‘);
}
التعريف بكتاب التهذيب في اختصار المدونة
كتاب “التهذيب في اختصار المدونة” أو “تهذيب المدونة والمختلطة” هو كتاب من أهم كتب الفقه المالكي، صنّفه الشيخ الفقيه خلف بن أبي القاسم البراذعي القيرواني، وقد اختصر فيه الكتاب المشهور في الفقه المالكي المسمّى “بالمدونة الكبرى”، وتميز تهذيبه بسلامة اللفظ، ودقة الأسلوب، وتصحيح الروايات باتصال سند روايته للكتاب للإمام سحنون راوي المدونة الكبرى في الفقه المالكي.[١]
وقد جرت عادة العلماء دائماً على اختصار الكتب التي يهتم بدراستها طلّاب العلم حتى يكون ذلك أدعى لنشاط الدارس، وأسرع لفهمه، وأيضاً يساعده على حفظ المسائل وتذكرها، والناظر في كتب التراث يجد أنّ هذه الطريقة في التصنيف -التي هي الاختصار- قد أنتجت مئات المصنفات النافعة لطلاب العلم، خاصة المبتدئين منهم.
وقد تحقّق بالفعل مقصد الإمام أبي سعيد البراذعي في تهذيبه للمدونة الكبرى، فقد انتشر كتابه بين المشتغلين بالفقه المالكي، وانتفع به الطلاب والمشايخ على حدٍ سواء، حتى قال القاضي عياض: “وقد ظهرت بركة هذا الكتاب على طلبة الفقه، وتيمنوا بدرسه وحفظه وعليه معول أكثرهم بالمغرب والأندلس”، وقال عن هذا الكتاب أيضا العلامة ابن خلدون: إنّ الفقهاء يتعاهدون كتاب التهذيب في دروسهم لطلابهم.[٢]
‘);
}
التعريف بالمصنِّف
هو أبو سعيد خلف بن أبي القاسم محمد الأزدي القيرواني البراذعي، من كبار فقهاء المالكية، وُلد في القيروان، ولا تُعلم تحديداً سنة ولادته، وطلب العلم في القيروان، ثم انتقل إلى صِقلية وصنف فيها عدة كتب، منها كتاب التهذيب في اختصار المدونة، وكتاب تمهيد مسائل المدونة، وكتاب اختصار الواضحة، ثم رحل إلى أصبهان، فكان يدرِّس فيها إلى أن توفي -رحمه الله- عام 372هـ.[٣]
ومن شيوخه: أبو القاسم بن خلف بن شبلون، المتوفى سنة 390هـ، وأبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري، ابن القابسي، المتوفى سنة 403هـ، وقد كثر تلاميذه ومنهم: أبو الوليد حجاج بن محمد بن عبد الملك بن حجاج اللخمي المركيشي الإشبيلي المتوفى سنة 429هـ، وأبو بكر أحمد بن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القاضي المتوفى سنة 460هـ.[٤]
التعريف بكتاب المدونة الكبرى في الفقه المالكي
تُعدّ المدونة الكبرى الأصل الثاني في الفقه المالكي بعد الموطّأ، وتضمّنت جهد أربعة من الفقهاء الكبار وهم: الإمام مالك، وسحنون، وابن القاسم، وأسد بن الفرات، وهي مجموعة من المسائل الفقهية المدونة، ولذلك تُسمّى “المدونة”، وتُسمى أيضا “المختلطة”؛ لاختلاط مسائلها في الأصل وعدم تبويبها.[٥]
وتُنسب المدونة الكبرى إلى الإمام مالك لأنّها في الأصل المسائل المنقولة عنه، كما تُنسب إلى الإمام ابن القاسم باعتبار سماعه عن مالك مع آرائه الفقهية، وتُنسب إلى أسد نظرا لسماعه عن ابن القاسم، وتنسب أيضا إلى سحنون باعتبار أنّه أخذها من أسد بن الفرات، ثمّ رحل بها إلى الإمام ابن القاسم فهذّبها معه.[٥]
المراجع
- ↑أبو سعيد البراذعي، التهذيب في اختصار المدونة. بتصرّف.
- ↑أبو سعيد البراذعي، التهذيب في اختصار المدونة. بتصرّف.
- ↑خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 311. بتصرّف.
- ↑أبو سعيد البراذعي، التهذيب في اختصار المدونة. بتصرّف.
- ^أبباسو عبد العزيز (30/6/2016)، “المدونة الكبرى أصلها ونشأتها”، بحوث، العدد 2، المجلد 9، صفحة 1. بتصرّف.