موضوع عن حق الله ورسوله ، عندما أمر الله عز وجل بفيض حكمته وجلاله أن ينزل الإنسان للحياة على الأرض، تخير أفضل بقاع الكون مناسبة لحياة البشر، وجعل سنة الحياة على وجه الارض تتلخص في العمل، والعبادة، وتعمير الكون. وأرسل عز وجل رسلاً تدعو لعبادته بدءاً من البشري الأول وهو سيدنا آدم عليه السلام، وحتى محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وفيما يلي مقال من موسوعة يتضمن حقوق الله ورسوله .
موضوع عن حق الله ورسوله على العباد
- عندما خلق الله الإنسان ليجعله خليفة له على الأرض، ذلل له جميع المخلوقات، لتعينه على آداء مهمات العمل والعبادة وتعمير الكون، كما وزينه بالعقل والقلب والروح وحسن الخليقة والخلق. يقول الله تعالى في سورة التين “لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم” صدق الله العظيم.
- كما وأمر الله عز وجل بأن تدب الحياة وفقاً لإرادته في هذا الكون لتبدأ بالولادة وتنتهي بالموت لجميع المخلوقات، هذا بالإضافة إلى سير الكون كله وفقاً لنظام دقيق من صنع المولى عز وجل، وأمرنا بالتأمل فيه لتعميق إيماننا به، وزيادة ذكره وشكره على عظيم نعمه.
- ولهذا فإن العبد المنيب دائماً ما يعلم أن الله الواحد الأحد هو الخالق الوحيد لهذا الكون، وأن كل الأمور عاجلها وآجلها وما سبق منها تسير وفقاً لمشيئته. ولهذا فالعلاقة بينه وبين المؤمنين علاقة روحانية عميقة .
- يقول الله تعالى في سورة الأنفال “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)”.
- ولقد تم إرساء قانون العبادة بين العبد وربه بجمع الحقوق التي لا بد وأن يلتزم بها المسلم حتى تستقر عقيدته، وتصلح أمور دنياه، وفي هذا المضمار يتنافس المتنافسون.
- كما أنه من أهم ما يجعل المسلم ممتثلاً، طائعاً لأمر الله هو إدراكه أن هذا هو حق الله على عبيده؛ لأنه خالق هذا الكون الواحد الأحد. لذلك فاتباع أوامره، والابتعاد عن نواهيه حق، يُكافأ بالثواب والجزاء الحسن من يتبعه. ويُعاقب من يبتعد عنه أشد العقاب.
- يقول عز وجل في سورة آل عمران “شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ( 18 ) إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ( 19 ) فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ( 20 )”.
اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
- إن استقامة حال المسلمين باتباع ما أقرته الشريعة الإلهية من رب العباد لا يكتمل إلا باتباع سنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
- فما فسرته السنة النبوية الشريفة مما ورد شرعاً يلزم المسلمين بالسير على كل ما سنه النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ما نهي عنه.
- يقول صلى الله عليه وسلم “تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ”.
- ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً “مَنْ أحْيا سُنَّةً من سُنَّتِي قدْ أُمِيتَتْ بَعدِي فإنَّ لهُ من الأجرِ مِثلَ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيءٌ ومَنِ ابْتدَعَ بِدعةً ضَلالَةً لا يَرْضَاها اللهُ ورسولُهُ كان عليه مِثلُ آثامِ مَن عَمِلَ بِها لا يُنقِصُ ذلِك من أوزارِ الناسِ شيئًا”.
- لذلك فإن حق الله على عباده مشمول بحق رسول الله أيضاً، فالشريعة مستقاة من القرآن والسنة معاً، وليس كل منهما على حدة.
إن الحياة في المجتمع المدني تقتضي احترام القانون والذي وُضع لحماية حقوق الجميع، و قد صيغ القانون في الأصل وفقاً للشريعة الإسلامية “قرآن وسنة”. ولهذا فإن اتباع أوامر الله ورسوله والابتعاد عما نهوا عنه فيه حماية للمسلم وتحقيق لحق الله ورسوله على العباد.



