“ناشونال إنترست”: هذه دوافع الصين للانتقام من جيرانها

Share your love

"ناشونال إنترست": هذه دوافع الصين للانتقام من جيرانها
الصين تخلت في عهد الرئيس شي جينبينغ عن سياسة الاختباء والتواضع- جيتي

نشرت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن دوافع الصين لتحقيق الانتقام من جيرانها، وتداعياتها على الاستقرار العالمي.

 

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الصين وفي إطار تواصل التوتر بينها وبين اليابان، قامت بوضع سفنها قرب جزر سينكاكو لمدة 111 يوما بين شهري أبريل/ نيسان وأغسطس/ آب، ولم تسحب هذه السفن إلا بعد اقتراب عاصفة قوية.

وأوضحت المجلة أن هذه الجزر غير المأهولة في بحر الصين الشرقي تدعي كل من الحكومتين الصينية والتايوانية ملكيتها. وفي نفس الوقت تواصل بكين الوقوف في وجه واشنطن في بحر الصين الجنوبي وفي منطقة تايبيه في مضيق تايوان، إلى جانب مناوشات حدودية مع نيودلهي.

وأشارت المجلة إلى أنه من خلال نظرة إلى التاريخ، يبدو أن تصرفات الصين خلال الفترة الأخيرة تعيد إلى الأذهان الأسلوب الذي اعتمدته اليابان إثر استعادة الحكم الإمبريالي، تحت قيادة الإمبراطور مايغي بين 1868 و1912.

وتوضح المجلة أن اليابان في القرن التاسع عشر كانت تعاني من الضعف السياسي والتخلف الاقتصادي، وهو ما جعلها عاجزة عن الوقوف في وجه التقدم الغربي. إلا أن اليابان رغم تلك الظروف كانت تنظر إلى دورها في العالم بشكل يختلف عن الصين حينها، حيث إن اليابانيين انخرطوا في عملية تحديث لبلادهم قبل سنة 1900، ونجحوا في بناء اقتصاد صناعي والحفاظ على إمبراطوريتهم.

 

وخلال تلك المرحلة دافعت النخبة الحاكمة في اليابان عن فكرة وجود دعامات أساسية، هي بلد غني وجيش قوي، وتشجيع الإنتاج للالتحاق بالقوى العظمى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب السعي وراء الأهداف القومية مثل دعم التصنيع والنمو الاقتصادي.

وقالت المجلة إن اليابان خلال مطلع القرن العشرين، اعتمدت على عقيدة جديدة مفادها أن الأوروبيين والأمريكيين حولوا الدول الآسيوية إلى شبه مستعمرات، ولذلك يجب طردهم من شرق آسيا وجعل المنطقة بأكملها تحت السيطرة السياسية اليابانية. هذه العقيدة الجديدة جاءت تحت شعار “آسيا للآسيويين”، وتقوم على فكرة الحق الطبيعي لليابان في قيادة منطقة الشرق الأقصى. 

وتضيف المجلة أن نفس هذه العقيدة تعتمدها الصين في الوقت الحالي. حيث إنها تسعى لتحقيق القوة انطلاقا من الثروة، وتحقيق الثروة انطلاقا من التجارة والإنتاج. فعلى مدى أكثر من قرن عانت الصين من إهانة الغرب لها، واعتداءات من اليابانيين بينما كانت تغرق في الحرب الأهلية.

واليوم بعد أن حققت قفزة اقتصادية ونجحت في تكديس الثروة، فقد باتت الصين تظهر بعض علامات الغضب التاريخي. وهي مثل اليابان في السابق، تسعى لفرض هيمنتها على بحار جنوبي وشرقي الصين.

وهي على سبيل المثال تمكنت منذ العام 2013 من استعادة 3200 هكتار، من الأراضي الجديدة في أرخبيلي جزر سبراتلي وباراسيل، وأقامت 27 مركز مراقبة متقدما، وسلحت عددا من هذه المراكز على الرغم من أن المحكمة الدولية في لاهاي رفضت ادعاءات بكين بامتلاك حقوق تاريخية في التصرف في بحر الصين الجنوبي.

 

واعتبرت المجلة أن هذه الخطوات تمثل جوهر الأهداف الأساسية، لأن الحكومة الصينية ليست فقط حريصة على عدم التخلي على الهيمنة العملياتية والتكتيكية في هذه المياه، بل ترغب أيضا في فرض سيطرتها الاقتصادية على جيرانها في الجنوب والشرق، وذلك عبر منع التجارة البحرية بين سنغافورة واليابان.

وأشارت المجلة إلى أن السيطرة على المياه في الجنوب والشرق سوف تسهل على الصين هدفها النهائي، المتمثل في ضم تايوان بالقوة واستخدامها كمنصة لإبعاد النفوذ الأمريكي والغربي من آسيا.

وفي إطار هذه الاستراتيجية، انخرطت الصين في بناء قوات عسكرية برية وبحرية للتصدي للتفوق الأمريكي، والهدف ليس فقط فرض القوة الصينية الجديدة في داخل وخارج الديار، بل أيضا تعزيز القدرة على غزو تايوان.

وأشارت المجلة إلى أن الصين تراقب الدفاعات الجوية اليابانية بشكل عدائي، في إطار ما تعتبره هي تسوية مسائل لا تزال عالقة مع الجار الياباني. ولا توجد أي شكوك في أن الصين لا تزال تشعر بالنقمة على الماضي، خاصة أنها بعد بناء أول حاملة طائرات محلية الصنع، قامت بإرسالها إلى إقليم شاندونغ الذي قام الاستعمار الألماني بتسليمه لليابان بعد الحرب العالمية الأولى.

وترى المجلة أن الصين تخلت في عهد الرئيس شي جينبينغ عن سياسة الاختباء والتواضع، التي ميزت فترة الزعيم السابق دينغ شوبينغ، إذ ترى الصين نفسها حاليا الوريث الشرعي لآسيا، تماما كما فعلت اليابان في مطلع القرن العشرين.

ومن المؤكد أن النقمة التاريخية التي تشعر بها الصين هي أمر مفهوم، إلا أن رغبتها البدائية في تحقيق الانتقام من جيرانها لن تؤدي فقط إلى تقويض الاستقرار في المنطقة، بل إنها لن تفيدها ولن تحقق شيئا غير الشعور القومي بالرضا عن الذات.

 

Source: Arabi21.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!