‘);
}
نبذة عن ديوان مرثية مالك بن الريب
مرثية مالك بن الريب هي واحدة من القصائد الشهيرة في الشعر العربي والتي يرثي بها مالك بن الريب نفسه[١]، وتتكون هذه القصيدة من اثنين وستون بيت كتبها على البحر الطويل وعلى قافية حرف الياء [٢] وكاتب القصيدة هو مالك بن الريب بن حوط بن قرط المازني التميمي وكان من شعراء العصر الأموي و ولّاه معاوية بن أبي سفيان على خراسان و أصابه المرض في مدينة مرو فلما شعر بدنو أجله كتب مرثيته التي رثا بها نفسه هي (ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً)[٢]
قصيدة مالك بن الريب (ألا ليت شعري)
وأبيات هذه القصيدة هي:[٣]
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً
-
-
- بِجَنبِ الغَضا أُزجي القَلاصَ النَواجِيا
-
‘);
}
فَلَيتَ الغَضا لَم يَقطَعِ الرَكبُ عرضه
-
-
- وَلَيتَ الغَضا ماشى الرِّكابَ لَيالِيا
-
وَلَيتَ الغَضا يَومَ اِرتَحلنا تَقاصَرَت
-
-
- بِطولِ الغَضا حَتّى أَرى مَن وَرائِيا
-
لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا
-
-
- مَزارٌ وَلَكِنَّ الغَضا لَيسَ دانِيا
-
أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى
-
-
- وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا
-
وَأَصبَحتُ في أَرضِ الأَعاديِّ بَعدَما
-
-
- أرانِيَ عَن أَرضِ الأَعادِيِّ نائِيا
-
دَعاني الهَوى مِن أَهلِ أَودَ وَصُحبَتي
-
-
- بِذي الطَّبَسَينِ فَالتَفَتُّ وَرائِيا
-
أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ
-
-
- تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا
-
أَقولُ وَقَد حالَت قُرى الكُردِ بَينَنا
-
-
- جَزى اللَّهُ عَمراً خَيرَ ما كانَ جازِيا
-
إِن اللَّهَ يُرجِعني مِنَ الغَزوِ لا أَكُن
-
-
- وَإِن قَلَّ مالي طالِباً ما وَرائِيا
-
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَت وَشكَ رحلَتي
-
-
- سفارُكَ هَذا تارِكي لا أَبالِيا
-
لَعَمرِي لَئِن غالَت خُراسانُ هامَتي
-
-
- لَقَد كُنتُ عَن بابَي خُراسانَ نائِيا
-
فَإِن أَنجُ مِن بابَي خُراسانَ لا أَعُد
-
-
- إِلَيها وَإِن مَنَّيتُموني الأَمانِيا
-
فَللَّهِ درِّي يَومَ أتركُ طائِعاً
-
-
- بَنِيَّ بِأَعلى الرَقمَتَينِ وَمالِيا
-
وَدَرُّ الظباءِ السانِحاتِ عَشِيَّةً
-
-
- يُخَبِّرنَ أَنّي هالِكٌ مِن وَرائِيا
-
وَدَرُّ كَبيرَيَّ اللَذين كِلاهُما
-
-
- عَلَيَّ شَفيقٌ ناصِحٌ لَو نَهانِيا
-
وَدَرُّ الرِّجالِ الشاهِدينَ تَفتكي
-
-
- بِأَمرِيَ أَلا يقصِروا مِن وَثاقِيا
-
وَدَرُّ الهَوى مِن حَيثُ يَدعو صَحابَتي
-
-
- وَدَرُّ لُجاجَتي وَدَرُّ اِنتِهائِيا
-
تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد
-
-
- سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا
-
وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ
-
-
- إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا
-
يُقادُ ذَليلاً بَعدَما ماتَ رَبُّهُ
-
-
- يُباعُ بِبَخسٍ بَعدَما كانَ غالِيا
-
وَلَكِن بِأَكنافِ السُمَينَةِ نسوَةٌ
-
-
- عَزيزٌ عَلَيهِنَّ العيشَةَ ما بِيا
-
صَريعٌ عَلى أَيدي الرِجالِ بِقَفرَةٍ
-
-
- يُسَوُّونَ لحدي حَيثُ حُمَّ قَضائِيا
-
وَلَمّا تَراءَت عِندَ مَروٍ منِيتي
-
-
- وَخَلَّ بِها جِسمي وَحانَت وَفاتِيا
-
أَقولُ لأَصحابي اِرفَعوني فَإِنَّهُ
-
-
- يَقَرُّ بِعَيني أَن سُهَيلٌ بَدا لِيا
-
فَيا صاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا
-
-
- بِرابِيَةٍ إِنّي مُقيمٌ لَيالِيا
-
أقيما عَلَيَّ اليَومَ أَو بَعضَ لَيلَةٍ
-
-
- وَلا تُعجلاني قَد تَبَيَّنَ شانِيا
-
وَقوما إِذا ما اِستُلَّ روحي فَهَيِّئا
-
-
- لِيَ السّدرَ وَالأَكفانَ عِندَ فَنائِيا
-
وَخُطّا بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ مَضجَعي
-
-
- وَرُدَّا عَلى عَينَيَّ فَضلَ ردائِيا
-
وَلا تَحسداني بارَكَ اللَّهُ فيكُما
-
-
- مِنَ الأَرضِ ذاتَ العَرضِ أَن توسِعا لِيا
-
خُذاني فَجُرّاني بِثَوبي إِلَيكُما
-
-
- فَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ صَعباً قيادِيا
-
وَقَد كُنتُ عَطَّافاً إِذا الخَيلُ أَدبَرَت
-
-
- سَريعاً لَدى الهَيجا إِلى مَن دَعانِيا
-
وَقَد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى
-
-
- ثَقيلاً عَلى الأَعداءِ عَضباً لِسانِيا
-
وَقَد كُنتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى
-
-
- وَعَن شَتمِيَ اِبنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا
-
فَطَوراً تَراني في ظلالٍ وَنِعمَةٍ
-
-
- وَطَوراً تَراني وَالعِتاقُ رِكابِيا
-
وَيَوماً تَراني في رحىً مُستَديرَةٍ
-
-
- تُخَرِّقُ أَطرافُ الرِماحِ ثِيابِيا
-
وَقوما عَلى بِئرِ السَّمينَةِ أسمعا
-
-
- بِها الغُرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا
-
بِأَنَّكُما خَلَّفتُماني بِقَفرَةٍ
-
-
- تُهيلُ عَلَيَّ الريحُ فيها السَّوافِيا
-
وَلا تَنسَيا عَهدي خَليلَيَّ بَعدَما
-
-
- تَقطعُ أَوصالي وَتَبلى عِظامِيا
-
وَلَن يَعدَمَ الوالونَ بَثّاً يُصيبُهُم
-
-
- وَلَن يَعدَمَ الميراثَ مِنّي المَوالِيا
-
يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَني
-
-
- وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا
-
غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ
-
-
- إِذا أدلجوا عَنّي وَأَصبَحتُ ثاوِيا
-
وَأَصبَحَ مالي مِن طَريفٍ وَتالِدٍ
-
-
- لِغَيري وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا
-
فَيا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَتِ الرَّحا
-
-
- رحا المُثلِ أَو أَمسَت بِفَلجٍ كَما هِيا
-
إِذا الحَيُّ حَلَّوها جَميعاً وَأنزلوا
-
-
- بِها بَقَراً حُمَّ العُيونِ سَواجِيا
-
رَعَينَ وَقَد كادَ الظَّلامُ يُجِنُّها
-
-
- يَسفنَ الخُزامى مَرَّةً وَالأَقاحِيا
-
وَهَل أَترُك العيسَ العَوالي بِالضُحى
-
-
- بِرُكبانِها تَعلو المِتانَ الفَيافِيا
-
إِذا عُصَبُ الرُكبانِ بَينَ عُنَيزَةٍ
-
-
- وَبولانَ عاجُوا المُبقِياتِ النَواجِيا
-
فَيا لَيتَ شِعري هَل بَكَت أُمُّ مالِكٍ
-
-
- كَما كُنتُ لَو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
-
إِذا متُّ فَاِعتادي القُبورَ وَسَلِّمي
-
-
- عَلى الرَمسِ أُسقيتِ السَحابَ الغَوادِيا
-
عَلى جَدَثٍ قَد جَرَّتِ الريحُ فَوقَهُ
-
-
- تُراباً كَسَحقِ المَرنُبانِيِّ هابِيا
-
رَهينَةُ أَحجارٍ وَتُربٍ تَضَمَّنَت
-
-
- قَرارَتُها مِنّي العِظامَ البَوالِيا
-
فَيا صاحِبا إِمّا عَرضتَ فَبلغن
-
-
- بَني مازِنٍ وَالرَّيبَ أَن لا تَلاقِيا
-
وَعَرِّ قَلوصي في الرِّكابِ فَإِنَّها
-
-
- سَتَفلِقُ أَكباداً وَتبكي بَواكِيا
-
وَأَبصَرتُ نار المازِنِيَّاتِ موهِناً
-
-
- بِعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرفُ رانِيا
-
بِعودِ النّجوج أَضاءَ وَقودُها
-
-
- مَهاً في ظِلالِ السِّدرِ حوراً جَوازِيا
-
غَريبٌ بَعيدُ الدارِ ثاوٍ بِقَفرَةٍ
-
-
- يَدَ الدَّهرِ مَعروفاً بِأَن لا تَدانِيا
-
تَحَمَّلَ أَصحابي عَشاءً وَغادَروا
-
-
- أَخا ثِقَةٍ في عَرصَةِ الدارِ ثاوِيا
-
أُقَلِّبُ طَرفي حَولَ رَحلي فَلا أَرى
-
-
- بِهِ مِن عُيونِ المُؤنِساتِ مُراعِيا
-
وَبِالرَّملِ مِنّا نسوَةٌ لَو شَهِدنَني
-
-
- بَكَينَ وَفَدَّينَ الطَبيبَ المُداوِيا
-
وَما كانَ عَهدُ الرَّملِ عِندي وَأَهلِهِ
-
-
- ذَميماً وَلا وَدَّعتُ بِالرَّملِ قالِيا
-
فَمِنهُنَّ أُمّي وَاِبنَتايَ وَخالتي
-
-
- وَباكِيَةٌ أُخرى تهيجُ البَواكِيا
-
موضوعات مرثية مالك بن الريب
تُلخص موضوعات المرثية بالنقاط الآتية:
- يستهل مالك بن الريب قصيدته بتساؤل هل من الممكن أن يزيد عمره يومًا أخيرًا ليقوم فيه بما كان يقوم به بصباه من سياقة الإبل لمرابدها.
- يذكر فضل الله سبحانه وتعالى عليه في تحوّل شكل حياته من حياة البداوة إلى الولاية في خراسان بفضل ابن عفان.
- يتحدث مالك بن الريب في عدة أبيات عن لحظات الموت ويصفها وصفًا بديعًا.
- يتحدث مالك بن الريب عن اشتداد المرض عليه ودنو الموت وحواره مع صديقيه اللذين يرجوان شفاءه.
- يستكمل مالك الريب المرثية ويتحدث في أبيات أخرى عن من سيتذكره بعد موته ويبكي عليه ويخلص له ويردف القول بأنه هؤلاء قليل.
- يتحدث في الأبيات الأخيرة من مرثيته عن ابنته التي ستكون أخلص الناس له و أشدهم تأثرًا على فراقه.
المراجع
- ↑“قصيدة للشاعر الأموي مالك بن الريب”، أشراف الحجاز. بتصرّف.
- ^أب“ديوان مالك بن الريب”، الديوان. بتصرّف.
- ↑“ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة – مالك بن الريب”، الديوان.