في الفردوس الأعلى باب اسمه أصحاب الصدقات يدخله بوجه بشوش من كان يفعل الصدقة في حياته، كما وعدهم الله أن لا يكون من أهلهم مريض، عندما ذكر في حديثه الشريف (داووا مرضاكم بالصدقات) صدق رسول الله صلَّ الله عليه وسلم. ولكن يحدث ذلك عندما تكون الصدقة بنية الشفاء، وعندما يقوم الإنسان بفعل صدقة فهذا لا يصب في سعادته فقط، بل يجعل المتصدق عليه سعيداً أيضاً لأن الله أستجاب لدعائه في كربه، وهذا يعني أننا في هذه الأرض لتنفيذ أوامر الله حيث الصدق وهي مساعدة المحتاجين الذين يدعون له ليلاً ونهاراً، إلى جانب إنها تقودك للعطاء بكثرة وما أعظم ذلك عند الله.
عائد الصدقة على المجتمع
ففعل الصدقة يصنع مودة وحب بين أفراد المجتمع، ويكثف مشاعرنا نحو الآخرين، كما يُحمس أفراده على التمسك بالبعض ومن ثم ينال جميعهم القوة، لأن بفعل الصدقة لم نجد أحد فقير أو مسكين.
فما علينا إلا أن ننشر مفهوم الصدقة في الأرض وبيننا جميعاً، ونطبقه في المجتمع كي لا يكن بيننا غنياً وفقيراً، وتحديداً ننشره بمعناه الراقي وهو أن لا يمس الكرامة.