نبذة عن أمين معلوف

. الأدب المعاصر . بدايات أمين معلوف . كتب أمين معلوف . أسلوب أمين معلوف الأدبي . كتاب الهويات القاتلة الأدب المعاصر عرَفَ الأدب في العصر الحديث أواخر

Share your love

نبذة عن أمين معلوف

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٠:١٢ ، ١٢ نوفمبر ٢٠١٩
نبذة عن أمين معلوف

‘);
}

الأدب المعاصر

عرَفَ الأدب في العصر الحديث أواخر القرن الماضي حركة تجديد فيه، من خلال حركتين هما: حركة البعث والإحياء للتراث القديم، وحركة ترجمة الآداب الغربية. فمارس أنصار إحياء القديم حركة الإحياء والتجديد منذ بدايات القرن 19، وقاوموا تدهور الأدب وانحطاط أساليبه، فأحيوا النماذج الأدبية القديمة الممتازة ونشرها، وقلدوها في بنى أدبية جديدة، ومن هؤلاء إبراهيم اليازجي، وبعد أن استقرّ الأدب بإحياء القديم، ودخول أجناس أدبية جديدة له ولها تقنياتها الأدبية بفعل الترجمة، ظهر مصطلح الأدب المعاصر؛ للدلالة على الأدب الذي كتب في زمن يعاصره القارئ، وما طرأ عليها من تطوير نتيجة الأحداث السياسية والاجتماعية في المجتمع[١]، وكان لهذا الأدب أدباؤه الذين اشتهروا به، ومنهم ما سيتناوله المقال: نبذة عن أمين معلوف.

بدايات أمين معلوف

أمين معلوف، صحفي وأديب لُبناني ولد في بيروت عام 1949. عمل في الصحافة، وعندما تخرج من الجامعة عمل في الملحق الاقتصادي في جريدة النهار اللبنانية، ثم انتقل إلى فرنسا للعمل في مجلة إيكونوميا عام 1976، واستمر في العمل في الصحافة، حتى أصبح رئيس تحرير مجلة جون أفريك، إلى جانب عمله في جريدة النهار اللبنانية حتى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975والنهار العربي والدولي في عام 2010. ولد أمين معلوف ليكون الطفل الثاني بين أربعة أطفا،ل وقد درس أمين معلوف علم الاجتماع في جامعة القديس يوسف “الفرانكوفونية” في بيروت. كتب أمين معلوف في الرواية العديد من الروايات الأدبية، وتضمنت كتاباته دراسات بحثية مثل كتابه الحروب الصليبية كما رآها العرب، بالإضافة إلى عدد من المسرحيات الشعرية، وقد أصبح أمين معلوف عضوًا منتخبًا في الأكاديمية الفرنسية عام 211.[٢]

‘);
}

كتب أمين معلوف

كان أمين معلوف روائيًا وباحثًا جادًا، ويهمل هموم عصره، ومشاكل أمته في ضميره، وقد عبّر عن ذلك من خلال رواياته التي ألّفها ودراساته البحثية، وهي: الحروب الصليبية كما رآها العرب، سمرقند، ووليون الأفريقي، وحدائق النور، وصخرة بياتريس، والقرن الأول بعد بياتريس، سلالم الشرق- موانئ المشرق، والحب عن بعد، والهويات القاتلة، ورحلة بالداسار، وبدايات، وفيما يأتي استعراض لبعض مؤلفاته:[٣]

  • ليون الإفريقي: رواية يحكي فيها أمين معلوف عن قصة الرحالة والعالم الأندلسي والدبلوماسي “الحسن بن محمد الوزان” الذي عاصر حياة المسلمين الأخيرة في الأندلس، ثم هاجر مع أسرته إلى المغرب، مرتحلًا هناك من شمال إفريقيا إلى مصر، وقد اختطفه قراصنة إيطاليون، وعاش في البلاط البابوي، وغير اسمه هناك إلى “ليون دي مويتشي”، وهناك تزوج فتاة تنصّرت بعد أن كانت من يهود الأندلس وأنجب له “يوسف” الذي يروي أمين معلوف قصة حياته. و”ليون” عند أمين معلوف ليس عربيًا مسلمًا متنصرًا عائدًا إلى دينه، لكنه شخصية أسطورية مثالية حالمة بعالم فاضل لا حرب فيه، بل معرفة وتسامح، وتبادل الخيرات والمنافع فيه بين البشر.
  • سمرقند: رواية تحكي قصة الشاعر عمر الخيام، وعلاقته بالسلطة ونظام الملك والمعارضة التي مثلها الحسن بن الصباح، والخيام شخصية تشبه ليون الإفريقي، صورها أمين معلوف بأنها شخصية لا زمانية، وتبحث عن عالم المثل، وتسعى دائمًا إلى صنع واقعها الخاص فيها بعيدا عن الواقع المؤلم، فكانت تتجه إلى عالم المراصد، والفلك الرحيب، للدلالة على أن التسامح الفردي الإنساني الذي يرتجيه ويتطلع إليه، هو تسامح كوني.
  • حدائق النور: رواية تحكي قصة الفارس “ماني”، الذي يحلم بالمساواة بين البشر ويبحث دوما عن عالم من الحرب، الحقد والبغضاء، خالم منغمس في الثقافة والفن، بعيدًا عن أي شكل من أشكال السلطة، فكان رسامًا يرسم لوحات تدعو إلى الحب ووالتسامح من خلال الآلات الموسيقية بدلًا من الانسياق وراء الحرب وويلاتها، ويحاول هذا الرسام ماني التوفيق بين الإمبراطوريتين الساسانية الفارسية والرومانية فيكون الموت نهاية أمره.
  • موانئ الشرق: رواية بطلها المسلم العثماني “عصيان كتبدار” وجده أرميني، ولد في تركيا ونشأ في لبنان وأتم تعليمه في فرنسا، وكان هذا البطل، مواطنًا عالميًا يجسد صورة التسامح جلّ معانيها، وينتهي به الأمر مجنونًا في مستشفى الأمراض العقلية، ولا يخرج منه إلا مع الحرب.
  • القرن الأول بعد بياترس: وهنا يقصّ أمين معلوف قصة عالِم الحشرات الذي يغرم بصحفية ليواجه معًا شكلا من التعقيم الإجباري للشعوب؛ الذي يجعل المرأة تنجب الذكور فقط، ويظهر التسامح هنا بصورة التسامح داخل النوع البشري لا التسامح بين الشعوب، فيتسمح الإنسان مع ذاته رافضًا الأعراف والتقاليد المدمرة للجنس البشري، فتكون المرأة رمز للخصوبة والنماء تقف في مواجهة الرجل رمز الحرب والقوة. وفي الرواية يتساءل أمين معلوف: هل الحقد هو البنية الأساسية للجنس البشري؟

أسلوب أمين معلوف الأدبي

تظهر سمات الأسلوب الفني لأمين معلوف من من خلال الموضوعات التي يتناولها أولا، ومنها التسامح، والعلاقات الإيجابية بين الأنا وذاتها أو الأنا والآخر، وكانت هذه سمة شخصية لدى أمين معلوف، ولكنها تحولت إلى إلى سمة أدبية في أعماله الأدبية، فهو مثلا عندما يكتب عن “الحروب الصليبية كما يراها العرب” يتناول المجتمعات الأوربية مناقشًا مفاهيم الحضارة ذاتها، فهي، أي الحروب الصليبية في العقلية الأوربية فعلٌ إيجابيٌ، بينما يراها العرب بصورة معاكسة، فهي ليست حروبًا دينية، بل هي استعمار ومحاولة توطين، ولا أدلّ على هذه الرؤية من المجازر التي خلفتها الحروب الصليبية بحق كل الأديان إلى جانب المسيحية.[٣]

[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]

أما السمة الثانية التي ظهرت في أدبه فهي علاقة المراوغة بين الغرب والشرق، فهو يبحث حلو قضية هل سيبقى “الشرق شرقا والغرب غربا ولا يتلقيان”، محاولًا إزالة الفجوة بينهما وإقامة تواصل حقيقي بين الحضارات، فالعالم يتكون من أفراد قبل الكليات الفكرية. مثل الرموز الإسلامية التي تكلم عنها في كتابه “الحروب الصليبية”، ومنهم الطبيب والأديب والفقيه ابن منقذ، والدبلوماسي معين الدين أنر السياسي والدبلوماسي، والقائد صلاح الدين القائد السياسي، محاولًا من خلالهم إظهار قدرتهم على إقامة علاقات مع الغير رغم الأحقاد.[٣]

في رواية ليون الإفريقي التاريخية، يتناول أمين معلوف فكرة العولمة ويقدمها من خلال رؤية عالم لا حدود، والمواطن الذي يعيش فيها مواطن عالمي لا يفيده بلد ولا وطن، و “ليون الرحالة العالم الذي تأخذه الأقدار من الأندلس للمغرب لإفريقيا يتاجر ويحمل رسائل الملوك ثم مصر ثم إيطاليا، لا يستقر به المقام إلا عند الموت”، أما عن الشخصيات في رواياته فهي شخصيات خارقة للمألوف وللعادة كما يبدو، إلا أنها في الواقع شخصيات عادية جدا؛ تأكل وتشرب، وتحب وتنظم الشعر وغيره، إلا أنها شخصيات حالمة بعالم مثالي، ترفض السلطة رغم اعتمادها عليها لتعيش؛ فهي “شخصيات عادية مألوفة ولكنها من زاوية أخري خارقة وغير مألوفة ومتمردة”، وهذه الشخصيات تظهر لا مألوفيتها بأنها تدهش القارئ دومًا كما تدهش الراوي.[٣]

كما يمتاز أسلوب أمين معلوف الأدبي بالمزج بين التاريخ والأدب، فهو في أدبه باحث تاريخي دقيق، ومعلوماته موثوقة وموثقة في مصادر أولية وأساسية، ففي كتاب الحروب الصليبية مثلًا، يعتمد كتب على المؤرخين العرب المسلمين في عصر الحروب الصليبية لتكون مصدرًا أساسيًا لمعلوماته، وفي “سمرقند” يعتمد على ترجمات رباعيات عمر الخيام وترجمة حياته وما كتب المؤرخين في عصره، وفي “ليون الإفريقي” يقيم روايته على ما كتبه البطل نفسه في رحلته “وصف إفريقيا”، لكنه يعتمد أيضًا كتب المؤرخين في الحديث عن الأخوين “بارباروسا” و”طومانباي”، أما في “موانئ الشرق” فيكون مصدره كتابات المؤرخين المعاصرين عن المقاومة السرية في فرنسا وكذلك على تطور الهجرة اليهودية لفلسطين بعد الحرب العالمية الثانية.[٣]

كما يتميز أسلوب أمين معلوف الروائي بتنوع أساليب السرد فهو ينتقل من الأنا إلى الـ هُوَ، كما يعتمد على فكرة اليوميات أو التسجيل أو الحوليات أو التاريخ كما بدا ظاهرًا في روايته “القرن الأول بعد بياتريس”، وكأنه يقول: “حتى المستقبل أنا أراه كتاريخ”.[٣]

كتاب الهويات القاتلة

ينطلق أمين معلوف في هذا الكتاب من تجربة شخصية، عندما كان يسأل نفسه ألبناني أم فرنسي هو، وعندما امتلك العديد من العادات الثقافية من بيئين ولغتين وأكثر، فبالنسبة له الهوية جزء لا يتجزّأ إلى أقسام منفصلة، فالهوية هي واحدة، ومكونة من مجموعة من العناصر التي شكّت الإنسان وفق معايير خاصة، كما أن للإنسان -مهما تعددت انتماءاته- انتماء واحدًا عميقًا داخل نفسه، والمطلوب من الإنسان عند سؤاله عن انتمائه، أن يبحث عن ذلك الانتماء العميق داخل نفسه، الذي غالبًا ما يكون قوميّا أو عرقيّا أو دينيًا أو إثنيًا يفتخر فيه. إلا أن كل إنسان يحمل في نفسه هوية، سيجد نفسه مهمشًا بين عدة انتماءات بديهية، مع مكونات شخصية أكثر من ذلك متعلقة باللغة والعادات والتقاليد ونمط العيش، والأذواق الفنية، والثقافة.[٤]

ما سبق يشير إلى أن الكثير من الأشخاص يمتلكون هويات مركبة، وانتماءات متعددة تتعارض أحيانًا، مما يدفعه إلى خيارات ممزقة؛ لأن الانتماءات تتواجه فيما بينها بعنف، وهي كائنات حدودية على حد قوله، تخلق صدوعًا دينية وإثنية، وهنا يعجز بعض الأشخاص عن إقامة العلاقات بين الانتماءات المتعددة، وربما يدفع ذلك إلى العنف والدموية في بعض المجتمعات، وكان هذا السبب المباشر الذي دفعه لتأليف الكتاب، ويبدأ كتابه بعنوان هويتي انتمائي، ويليه فصل آخر بعنوان عندما تأتي الحداثة من الآخر، والفصل الثالث بعنوان زمن القبائل الكوكبية، والفصل الأخير بعنوان ترويض الفهد.[٤]

المراجع[+]

  1. “الأدب العربي الحديث”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2019. بتصرّف.
  2. “أمين معلوف”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2019. بتصرّف.
  3. ^أبتثجح“أمين معلوف”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2019. بتصرّف.
  4. ^أبأمين معلوف- ترجمة نبيل محسن (1999)، الهويات القاتلة: قراءات في الانتماء والعولمة (الطبعة الأولى)، سورية: ورد للطباعة والنشر، صفحة 7- 10. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!