2019-06-14T00:34:57+00:00
mosoah
موضوع عن عناية الاسلام بالطهارة والنظافة. من أهم القواعد التي أرساها دين الإسلام هو شرط النظافة والطهارة لصحة الانتماء للدين، ولقيام جميع العبادات بشكل منزه عن الدنس، أو الرذيلة. فالمسلم إنسان نظيف وطاهر فعلاً وقولاً ، وهذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل من خلال مقال موسوعة والمتضمن لموضوع عن الطهارة والنظافة في الإسلام .
مقدمة موضوع عن عناية الاسلام بالطهارة والنظافة
- تبرز الطهارة كأقوى درجات النظافة والتي أكد عليها الدين الإسلامي الحنيف، فلا يكفي أن تغتسل، أو تستحم لكي تزيل ما لحق بك من وسخ، ولكن الأمر يتطلب أن تُطهر نواياك، وفكرك، فتجدد كل ما بكيانك على نحو مستقيم وصالح لكي تصل إلى درجة العفة والطهارة.
- ولقد ذكر الله عز وجل في محكم آياته عن ضرورة التطهر قبل لمس المصحف الشريف وقراءة آياته فقال جل وعلى في سورة الحديد (إنه لقرآن كريم*في كتاب مكنون*لا يمسه إلا المطهرون) صدق الله العظيم.
- كما بين الله في سور أخرى حب الله تعالي للطهارة والمتطهرين فقال بسورة عبس (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ *كِرَامٍ بَرَرَةٍ )، وقال في سورة البقرة (إن الله حب التوابين ويحب المتطهرين).
- وكذلك قد جعل الله عز وجل الاغتسال شرط لصحة الصلاة فقال في سورة النساء “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا *)
- ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ”
اهمية الطهارة في الاسلام
- “النظافة من الإيمان” تعلمنا ونحن في الصغر هذا الحديث الشريف، وكنا قد بدأنا ندرك ضرورة غسل اليدان قبل تناول الطعام وبعده، وبعد العودة من المدرسة، أو النزه. وكذا ضرورة الاستحمام، والاغتسال صباحاً ومساءً قبل النوم، وضرورة الوضوء قبل الصلاة، وقبل قراءة القرآن الكريم من المصحف الشريف.
- وكبرنا أيضاً وأدركنا أن من أهم ما أكد عليه ديننا الحنيف هو ضرورة التبرؤ بالاغتسال والوضوء من جميع الذنوب والأخطاء كشرب الخمر، وما يحزو حزوها من مغيبات العقل، وكذلك معاشرة الزوج، أو دم الحائض أو النفساء يعد من الأمور الضرورية قبل إقامة الصلاة أو مساس المصحف الشريف.
- ولقد تم تعريف آليات التطهر بدءا من الماء (واشترط فيه أن يكون جارياً لا راكداً)، كأن يكون ماء البحر أو المطر أو الثلج أو العين أو البئر أو النهر. وكذلك التراب، والدباغ لتطهير جلد الميتة، والحجارة، والاستحالة (وتعني تحول الخمر إلى خل، أو دم الغزال إلى مسك)
- كما تمت الإشارة إلى ضرورة التسوك، أو الاهتمام بطيب رائحة الفم، وذلك بالسواك كأول ما يمكن استخدامه، فيقول صلى الله عليه وسلم “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة“.
- وهناك أيضاً ما تم ذكره بالسنة النبوية الشريفة لشرح مواضع الطهارة، فقال صلى الله عليه وسلم “الفطرة خمس: الختان، والإستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب“.
- ولم تتوقف توصيات النظافة على نظافة الجسد فحسب، بل إن هناك أيضاً نظافة الثوب، والإناء، والمنزل الذي يعيش فيه الإنسان بما فيه الخلاء أو موضع دورة المياه، ومحل العمل.
- ففي النظافة احترام وقدسية وتنزيه للعبادات، وفيه ما يدرك المسلم به طيب النوابا، واستقامة الأخلاق، ونشر التعاليم بشكل صحيح وسليم.
النظافة سلوك اسلامى وانسانى
- لقد أُمر الإنسان بما وجب عليه ليكون نظيفاً، واشترط للدخول في الإسلام قديماً وجوب التطهر والنظافة. وخلق الإنسان عاقلاً ليدرك الأوامر الربانية، ويستعين بالله وحده على التزامها.
- ولكن جميع المخلوقات الحية الأخرى أدركت النظافة بالفطرة، فالقطط والكلاب مثلاً تعتمد على لسانها، أو الجلوس في الشمس، والتراب في التخلص من الحشرات التي تستوطن جلدها، أو في تنظيف نفسها بشكل يومي.
- وكل من هو عاقل حتى وإن لم يعتنق دين الإسلام، يدرك ما للنظافة من تأثير إيجابي على صحته الجسمانية والنفسية. ويدرك أن في التزامه بها وقاية من أمراض كثيرة.
- ولهذا فإن جميع المجهودات المبذولة للتوعية بأهمية النظافة في حياة الإنسان، وضرورة حفاظ الإنسان على نظافة بيئته هواءها، وماءها، وعمارها، وإيقاعها، يعد من أكثر الأمور الهامة التي يجب التنويه عنها بشكل مستمر خاصة في العصر الحديث.
خاتمة عن الطهارة
- إنه لأمر جلي أن تُبنى جميع السلوكيات، والتعاملات على أسس عقائدية سليمة. وهو ما أكد عليه الإسلام منذ أن بدأت الدعوة بوقت يعود لأكثر من ألف سنة.
- وعليه فإن عناية الإسلام بالطهارة والنظافة كانت ولاتزال تنتمي إلى فقه العبادات، وإلى ما يُشترط اتباعه من أجل حزو سليم، وتدين قويم، وسلوك حياتي مشهود له على مر الأجيال.
Source: mosoah.com



