‘);
}
نبذة عن قصيدة وذات دل كأن البدر صورتها
تعدُّ قصيدة وذات دلٍّ كأنَّ البدر صورتها من أشهر قصائد الشاعر العربي الشهير بشار بن برد، وقد نسجها على البحر البسيط، والذي يعدًّ من أكثر البحور شيوعًا في الشعر العربي واستخدامًا ووزنه: مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن، وجاءت القصيدة في 19 بيتًا، وعلى الرغم من أنَّ بشارد بن برد كان ضريرًا منذ ولادته إلا أنَّه كان عبقريًا وبارعًا في الوصف.[١]
وقد دلت قصائد بشار بن برد على نبوغه الشعري، فهو شاعر مطبوع يعدُّ رائد الشعراء المولدين، وقد عاصر أواخر الدولة الأموية وبدايات الدولة العباسية، وكان من فحول شعراء عصره، وقد مدحه كثير من المتقدمين مثل الجاحظ ووغيره، ورويَ أنَّه لم يكن في البصرة غزل ولا نائحات ولا مغنيات إلا وتقرأ من شعر بشار، مات مقتولًا بتهمة الزندقة عام 168 هـ.[٢]
شرح قصيدة وذات دل كأن البدر صورتها
يبدأ الشاعر قصيدته بالحديث عن الجارية التي كانت تغني غناءً أشبه بمناجاة القلب وهي أشبه بالبدر، وبعد ذلك يصف الشاعر عيون تلك الحسناء الفاتنة، وقد قتلتنا هذه العيون الساحرة بحسنها ولم ترجع أرواحنا إلينا، ثمَّ يشكرها ويطلب منها الاستماع إلى المزيد منها، ويتغنى بجبل الريان الذي يسكنه الأحباب، ويشيد بساكنيه إكرامًا للحبيبة.[٣]
‘);
}
أجابته تلك الحسناء بصوتها الجميل، فأعجب الشاعر بصوتها، وكان صوتها بوابة إعجاب الشاعر بها، وأشار إلى أنَّ الأذن قد تعشق قبل العين من خلال الصوت وليس النظر، ثم يتغزل الشاعر بالحسناء ويصفها بالشمس بعد أن وصفها بأنها البدر، ويطلب منها المزيد وقد أشعلت فيه نيرانًا من الشوق والإعجاب لا تنطفئ.[٣]
ثمَّ يعترف الشاعر بضعفه أمام الحسناء، وكيف أنَّه يطيعها رغم أنها تعصيه في الحب، ويقول أنه لو عرف أنَّه سيقلته الحب لأحضر أكفانه معه، ثمَّ تختلط عليه الأمور، فيتغزل بالحبيبة الحسناء في اليقظة والمنام، ويلثم الحسناء ولا يدري إذا كان ذلك في المنام أو في اليقظة.[٣]
أبيات قصيدة وذات دل كأن البدر صورتها
تسمَّى هذه القصيدة أيضًا قصيدة إن العيون التي في طرفها حور بسبب شهرة هذا البيت منها، وفيما يأتي نص قصيدة وذات دل كأن البدر صورتها:[١]
وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُها
-
-
- باتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكرانا
-
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
-
-
- قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا
-
فَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
-
-
- فَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانا
-
يا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍ
-
-
- وَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كانا
-
قالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِن
-
-
- هَذا لِمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانا
-
يا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ
-
-
- وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا
-
فَقُلتُ أَحسَنتِ أَنتِ الشَمسُ طالِعَةٌ
-
-
- أَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانا
-
فَأَسمِعينِيَ صَوتًا مُطرِبًا هَزَجًا
-
-
- يَزيدُ صَبّاً مُحِبّاً فيكِ أَشجانا
-
يا لَيتَني كُنتُ تُفّاحاً مُفَلَّجَةً
-
-
- أَو كُنتُ مِن قُضَبِ الرَيحانِ رَيحانا
-
حَتّى إِذا وَجَدَت ريحي فَأَعجَبَها
-
-
- وَنَحنُ في خَلوَةٍ مُثِّلتُ إِنسانا
-
فَحَرَّكَت عودَها ثُمَّ اِنثَنَت طَرَبًا
-
-
- تَشدو بِهِ ثُمَّ لا تُخفيهِ كِتمانا
-
المراجع
- ^أب“وذات دل كأن البدر صورتها”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
- ↑“بشار بن برد”، ويكي ويند، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
- ^أبت“وذات دل كأن البدر صورتها”، عالم الأدب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.