موضوع عن رفق ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه“، ويقول أيضاً “إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ” لذلك فالرفق أمر ديني محمود، وفعل إنساني أخلاقي مطلوب، وفي كل أمر. فالحياة ليست دائماً على مشقة وتعب، ولم يطلب من الإنسان أن يشق على نفسه، بل أن يترأف بها وفي كل الأمور. وفيما يلي مقال من موسوعة يتضمن موضوع عن الرفق.
موضوع عن رفق وفضله
- يعد الرفق من المشاعر الإنسانية الطيبة اللينة والسمحة. التي ما إن يتميز بها إنسان إلا وأحبه الجميع ومالوا لصحبته، والائتناس به عن ذلك المتكبر المتغطرس الفظ. يقول الله تعالي في الذكر الحكيم، بسورة آل عمران “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ“.
- فالرفق باب تتنافر مع الاقتراب منه الخصومات والعداءات، لأن حسن النية، وطيب الكلمة، وبراعة الاستهلال جميعها من أفضل ما ينم عن الرفق في التعامل.
- وعند باب الرفق تُلتمس الأعذار، وتُنجز أيضاً عظام المهام. وبالرفق يهون الإنسان على نفسه وعلى الآخرين في الشدائد وعظيم الابتلاءات.
- وفي أحد وجوه الصداقة “رفق” فهم “رفاقك” أي أنهم من يترفقون بحالك في الأوقات الصعبة، ويعينوك على المرور على الابتلاءات بصبر واحتساب، وهم من تتعلم معهم كيف يكون الرفق بالنفس حليفك في كل الأوقات.
- ففضل الرفق على أهل الرفق موجود، ومردود دائماً لهم في كل أمر وبكل خير، ويكمن جمال الرفق في كونه خلق إنساني، ومبدأ ديني.
مظاهر الرفق
إن مظاهر الرفق كثيرة ومتعددة، فأنت تبدأ بنفسك حين تترفق بها في كل الأمور، وتعينها على تصويب ما تقع فيه من خطأ فلا تشدد، ولا تقسو حتى تسير الحياة بشكل يسير يعينك الله عليه، وهناك أيضاً من مظاهر الرفق ما يلي :
الرفق بالصغار والكبار
- لطالما دعت الأديان السماوية على الترفق بالجميع كباراً وصغاراً وفي حالات متعددة منها: عدم الإدراك، الجهل، والمرض، والكبر، وغيرها من حالات الضعف الإنساني والوجداني.
- كما أن الرفق يفرض لوناً من الاحترام يتميز بالتلطف عند الطلب، أو عند الحديث، وعند تقدير الخصوصيات والتماس الأعذار أيضاً.
- ويظهر الرفق في مداواة الكبار والصغار وعلاجهم، بكلمات التشجيع، وتحمل كل ما يصدر عن المريض، فليس عليه حرج.
الرفق بالأسير والحر
- خلق البشر أحراراً، وسنت الحروب والتي وإن كانت من أبشع الأفعال التي يقدم عليها إنسان، على ضرورة حسن معاملة الأسير.
- فيكون الرفق بالأسري نساءً أو كبار سن أو أطفال. وكذا بالمصابين والجرحى من الرجال الأسري.
- والحر أيضاً له حق الترفق، فهو يسعى في الأرض علماً أو عملاً، وقد يواجه ما يعينه على ويلات الحياة وقد لا يجد، لذلك فلابد من الرفق به، خاصة في أوقات الاجتهاد، وأوقات تحمله المسؤولية.
الرفق بالحيوان
- يتنافس العالم كله في إبراز العديد من القصص التي تحكي عن كيفية الرفق بالحيوان، وإنقاذه، والعناية به.
- وفي عهد الرسل والأنبياء، ذُكرت العديد من القصص التي تحكي عن أفراداً أهانوا الحيوان فكان جزاءهم اللعن من الله عز وجل، وهناك أناس كُتبت لهم الجنة بسبب الرفق بالحيوان.
- مثل قصة القوم الذين ذبحوا البقرة المسالمة والتي ذكرت أحداثها في سورة “البقرة” فكان عقابهم اللعن وغضب من الله، كما يُذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد واسي طفلاً مات عصفوره.
- وهناك الرجل الذي رأي بئراً فشرب منه، وترفق بحال الكلب الذي أخذ يأكل الثري من العطش، فملأ خفه من البئر وسقي القلب، فكتبت له المغفرة وكسب عظيم الثواب.
إن تبني سلوك الرفق في التعامل مع النفس، ومع الغير يعين الإنسان على الكثير مما يواجه، ومما ينوى القيام به. كما أن ذا الرفق يحظى دائماً بمكانة طيبة وسط الجميع، وعقيدة قوية مؤمنة، وفكر متحضر.