‘);
}
التعريف بقصيدة (وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى)
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى؛ تُعدُّ هذه القصيدة من قصائد قيس بن الملوح الشهيرة، وقد نسجها على البحر الطويل، وهو البحر الأكثر استخدامًا في الشعر العربي قديمًا، ووزنه العروضي: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن، وجاءت القصيدة في 24 بيتًا، يشيع فيها الحزن والتفجع على فراق ليلى وبُعدها عن الشاعر، واللفتة الطريفة في القصيدة أنَّه تذكَّر ليلى خلال موسم الحج في منى.[١]
موضوعات قصيدة (وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى)
تضمنت قصيدة وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى عدة موضوعات، منها الآتي:
- حزن الشاعر
يبدأ الشاعر القصيدة بالإشارة إلى السبب الذي أشعل أحزانه وحرك مواجعه في موسم الحج في منى، وعلى ما يبدو بسبب الدعاء، إذ إنَّ أحد الأشخاص دعا في ذلك الموقف باسم ليلى، فطار عقل قيس إلى ليلى، وهو لا ينقصه الحزن والتفجُّع عليها، وراح يذكر بُعدها عنه، إذ إنَّها في أرض الشام وهو في الحجاز، وبينهما صحارى وجبال.
‘);
}
- الصبر على الفراق
يُشير الشاعر إلى أنَّ قلبه لما عرض عليه العزاء طلب منه أن يجزع وألّا يمل من الصبر؛ لأنَّه عند لقاء الحبيب وشفاء الجراح بلقائه سيكون الفراق أصعب بكثير من الجمر في الحشا، وقد سألها الشاعر مرةً متى سيلتقي بها فأشارت إلى أنَّ الملتقى يوم الحشر، وهو يُقسم لها أيمانًا مغلظةً أنَّه لا يُوجد بين ضلوعه أحد غيرها على الإطلاق.
- التأكيد على حب ليلى
أشار قيس بن الملوح إلى أنَّ اللغة التي كانت مستخدمةً بينهما هي نظرات العيون، وأنَّ تشبيهها بالبدر عيب فهي أكمل وأجمل من البدر التمام، وأنّ ليلى أحيانًا كانت تدّعي أنّ قيس لا يُحبها، فيُكرر الأيمان ويُقسم بكل شيء على حبها، ويُؤكد قيس أنَّه سيصبر حتى يمل الصبر إلى أبد الدهر، ولن يمل انتظار ليلى مهما حدث، ثمَّ يُرسل سلامات وتحايا إلى حبيبته ليلى.
كلمات قصيدة (وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى)
تزخر قصائد قيس بن الملوح أو مجنون ليلى بمشاعره الجياشة وأشواقه حول ليلى العامرية، وفي قصيدة وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى قال:[٢]
وَداعٍ دَعا إِذ نَحنُ بِالخَيفِ مِن مِنىً
-
-
- فَهَيَّجَ أَحزانَ الفُؤادِ وَما يَدري
-
دَعا بِاِسمِ لَيلى غَيرَها فَكَأَنَّما
-
-
- أَطارَ بِلَيلى طائِرًا كانَ في صَدري
-
دَعا بِاِسمِ لَيلى أَسخَنَ اللَهُ عَينَهُ
-
-
- وَلَيلى بِأَرضِ الشامِ في بَلَدٍ قَفرِ
-
عَرَضتُ عَلى قَلبي العَزاءَ فَقالَ لي
-
-
- مِنَ الآنَ فَاِجزَع لا تَمَلَّ مِنَ الصَبرِ
-
إِذا بانَ مَن تَهوى وَشَطَّ بِهِ النَوى
-
-
- فَفُرقَةُ مَن تَهوى أَحَرُّ مِنَ الجَمرِ
-
يُنادي سِواها أَسخَنَ اللَهُ عَينَهُ
-
-
- وَلَيلى بِأَرضٍ عَنهُ نازِحَةً تُغري
-
أَقولُ لَها يَومًا وَقَد شَطَّ بي النَوى
-
-
- مَتى المُلتَقى قالَت قَريبٌ مِنَ الحَشرِ
-
حَلَفتُ لَها بِاللَهِ ما بَينَ ذي الحَشى
-
-
- سِواها حَبيبٌ مِن عَوانٍ وَمِن بِكرِ
-
جَعَلنا عَلاماتِ المَوَدَّةِ بَينَنا
-
-
- تَشابُكَ لَحظٍ هُنَّ أَخفى مِنَ السِحرِ
-
فَأَعرِفُ مِنها الوُدَّ مِن لينِ طَرفِها
-
-
- وَأَعرِفُ مِنها الهَجرَ بِالنَظَرِ الشَزرِ
-
إِذا عِبتُها شَبَهتُها البَدرَ طالِعًا
-
-
- وَحَسبُكَ مِن عَيبٍ يُشَبَّهُ بِالبَدرِ
-
هِيَ البَدرُ حُسنًا وَالنِساءُ كَواكِبُ
-
-
- فَشَتّانَ ما بَينَ الكَواكِبِ وَالبَدرِ
-
إِذا ذُكِرَت يَرتاحُ قَلبي لِذِكرِها
-
-
- كَما اِنتَفَضَ العَصفورُ بُلِّلَ مِن قَطرِ
-
تَداوَيتُ مِن لَيلى بِلَيلى مِنَ الهَوى
-
-
- كَما يَتَداوى شارِبُ الخَمرِ بِالخَمرِ
-
وَتَزعُمُ لَيلى أَنَّني لا أُحِبُّها
-
-
- بَلى وَاللَيالي العَشرِ وَالشَفعِ وَالوَترِ
-
بَلى واَلَّذي أَرسى بِمَكَّةَ بَيتَهُ
-
-
- بَلى وَالمَثاني وَالطَواسينِ وَالحِجرِ
-
بَلى وَالَّذي ناجى مِنَ الطورِ عَبدَهُ
-
-
- وَشَرَّفَ أَيّامَ الذَبيحَةِ وَالنَحرِ
-
بَلى وَالَّذي نَجّى مِنَ الجُبِّ يوسُفًا
-
-
- وَأَرسَلَ داوُودًا وَأَوحى إِلى الخِضرِ
-
بَلى وَالَّذي لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرَهُ
-
-
- بِقُدرَتِهِ تَجري المَراكِبُ في البَحرِ
-
سَأَصبِرُ حَتّى يَعلَمَ الناسُ أَنَّني
-
-
- عَلى نائِباتِ الدَهرِ أَقوى مِنَ الصَخرِ
-
سَلامٌ عَلى مَن لا أَمَلُّ حَديثَها
-
-
- وَلَو عاشَرَتها النَفسُ عَشرًا إِلى عَشرِ
-
عَزائي وَصَبري أَسعَداني عَلى الأَسى
-
-
- فَأَحمَدُ ما جَرَّبتُ عاقِبَةَ الصَبرِ
-
وَفي كُلِّ يَومٍ غَشيَةٌ مِن صُدورِها
-
-
- أَبيتُ عَلى جَمرٍ وَأُضحي عَلى جَمرِ
-
عَلَيها سَلامُ اللَهِ ما طارَ طائِرٌ
-
-
- وَما سارَتِ الرُكبانُ في البَرِّ وَالبَحرِ
-
المراجع
- ↑“وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/5/2022. بتصرّف.
- ↑“وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022.