‘);
}

مولد عيسى عليه السلام

كانت مريم -عليها السلام- أمّ عيسى منقطعةً عن أهلها وقومها، تعبد الله -تعالى- حين جاءها جبريل -عليه السلام- على هيئةِ رجلٍ فدخل عليها، فخافت منه مريم -عليها السلام- فطمأنها وأخبرها أنّه لن يمسّها بسوء، ثمّ بشّرها بأنّها ستحمل في بطنها نبيّاً من أنبياء الله، ومرّت أشهر الحمل يسيرةً على مريم حتى جاء موعد الوضع، وذكر الله -تعالى- حالها عند الوضع؛ فقال: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)،[١] ولم تتأخّر رحمة الله -تعالى- لها فأُذن لعيسى -عليه السلام- أن ينطق لحظة مولده لُيطمئنها، حيث قال الله تعالى: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا*وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا*فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)،[٢] فكانت هذه هي المرة الأولى التي ينطق فيها عيسى -عليه السلام- في مهده.[٣]

ذهبت مريم -عليها السلام- إلى قومها تحمل ابنها بين يديها، فأنكر عليها القوم ذلك واتهمومها بالبغاء لعلمهم أنّها لم تكن متزوّجة، ولأنّ مريم كانت صائمةً لله -تعالى- عن الكلام، فلم تُجبهم بل أشارت إلى طفلها، فأنطق الله عيسى بن مريم مرّةً أخرى مدافعاً عن أمّه ومطمئناً لها، فقال: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا*وَبَرًّا بِوَالِدَتِي).[٤][٣]