نتحدث معك عزيزي القارئ اليوم حول موضوع عن المحبة ، فهي سمة رائعة، تساعد في نشر المودة، والود بين الأفراد وبعضهم، ويجب أن يتحلى بها كل إنسان، وقد حثنا الله تعالى على أهمية وجودها، ونشرها بين الناس في المجتمع ككل.
فالمحبة من المبادئ الإنسانية الرئيسية التي تدعو لها الأديان السماوية الثلاثة، في التي توطد العلاقات وتساعدنا على نسيان أي حادث آليم تسبب فيه شخص ما بحياتنا، فهي مفتاح القلوب، وهي التي تجعل العلاقات صلبة وقوية، ومتماسكة، وخلال السطور التالية سنتحدث عن مفهوم المحبة، ومظاهرها، وفوائد نشرها في المجتمع، فتابعنا.
موضوع عن المحبة وتعريفها
هي ذلك الإحساس العاطفي الداخلي الذي يجعلنا نشعر بالإعجاب، والميل نحو الطرف الثاني، وسرعان ما نترجمه بعد ذلك إلى أفعال تظهر على الإنسان المُحب، وهي الأساس في أي علاقة سوية بين البشر وبعضهم، وتكون أقوى من أي قرابة، نسب، أو روابط دم.
وتلك المحبة لا تقتصر فقط على امرأة ورجل، وإنما هناك محبة بين الآباء والأولاد، وبين الأصدقاء، وأيضاً بين المدرس والتلميذ.
كما أن هناك محبة للأشياء الطبيعية التي نراها حولنا، وأيضاً هناك محبة للموسيقى التي نستمع إليها.
أنواع المحبة بين الناس
هناك عدد من العلامات، والأنواع المختلفة تشير إلى وجود الحب والمحبة، ومن بينها:-
- عندما يكون الطرف الأخر من أولويات الحياة بالنسبة للشخص، ويُفضله عن غيره من الأفراد، فنجده يحتل المركز الأول.
- عدم الشعور بالأوقات التي تكون مع الحبيب، وبالعكس يكون هناك رغبة في مزيد من الوقت.
- من صور المحبة هو الوفاء بالوعد، وعدم نقضها، أو خلافها مهما تكلف الفرد.
- الرغبة في الجلوس مع المحبوب والذهاب معه إلى التنزه، أو حضور أي ندوة أو فيلم.
- العنابة والاهتمام بالحبيب، من أعماق قلبك، مثل تقديره أمام الأفراد الآخرين، أو البوح بالمشاعر التي بداخلك من ناحيته.
- هناك نوع أخر من المحية وهو التشابه في الخواطر والأفكار، مثل تحدث الطرفين بجملة واحدة ف نفس التوقيت، أو الاتفاق على رأي واحد.
- عندما التحدث بلغة الجمع وليس المفرد، فيقول المحب نحن، وليس أنا ، أو أنت فيكون الحوار منسجم، ومتناغم بين الجسدين، وكأنهم يتجمعوا في روح واحدة.
- تضحية الفرد من أجل حبيبه، وتقديم كل شئ له عن طيب خاطر، دون مقابل،أو إحساسه بالإحسان، الشفقة، أو المن، حتى في الوقت الذي يكون فيه خلاف.
- الإخلاص والصدق في المشاعر فلا يكون المقصود من تقديم الحب، هو قضاء مصلحة ما، أو الحصول على منفعة من الطرف الآخر.
- الإحساس بالأمن والرضا، والسعادة، مع الطرف الثاني، بالإضافة إلى إحساسك بنقاء النفس وصفائها، وتجنب أي حسد، أو حقد.
فوائد المحبة بين الأفراد في المجتمع
- تزيد من السعة الإنتاجية للفرد.
- تساهم في تحسن الشكل الخارجي للجسد، سواء من ناحية القوام المثالي، الملابس، وتسريحة الشعر، وتجعل الوجه ذات نضارة عالية، ويبدو أن سنك أصغر؛ وذلك نتيجة لإفراز الجسم لهرمون الإندروفين، والذي يعمل على ارتفاع تدفق الدم، ويقلل من أعراض الشيخوخة.
- القضاء على الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
- تساعد في ارتفاع مستوى التركيز لدى الفرد، وفي تحسين نشاطه العقلي.
- تساعد في شفاء الجروح بشكل سريع.
- إن المحبين يحققون الأهداف بطريقة سريعة، مما يساعد على زيادة مستوى معيشتهم.
- يُحسن من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وبعضهم، وذلك بسبب الطريقة اللطيفة، واللباقة الذين ينجموا عن إحساسك بالاستقرار، والراحة.
المحبة في الإسلام
- حثنا الله سبحانه وتعالى، ورسلنا الكريم صلى الله علييه وسلم، على نشر المحبة بين الأفراد لما لها من آثار إيجابية فيما بعد داخل المجتمع، وخلال السطور التالية نذكر المواضع التي تخص المحبة ومنها:-
- قول الله تعالى من سورة الأنفال:”وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)..”.
- وقال نبينا الكريم(ص):”لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، صحيح البخاري.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان”.
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:”فإذا أحب الإنسان لأخيه، مثل ما يحب لنفسه فقد أنصف في مشاعره، وابتعد عن الأنانية، والأثرة التي تكتوي بها جنوب أهلها”.
- بالإضافة إلى الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث الشريفة التي تحدثت حول هذا الأمر.
- لذا فالمحبة تساعد على ارتقاء النفس وتهذيبها، وتجعلنا ننهض في الجانب الإيماني والاجتماعي، فالحب من أعظم الأشياء التي لابد أن تتواجد بين الأفراد وبعضهم.