موضوع عن حسن الظن

موضوع عن حسن الظن شامل نُقدمه لكم من خلال مقال اليوم على موسوعة، قال تعالى في الآية الثانية عشر من سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

mosoah

موضوع عن حسن الظن

موضوع عن حسن الظن شامل نُقدمه لكم من خلال مقال اليوم على موسوعة، قال تعالى في الآية الثانية عشر من سورة الحجرات “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ“. ومن تلك الآية نجد أن المولى عز وجل أوصانا بضرورة تجنب سوء الظن، ولكنه حدد الأمر وقال “بعض” وذلك ليعي الإنسان الفرق ما بين حسن الظن والسذاجة، فلا يُسيء الظن حد الإفراط، ولا يُهمله حد التفريط، ولكن متى يجب علينا أن نُحسن الظن، ومتى علينا توخي الحذر، وفيمن؟ كل تلك التساؤلات نُجيبكم عنها من خلال السطور التالية، فتابعونا.

موضوع عن حسن الظن

لا شك أن الإنسان الذي يُسيء الظن في الآخرين دائمًا يعيش حالة من القلق والتفكير الزائد يوميًا، فإذا أسدى إليه أحد خدمة ظل يُفكر تُرى ما هو الأمر وراء تلك الخدمة، وما هي المصلحة التي ستعود عليه فيما فعل، هل هو يُريد خدمتي حقًا ويتمنى أن ينال أجرًا عليها، أم فعلها لمجرد الحصول على مصلحة أخرى من خلالي، وغيرها الكثير من التساؤلات التي توقعه في دوامة الشك والإفراط في التفكير الزائد.

ومن هنا جاء قول الله عز وجل في سورة الحجرات التي سبق لنا ذكرها، والتي أوصانا فيها بضرورة اتباع حسن الظن، وذلك لأننا لم ندخل في نوايا الآخرين، ولم نعرف إن كانوا فعلوها حقًا لوجه الله، أم أن الأمر يعود إلى مصلحة شخصية.

احسن الظن بالناس لكي تعيش سعيدًا

وعلى الرغم من أن حسن الظن لا يكون دائمًا صحيح، إلا أنه يُساعدك في التخلص من حالة التفكُر على الرغم من أن نيته تجاهك قد تكون سليمة تمامًا خالية من أي خبث أو حقد. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ”.

فما الفائدة من إرهاق النفس في التفكير الزائد، وإضاعة الوقت في مثل تلك الأمور التي قد لا يكون لها أي أساس من الصحة سوى أنها تؤثر على الحالة النفسية، وتُعيق الإنسان عن العمل وكذلك تُفقده الثقة في كل من حوله.

ومن المتعارف عليه أن سوء الظن ينعكس على تعاملك مع الآخر، فتجد ذاتك لا تستطيع التفاعل معه بشكل طبيعي، لأن سريرتك تظن به السوء، فتظهر العداوات والخلافات، وعن هذا قال المولى عز وجل في كتابه العزيز، وتحديدًا في الآية الثامنة والعشرين من سورة النجم ” وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا”.

حسن الظن بالناس علامة الفطرة السليمة

ولعل السر في تحريم سوء الظن هو أن الله تعالى هو المطلع الوحيد على السريرة، وهو العالم بما يُخفيه البشر في نفوسهم. أما الأشخاص فليس لديهم القدرة على التنبؤ بما يحمله لهم الآخرين، وعليه فإن أي إساءة الظن بهم دون دليل أمر خاطئ على الإنسان أن يكف عنه. أما إن حصل على دليل فيتحول الشك إلى يقين، وعندها يُمكن أن يتجنب هذا الشخص، ولكن علينا أن ننوه أن هذا الدليل لا يكون من خلال التجسس، ولكنها دلائل يُرسلها لك الله سواء من خلال بعض المواقف أو الأشخاص التي تُثبت لك سوء النية.

ولا يقتصر سبب التحريم على هذا الأمر وحسب، بل أن هناك سبب آخر يكمن في أن المسلم يتحول إلى شخص معادي لأخيه المسلم دون حجة أو برهان. كما أن شيطانه قد يوسوس له بتتبع عورات الآخر والتجسس عليه من أجل الحصول على دليل يؤكد ظنه ليتمكن من التعرف على الحقيقة، فيودي به إلى ذنب أكبر من سوء الظن وهو التجسس.

وبمجرد ما ينتشر سوء الظن في المجتمع، يتفكك، ويتراجع فلا يستطيع كل فرد أن يُنجز عمله ولا يتعاون مع غيره لأنه على شك بأنه يُضمر له الشر، وبالتالي يعم الضرر على المجتمع برمته.

كما أن هذا الأمر قد يكون موضع استغلال من قبل الغير الحاقدين على المسلمين، فتبدأ عمليات الفرقة والتشتت تُبث فيهم من خلال تحريضهم على سوء الظن ومن هنا جاء قوله تعالى في سورة الحجرات ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.

وعلى الرغم من أننا نوهنا في مقالنا هذا على أن سوء الظن من المهلكات، التي تودي بصاحبها سواء نفسيًا أو دينيًا، إلا أنه في بعض الحالات يكون ضرورة قصوى لا غنى عنها لتجنب بعض الأشخاص واتخاذ الحيطة والحذر منهم خاصة مع وجود دليل على سوء نواياهم. لذا فلا تُسيء الظن حد الشك المميت، ولا تُحسنه حد السذاجة.
Source: mosoah.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *