موقع فوكس: الاستقطاب السياسي والخلافات الحزبية ينذران بتقسيم الولايات المتحدة

الانقسامات الحزبية جعلت أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة عرضة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مما أدى إلى وفيات كان بالإمكان تجنبها، والاستقطاب السياسي ينذر بتقسيم الولايات المتحدة.

Share your love

A Black supporter of U.S. President Donald Trump holds up a "Make America Great Again" sign as the president arrives at his first re-election campaign rally in several months in the midst of the coronavirus disease (COVID-19) outbreak, at the BOK Center in Tulsa, Oklahoma, U.S., June 20, 2020. REUTERS/Leah Millis
خلال حملة ترامب الانتخابية وفي أوج انتشار “كوفيد 19” في يونيو/حزيران 2020 لم يهتم الناخبون الجمهوريون ولا قيادتهم السياسية بالوقاية من الفيروس (رويترز)

أفاد موقع إخباري أميركي بأن الانقسامات الحزبية جعلت أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة عرضة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مما أدى إلى وفيات كان بالإمكان تجنبها، وأن الاستقطاب السياسي ينذر بتقسيم الولايات المتحدة.

وآثر الصحفي جيرمان لوبيز أن يستهل مقالا له بموقع “فوكس” (Vox) الإخباري الإلكتروني بالاستشهاد بتحذير كان أطلقه مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي في يونيو/حزيران الماضي من أن أزمة كوفيد-19 قد تفضي قريبا إلى أن تكون الولايات المتحدة “أميركتين”، إحداهما جرى فيها تلقيح معظم الناس، فيما تشهد الأخرى ارتفاعا في معدلات الإصابة والوفيات بالجائحة بسبب تدني تطعيم السكان فيها.

ومع أن الأمر يبدو في ظاهره تباينا بين من حصلوا على اللقاح ومن لم يحصلوا عليه إلا أن كاتب المقال يرى أنه يعكس بشكل متزايد انقساما بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث انتهى المطاف بأن أصبحت عملية التلقيح إحدى أكبر القضايا الخلافية في الولايات المتحدة المتمثلة في الاستقطاب السياسي.

ظل السياسة

على أن الاستقطاب ليس ظاهرة جديدة في الحياة الأميركية بطبيعة الحال، وتعاظمها لا يعني انقساما صارخا داخل الكونغرس بين اليمين واليسار بقدر ما يشي بأن توجهات الجماهير السياسية تتوافق إلى حد بعيد مع رؤى حول قضايا تبدو غير ذات صلة مثل أي الأفلام تستحق الفوز بجوائز الأوسكار، وفق الكاتب.

وتجلى الاستقطاب بشكل حاد في الكيفية التي يتعامل بها كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مع أزمة كوفيد-19 في ما يتعلق بإجراءات غسل اليدين والتباعد الاجتماعي إلى ارتداء الكمامة.

وقد كشف ذلك الاستقطاب -وفقا لمقال فوكس- عن خلافات سياسية في معدلات التلقيح بحيث بات قرار الجماهير بتلقي جرعة اللقاح من عدمه بمثابة مؤشر للتنبؤ اليوم بنتائج الانتخابات في الولايات أفضل من أصوات الناخبين في الانتخابات السابقة.

طريق مسدود

وأدى ذلك إلى وصول حملة التلقيح في الولايات المتحدة إلى طريق مسدود، مما جعل الرئيس جو بايدن يخفق في بلوغ الهدف الذي حدده لإعلان نجاح إدارته في السيطرة على الجائحة وهو يوم 4 يوليو/تموز الحالي.

 

وتزامن ذلك مع تفشي سلالة دلتا المتحورة من الفيروس الأشد عدوى، مما زاد خطر التعرض للإصابة بالوباء والعلاج بالمستشفيات وارتفاع معدل الوفيات في المناطق التي لم يتم إعطاء اللقاحات فيها، وأغلبها معاقل للحزب الجمهوري.

خلاصة القول إن الاستقطاب “بصراحة” يقتل البشر في الولايات المتحدة حسبما يزعم جيرمان لوبيز في مقاله.

ويتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة دنفر الأميركية سيث ماسكيت مع ما ذهب إليه لوبيز، معتبرا تلك الخلاصة بأنها “تفسير في غاية الدقة”، مضيفا “إننا في مرحلة حيث يجنح فيها الناس إلى الإتيان بتصرفات شخصية في منتهى الخطورة نظرا لأنهم يقتدون بزعماء أحزابهم”.

وبمتابعتهم المناظرات والصراعات السياسية الأميركية بشأن كوفيد-19 نجح المسؤولون حول العالم إلى حد كبير في تفادي بلوغ مرحلة الاستقطاب التي ظلت تشهدها الولايات المتحدة، فيما تعاملت الدول الأخرى بمختلف أطيافها السياسية بجدية مع الفيروس وكبح جماحه.

مسار مختلف

بيد أن الولايات المتحدة آثرت المضي في مسار مختلف، فما إن عمد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى التهوين من شأن فيروس كورونا حتى سار القادة الجمهوريون وعامة أنصار الحزب على خطاه بعد ذلك.

وبحسب شانا جاداريان أستاذة العلوم السياسية في جامعة سيراكيوز، فإن “الحزبية أضحت الآن أكبر عامل تفريق في السلوكيات الصحية وأكثرها ثباتا”.

ويزعم لوبيز أن التغلب على ذلك يتطلب التصدي لهذا التيار الجامع في الحياة السياسية الأميركية.

قلق من تفش جديد

ومن الأسباب الرئيسية التي تدعو الخبراء للقلق أن الولايات الجنوبية الأميركية -ذات الكثافة السكانية المناصرة للحزب الجمهوري والتي هي من بين أقل الولايات تلقيا للتطعيم في البلاد- ستشهد قريبا تفشيا لجائحة كوفيد-19.

وبالفعل، فقد كانت عدة ولايات جنوبية -من أركنساس إلى ميسوري وتكساس- من بين أعلى المناطق تسجيلا للإصابات بفيروس كورونا في الآونة الأخيرة، ولا تزال الوفيات جراء كوفيد-19 في الولايات المتحدة في حدود 200 حالة في اليوم، أي أكثر من عدد جرائم القتل أو معدلات الوفاة في حوادث السير في السنوات الماضية.

ويمضي مقال فوكس إلى التكهن بأن السياسة سيكون لها دوما دور في الاستجابة لأي أزمة من أزمات الصحة العامة، لكنها يجب ألا تكون بهذا السوء، وليس لدرجة أن ينكر طرف من الأطراف خطر فيروس يقتل الملايين حول العالم.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!