
معتصم الرقاد
عمان- قدم المخرج عماد الشاعر تجربة جديدة بعرض مسرحية “نزهة في ميدان المعركة”، على خشبة مسرح المركز الثقافي الملكي، ضمن فعاليات مهرجان الأردن المسرحي 27، والذي جاء بظروف استثنائية بسبب فيروس كورونا المستجد.
وتابع الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي العرض الذي ينتمي إلى مسرح اللامعقول المعروف بمعالجته لقضايا الحروب، ووفق رؤية تشكل امتدادا أكثر عمقا، وفيما عرف بمسرح الصدمة التي تحدثها الأحداث الدرامية بهدف أخلاقي وإنساني، وذلك عبر قصة مجند شاب يجد نفسه في جبهة القتال فجأة، وهو لا يعرف شيئاً عن البنادق والقنابل، فمن خلال الرسالة الانسانية التي جسدتها، عكست المسرحية تناقضات شخصية، فأبرزت وجوها ورؤى للحرب بكل تناقضاتها وعبثها، لتنتهي النزهة بذروة درامية، إذ إن المشهد السعيد ينتهي بقتل جماعي يروح ضحيته الأبرياء.
ويقول المخرج عماد الشاعر ان “نزهة في ميدان المعركة” تحمل تجربة جديدة برؤية وأفق جديد وبنص عالمي للكاتب الاسباني فرناندو آرابال، يستنكر فيه عالم الحرب والتقتيل، مقدما الشكر لكل من منح الثقة لقدرات الفريق المسرحي، متمنيا أن ينال العرض المسرحي استحسان الجمهور. وأشار الشاعر إلى أن المسرحية تقدم رسالة للإنسانية بالتوقف عن الحروب التي لا تجدي أي نفع ولا يفوز فيها طرف، معربا عن تمنياته بأن يشهد المهرجان في الأعوام القادمة مشاركة أكثر اتساعاً لتقديم عروض الجامعات والأندية والمراكز الشبابية، بحيث تتاح فرصة المشاركة أمام قاعدة عريضة تضم كل الفئات الشبابية، مؤكدا أن مهرجانات المسرح دائما ما تتيح الفرصة للشباب لاستعراض قدراتهم الإبداعية بما يتيح لهم الولوج إلى معترك المسرح، كما تتيح الفرصة للمخرجين الكبار لاختيار أفضل العناصر في أعمالهم المقبلة بما يضمن تجديد الدماء على الساحة المسرحية.
يشار إلى أن مسرحية “نزهة في ميدان المعركة” من تمثيل الفنانين: أسماء قاسم، الحاكم مسعود، ثامر خوالدة، المثنى قواسمة، حسام حازم، حسام كناني، وموسيقى قصي النمري واخراج عماد الشاعر.
وكان المخرج والمؤلف المسرحي الأسباني فرناندو آرابال قد كتب مسرحية “نزهة في ميدان معركة” العام 1952 أي في نفس العام الذي ظهرت فيه مسرحية “في انتظار غودو” لصموئيل بيكيت الذي يدين له آرابال في الكثير من الأشكال والمضامين المسرحية. وتعد مسرحية آرابال هذه ذات الفصل الواحد من أشهر مسرحياته تنديدا بالحرب وأهوالها، ومن أفضل نصوص أدب التحريض.


